قرر رئيس شركة النشر العملاقة «بنجوين راندوم هاوس» تقديم استقالته فى أعقاب قرار الولاياتالمتحدة برفض استحواذ الشركة على منافستها «سيمون آند تشوستر» بقيمة 2.2 مليار دولار. وأعلنت الشركة عن قيام ماركوس دوليه بالتنحى عن منصبه فى نهاية العام، مضيفة أن ذلك تم بناء على رغبته. وقد قاد «ماركوس دوليه» عملاق النشر «بنجوين» منذ عام 2013 عندما خرجت من اندماج كبير آخر كأكبر ناشر للكتب فى العالم، إلا أن مخاوف المنافسة واحتكار السوق أدت إلى رفض عملية الاستحواذ على شركة «سيمون آند تشوستر» فى الوقت الراهن. وكان قرار القضاء الأمريكى قد جاء لصالح حكومة الولاياتالمتحدة التى رفضت الاندماج بحجة أن هذا الارتباط سيقلل الأجور والفرص المتاحة أمام المؤلفين الصغار، الذين لا سبيل لديهم فى التعامل مع دور النشر الكبيرة. وفى بيان صادر عنه، قال «ماركوس دوليه» إنه بعد قرار المحكمة الجزئية الأمريكية رفض الاستحواذ على «سيمون آند تشوستر»، قرر بعد ما يقرب من 15 عاما تسليم قيادة «بنجوين راندوم هاوس» لدماء جديدة، نقلا عن وكالة «رويترز» الإخبارية. وقالت مؤسسة «بيرتلسمان» الألمانية المالكة لشركة «بنجوين» إن الشركة ستواصل السعى وراء عمليات استحواذ أصغر حجما فى الولاياتالمتحدة وغيرها، وأنها لم تطلب استقالة ماركوس دوليه، كما أنها لا ترى فى رغبة الاستحواذ أى خطأ. وسيشغل نيهار مالافيا رئيس «بنجوين أمريكا» منصب الرئيس التنفيذى المؤقت اعتبارا من 1 يناير القادم. جدير بالذكر أنه تم تشكيل دار نشر «بنجوين راندوم هاوس نفسها» من خلال دمج شركتىّ «بنجوين» فى المملكة المتحدة مع «راندوم هاوس» ومقرها نيويورك فى عام 2013. وعملت «بنجوين» عبر السنوات مع مؤلفين مشهورين من بينهم: سيلفيا بلاث وجورج أورويل وفيرجينيا وولف، وفى الآونة الأخيرة، نشرت كتبا من تأليف زادى سميث وماريان كيز ودان براون، نقلا عن شبكة «بى بى سى» الإخبارية وتضم قائمة دار نشر «سيمون آند شوستر»، التى كانت بنجوين راندوم هاوس تريد الاستحواذ عليها، العديد من المؤلفين الكبار مثل كاتب الرعب الأمريكى، ستيفن كينج، والأمريكية جنيفر وينر والمرشحة الرئاسية الأمريكية السابقة هيلارى كلينتون. وكان «كينج» من بين الأسماء الكبيرة التى شهدت ضد الاندماج نيابة عن الحكومة الأمريكية والتى اتخذت موقفا أكثر تشددا ضد الاحتكارات فى عهد الرئيس الأمريكى جو بايدن. وقالت مؤسسة «برتلسمان» فى البداية إنها ستستأنف القرار الأمريكى، لكنها ألغت الصفقة فى النهاية وقررت دفع 200 مليون دولار كرسوم حل الصفقة. وعمل «ماركوس دوليه» فى الفرع الألمانى للشركة وتنقل بين مناصب مختلفة منذ 1994؛ حيث كان رئيسا فى شركة «راندوم هاوس» عندما أعلنت الشركة عن الاندماج الضخم مع «بنجوين»، إلا أنه قرر تقديم استقالته رغم أن عقده سارٍ حتى عام 2026.