معارضو القرار: نخاف من الاحتكار وتقليل المنافسة للمؤلفين الصغار الذين لا يزالون يشقون طريقهم فى مهنة الكتابة بعد العديد من الدعوات المطالبة بإيقاف قرار الدمج، وافقت محكمة أمريكية على وقف صفقة اندماج بقيمة 2.2 مليار دولار (1.9 مليار جنيه إسترلينى) بين أكبر دار نشر للكتب فى العالم «بينجوين راندوم هاوس» و«سايمون آند شوستر». وأصدرت قاضية المحكمة الجزئية الأمريكية، فلورنس بان، بيانًا مكونا من صفحتين، أوضحت من خلاله أن الصفقة التى من المقرر إبرامها كان يمكن أن تقلل «بشكل كبير» من المنافسة فى صناعة النشر، وذلك بعد أن رفعت وزارة العدل الأمريكية دعوى قضائية لوقف الصفقة فى نوفمبر الماضى. وبرغم أن دار نشر «بنجوين راندوم هاوس» نفسها نشأت عن طريق اندماج اثنين من كبار الناشرين من المملكة المتحدةوالولاياتالمتحدة عام 2013، إلا أن القاضية «بان» قالت خلال البيان: «لقد وجدت المحكمة أن الولاياتالمتحدة أظهرت أن تأثير الاندماج المقترح قد يؤدى إلى حد كبير لتقليل المنافسة فى السوق على حقوق النشر الأمريكية للكتب الأكثر مبيعًا». وفى أعقاب صدور الحكم القضائى، قالت دار نشر «بنجوين» فى بيان خاص بها إنها ستخضع للاستئناف واصفة قرار المحكمة ب «النكسة المؤسفة للقراء والمؤلفين على حد سواء». وقد تولت دار نشر «بنجوين» نشر أعمال لمؤلفين مشهورين من بينهم: سيلفيا بلاث وجورج أورويل وفيرجينيا وولف، كما نشرت فى الآونة الأخيرة كتبًا من تأليف زادى سميث وماريان كيز ودان براون، وعلى الصعيد المقابل، نشرت دار نشر «سايمون آند شوستر» أيضًا أعمالا لكبار المؤلفين على غرار: ستيفن كينج وجنيفر وينر والمرشحة الرئاسية الأمريكية السابقة هيلارى كلينتون. وبعد إعلان عملاقتى النشر قرارهما بالاندماج، عارضت الحكومة الأمريكية بشدة القرار خلال محاكمة أُقيمت شهر أغسطس الماضى؛ وذلك تخوفًا من الاحتكار وسيطرتهما على ما يقرب من نصف سوق حقوق نشر الكتب الرائجة وبالتالى قمع المنافسة لاسيما بالنسبة للمؤلفين الصغار الذين لا يزالون يشقون طريقهم فى مهنة الكتابة. وقال محامى دار نشر «بنجوين»، دانييل بتروسيلى: إن دارى النشر ستقدمان «فوائد هائلة» للقراء والمؤلفين عبر الاندماج؛ حيث سيستمران فى التنافس ضد بعضهما البعض حتى بعد الدمج، ومع ذلك فقد رفض كاتب الرعب الأمريكى الأكثر مبيعًا ستيفن كينج هذا الادعاء قلبًا وقالبًا وعارض قرار الاندماج حيث تهكّم على ادعاء المحامى قائلًا: «الأمر أشبه أن تقول للمحكمة إنك لديك زوج وزوجة يتنافسان ضد بعضهما البعض على حقوق نفس المنزل ولكنه فى الواقع أمر جيد»، وتابع: «هذا درب من دروب السخف». وقال مساعد المدعى العام الأمريكى، جوناثان كانتر، وهو من كبار معارضى قرار الدمج فى بيان خاص به: «إن الاندماج المقترح كان سيقلل المنافسة ويقلل عائدات المؤلف ويقلل من اتساع وتنوع قصصنا وأفكارنا بل ويفقِر ديمقراطيتنا ذاتها فى نهاية المطاف». يأتى ذلك فى الوقت الذى تكثف فيه إدارة «بايدن» تنظيمها للممارسات المناهضة للمنافسة، نقلًا عن شبكة بى بى سى البريطانية. جدير بالذكر أن فى عام 1935، شارك ألين لين وأخويه ريتشارد وجون فى تأسيس دار النشر البريطانية «بينجوين» التى زيّن شعارها المميز بعضًا من أكثر الكتب شهرة فى تاريخ النشر. وقد أثارت الشركة جدلًا كبيرًا بعد نشر كتابى «عشيق الليدى تشاترلى» وهو رواية للكاتب البريطانى ديفيد هربرت لورانس عام 1960، و«الآيات الشيطانية» للكاتب البريطانى من أصل هندى الذى تعرض للطعن مؤخرًا سلمان رشدى عام 1988. وقد اندمجت دار نشر «بنجوين» مع دار نشر «راندوم هاوس» ومقرها نيويورك عام 2013 لإنشاء أكبر دار نشر فى العالم، وفى ذلك الوقت، قالت المفوضية الأوروبية إن العمل المشترك لن يثير مخاوف المنافسة لأنه «سيواجه العديد من المنافسين الأقوياء». وفى البداية امتلكت الشركة الألمانية «راندوم هاوس» لمالكها الألمانى بيرتيلسمان حصة 53٪ من بينما امتلكت «بنجوين» لمالكها بيرسون حصة 47٪ من الشركة الأم، ثم ما لبث «بيتيلسمان» أن أصبح المالك الوحيد لشركة «بنجوين راندوم هاوس» فى أبريل 2020.