عائشة بن أحمد ل«الشروق»: عشت حالة عشق مع سيناريو مسلسل النزوة.. ولم أتأثر بالنسخة الأمريكية

«وعد إبليس» أشعرني بالرعب.. والجمهور يرى أن العمل به مبالغة بسبب عمق التفاصيل
الاقتباس لا يعنى فقرا في الأفكار.. والأمريكان أخذوا تيمات كثيرة من الكوريين
العمل في رمضان له نكهته الخاصة.. وجمهور المنصات لديه وعي وذكاء
المشاركة في السينما تاريخ وما زلت أبحث عن العمل يمتعني فنيا
تواصل الفنانة التونسية عائشة بن أحمد مشوارها في الدراما المصرية بأدوار لفتت أنظار النقاد الجمهور في مسلسل «النزوة» الذى يعرض حاليا عبر منصة رقمية، وكذلك مسلسل «وعد إبليس» الذى انتهى عرض أخيرا، والذى تفاعل معه الجمهور عبر مواقع التواصل الاجتماعى. وخلال حوارها مع «الشروق» تحدثت عائشة عن مشاركتها فى مسلسلى «النزوة» و«وعد إبليس»، وتكشف عن أوجه الاختلاف بين «وعد إبليس» وغيره من الأعمال التى ناقشت فكرة التعامل مع الشيطان، وتناقش أسباب اتهام البعض للعمل بالمبالغ فى أحداثه، والفرق بين موسم رمضان وغيره من المواسم، ولماذا تفضل الدراما على السينما؟.
* لماذا تحمستِ لمسلسل «النزوة» وسر حبك لهذا العمل؟
أعشق هذا المسلسل جدا، وأحببت فكرته عندما عرضها علىَّ المخرج أمير رمسيس، وأصبت بحالة عشق من أول قراءة للسيناريو، كما أن الشخصية التى أقدمها جديدة على وعلى الجمهور العربى، رغم أن فكرة العمل مقتبسة من المسلسل الأمريكى «The Affair» إلا أن صياغته الدرامية تجعله عملا مختلفا.
* وماذا عن شخصية «هالة» فى المسلسل؟
شخصية هالة بها اضطرابات نفسية وأبعاد مختلفة، وهو ما جعلنى أستعد لها بشكل جيد، واسترجعت من أجلها أحداثا كثيرة رأيتها فى الحياة، لأستمدها من مواقف حياتية، ولم ألجأ لتجسيد الشخصية بعينها، لأننى إذا أردت ذلك كنت شاهدت النسخة الأجنبية، وتابعت أول حلقة فقط منه ولم أتابع باقى الحلقات كى لا أتأثر بالعمل الأصلى. * وما الذى جذبك للمشاركة فى مسلسل «وعد إبليس»؟ هذه التجربة كانت الأولى بالنسبة لى على منصة رقمية، وكنت متحمسة لها جدا، كما أن الدور مختلف وفكرة المسلسل جذبتنى بقوة، ومن الممكن أن تكون الفكرة شائعة وموجودة فى روايات أجنبية وأفلام، لكن أعجبنى الصراع بين الإنس والجن، وهو صراع نعيشه كل يوم، كما أن شخصية «زينة» محورية، ومن هنا وجدت رغبة كبيرة لتقديم المسلسل.
*هل كنت تتوقعين نجاح المسلسل من البداية؟
خلال التصوير كنا نعلم أننا نقدم عملا جيدا، لكننى تفاجأت بردود الأفعال الرائعة على المسلسل وتصدر الترند بسرعة منذ الحلقات الأولى، والحقيقة اننى لم أتوقع النجاح بهذا الشكل، وخلال مرحلة التصوير شاهدنا حرص المخرج على تقديم عمل جيد للجمهور، وهناك مشاهد استمر تصويرها فترات طويلة، لكى تخرج للجمهور بأفضل صورة. * ما الاختلاف بين «وعد إبليس» وغيره من الأعمال التى ناقشت صراع الإنس والجن؟ نفدم «وعد إبليس» بشكل معاصر أكثر من الأعمال التى قدمت فى الماضى، وهناك عمل واحد فقط فى الأعمال العربية تعلقت به وهو مسلسل «ونوس»، الذى قدمه الفنان يحيى الفخرانى، ولكن الطرح مختلف وفكرة الشيطان هى السائدة.
*ماذا تعلمتِ من مخرج العمل البريطانى كولن توج خلال التحضير؟
هو مخرج لديه مدرسة مختلفة فى العمل، وكان حريصا على تصوير كل مشهد بأفضل جودة، وهناك مشاهد استغرقنا فى تصويرها وقتا طويلا، واستمتعنا بالعمل معه. * فى رأيك.. ما العوامل التى جذبت الجمهور لمتابعة «وعد إبليس»؟ الناس تحب الاختلاف، والمشاهد العربى اعتادت عينه على الأشياء الجيدة، بحكم وجود منصات كثيرة نشاهد كل أعمال عالمية، ونرى الجودة العالية، ونريد أن ننتج عملا عربيا بنفس الجودة، ويكون لدينا تنوع فى الأعمال، مثل اللون الاجتماعى والاكشن والكوميدى، ولابد من وجود نوعية مثل مسلسل «وعد ابليس» الذى ينتمى للفانتازيا، وأعتقد أن هذا أمر مهم للمشاهد العربى، والفنان فتحى عبدالوهاب أبدع فى دوره، وعناصرالعمل الموجودة ساعدت على نجاح المسلسل.
* انقسم الجمهور لرأيين.. أحدهما مؤيد للعمل ويعتبره طفرة فى الصناعة والآخر يرى أنه ليس به غزارة فى الأحداث؟
تعودنا فى الماضى أن كل الأحداث سريعة، لكن إذا نظرنا إلى الاعمال العالمية نجد إيقاعها بطيئا جدا، حتى على المستوى التقنى والإضاءة نجدها ضعيفة رغم أننا نحب الإضاءة العالية، والأعمال الأجنبية الناجحة نجد ان الإضاءة بها خافتة وبسيطة، فلابد من أن نتعود على هذا الإيقاع البطىء، وهناك أشياء أخرى فى الحلقة ممكن ينجذب لها الجمهور، ومش لازم مليون حدث فى الحلقة الواحدة.
وهذه المرة الأولى الذى أتجاهل فيها السوشيال ميديا ولم أهتم بمتابعة ردود الأفعال، لكن أغلب الجمهور الذى قابلته 90% منهم سعيد بالمسلسل، والحقيقة أن هناك حملات تكون مدفوعة ضد بعض الأعمال الفنية، وهذا دفعنى لقرار عدم متابعة السوشيال ميديا التى تكون مزعجة فى بعض الأوقات.
* المسلسل استعرض بوجه خاص فكرة «عجلة إبليس ».. كيف تابعتِ هذا الطرح؟
فكرة الشيطان موجودة فى كل وقت وفى كل الثقافات، وكل ثقافة ترى الموضوع بطريقة معينة وزاوية مختلفة، وأعجبت بالدمج بين وجهة نظر المخرج والكتاب الأجانب والعرب، مما أضاف العمق الذى شاهدناه.
* هل قرأتِ عن موضوع عجلة إبليس بالتفصيل أم اكتفيتِ بدورك فى السيناريو فقط؟
لم أقرأ عن هذا الموضوع لأن الخوف يسيطر على، ولم أعتد على مشاهدة هذه النوعية من الأعمال فى الفترة الأخيرة بالرغم من أننى كنت فى السابق أحبها، وهذا ربما لأننى أصبحت جبانة، وخلال التصوير لم أشعر بالخوف لكن خلال مشاهدتى للمسلسل شعرت بحالة من الرعب.
* ما الصعوبات التى واجهتك خلال هذا العمل؟
الصعوبات كانت فى التصوير، وكان متعبا للغاية ومرهقا فوق الخيال، والمخرج كان يصور مشهدا واحدا فى 12 ساعة، كان حريصا على إعادة المشهد أكثر من مرة لكى يصل للنتيجة المطلوبة، وهناك مشاهد فى الحلقة السادسة كانت متعبة جدا، خاصة فى ظل برودة الجو وقت التصوير.
*هل تتفقين مع رأى من يقول إن «وعد إبليس» مسلسل مبالغ فى أحداثه؟
أفلام الرعب ليس لها هدف سوى رعب الناس، وهذه النوعية مسلية أكثر من أى شىء آخر، لكننى أرى أن «وعد إبليس» به رسالة وحتى لو لم تكن هناك رسالة واضحة فصناع العمل غير مضطرين لذلك، والجمهور يرى أن العمل به مبالغة بسبب التعمق فى التفاصيل، وإذا كان العمل بدون تعمق فى التفاصيل سنرى تعليقات الجمهور بأن العمل يفتقر للعمق، فى النهاية نريد التفاصيل لكى نعيش مع المشهد، وأنا لا أدافع عن المسلسل بصفتى ضمن فريق العمل، لكننى لا أرى أن هناك مبالغة فى المسلسل، لأنه ليس مسلسلا واقعيا اجتماعيا، بالعكس هو فانتازيا.
* هل انسقتِ فى فترة من حياتك وراء عالم الجن والشيطان؟
لست متذكرة شيئا محددا حاليا، لكن بكل تأكيد الشيطان لعب فى دماغنا كلنا، وأكيد احنا لسنا ملائكة بالأجنحة، وهذا أمر طبيعى ومفيش حد فينا ملاك. * فى رأيك هل أعمال الاقتباس مفيدة أم هى فقر فى الأفكار واستسهال؟ هناك افكار جميلة تم تقديمها كعمل أجنبى ومن جمال العمل وفكرته تجد نفسك تريد تكرار التجربة، ولكن بشكل مختلف، وبالمناسبة الأمريكان أخذوا أفكارا وتيمات كثيرة من الكوريين، فهل نعتبره فقراا فى الأفكار؟.. بالتأكيد لا، هى مجرد فكرة جيدة ونفذت بطريقة مختلفة.
* فى رأيك ما الاختلاف بين موسم رمضان وغيره من المواسم؟
العمل فى رمضان له نكهته الخاصة وتشعر بنجاحه بشكل كبير، لأن العرض يومى عن طريق الحلقات، وكل حلقة لها ردود فعل، كما أن الجمهور أكبر ومتنوع، لكن جمهور المنصات أقل عددا، ولديه وعى وذكاء وهذا هو الفرق، وبالتأكيد العمل فى رمضان 30 حلقة فالأمر يكون متعبا جدا.
*هل تفضلين الدراما على السينما؟
لا.. أحب السينما عن الدراما، لكن لم تعرض على أفلام تناسبنى، لأننى من حبى الشديد للسينما لا بد من أننى أقدم فيلما و«أنا طايرة وسعيدة به»، لأنها متعة كبيرة والأجور فى السينما قليلة كما أنها تاريخ، لذلك الاختيار يكون دقيقا، وما زلت أبحث عن العمل الذى أستمتع به وأكون سعيدة به.
* هل من الممكن أن تقدمى أعمال سيرة ذاتية لنجوم مقربين لقلبك؟
ممكن أقدم سيرة ذاتية، ولكن هناك شخصيات معينة أخاف من تقديمها، وهى الشخصيات المحبوبة جدا وتاريخها معاصر لنا، بمعنى أن يكون لها جمهور مازال على قيد الحياة، فأخشى من تلك الشخصيات، والنجوم المقربة لقلبى هم: فاتن حمامة وأعشقها جدا، وأيضا سعاد حسنى ونادية لطفى ونجلاء فتحى ونبيلة عبيد.