* قصة الرجل الذى باع روحه للشيطان ليست جديدة.. والمهم دائما هو كيف يتم تقديمها * المنصات منحت المبدعين فرصة لرواية القصص دون الإجبار على عدد حلقات معين استطاع الفنان أحمد مجدى أن يلفت الأنظار إليه، من خلال شخصية «سامى» التى قدمها فى مسلسل «وعد إبليس»، على إحدى المنصات الرقمية. وكشف مجدى خلال حواره ل«الشروق» عن كواليس تحضيره للشخصية، وكيفية اختيار أدواره، والصعوبات التى واجهته خلال العمل، كما تحدث عن ردود الفعل التى تلقاها، وتعليقه على الرأى الذى يرى أن الأحداث كان مبالغا فيها، كما يتحدث أيضا عن تعاونه مع الفنان الراحل سمير صبرى، وما الذى يتمنى أن يقدمه مستقبلا. يقول أحمد مجدى: كنت متحمسا جدا للمسلسل، وأشعر أنه سيحقق نجاحا، وكنت أرى أن كل المجهود المبذول والإخلاص والوقت الذى تم التصوير فيه كأننا نقوم بتصوير خمسة أفلام مثلا، فكنت أشعر أن العمل سيلقى التقدير المناسب وسيكون علامة، وقد وفرت له الشركة المنتجة إمكانيات كبيرة، ساعدته على الخروج بشكل استثنائى، كما أن فريق التمثيل يضم مجموعة من النجوم الذى يتمنى أى ممثل العمل معهم، ومنهم فتحى عبدالوهاب وعمرو يوسف وعائشة بن أحمد. * وكيف كانت تجربة المشاركة فى مسلسل من 6 حلقات فقط؟ أرفض تحديد وقت معين لرواية أى حدوتة، لأن هناك حدوتة يتم سردها فى 5 دقايق وحدوتة أخرى تسرد فى ملحمة ضخمة جدا، فأنا ضد تحديد عدد الحلقات، والحلقات تحدد على حسب القصة، فهذا أفضل شىء فى المنصات، وأصبح هناك ساحة حقيقية للمبدعين أن يأخذوا راحتهم، ولا يجبرون على عدد حلقات معين. * كيف جاء تحضيرك لشخصية «سامى» فى المسلسل؟ التحضير كان له أكثر من جانب، منها البحث حول هذا النموذج من الانسان الذى ينقسم إلى نصف شيطان وإنسان، والشيطان عبارة عن ايه، وهذا النموذج موجود فى القصص الانسانية والحضارات والثقافات المختلفة، وهذا جزء من البحث، وهناك جزء آخر له علاقة بالشخصية والمقاربة معها وما الشكل التى تظهر عليه، وبعده نتناقش مع المخرج، ورؤيته للدور، وفى النهاية اتفقنا على طريقة الشغل. وهذا النوع من الشخصيات الذى يميل إلى الميتافيزيقية هى فى رأيى الأفضل العمل عليها من خلال الميثولوجى وليس الواقع، بالعكس كلما تقترب من النماذج الأصلية القديمة والعناصر القديمة كلما يكون لها اثر أعمق. * ما الصعوبات التى واجهتك فى هذا العمل؟ من أكثر الصعوبات التى واجهتنى، هى كيفية المحافظة على نغمة الصوت وألا تكون صاخبة، وتكون شخصية هادئة ورقيقة وسلسلة لكن فى نفس الوقت مزعجة وغير مريحة ويظل عدم الراحة محسوسا لكنه غير مرئى. * وما هى أبرز ردود الفعل التى تلقيتها عن دورك؟ أكثر رد فعل كنت أتمناه وأسعدنى هو أن يقال «ايه ده بص هو جميل اوى وشكله طيب بس مش مرتاحين ليه» فعندما أسمع ذلك أكون سعيدا جدا، وهو ما كنت أسعى لتحقيقه. * هل ترى أن مسلسل وعد إبليس مبالغ فى أحداثه؟ لا أرى أن هناك مبالغة، فالأعمال التى تنتمى لهذا النوع دائما تعتمد على الأكشن والرعب والإثارة والجرافيكس، وهذه الدرجة من الصخب فى أعمال الإثارة هى التى تحقق النجاح مع الجمهور. * وما رأيك أن قصة المسلسل مأخوذة من فيلم «محامى الشيطان» لألباتشينو؟ القصة الاصلية للإنسان الذى باع روحه للشيطان هى قصة قديمة جدا من 200 سنة، وبداية الفورمات كانت من خلال «فاوست»، ففكرة أن يأتى شخص يعرض على آخر أن يبيع روحه للشيطان فيبيع روحه ويعطيه أشياء فى المقابل، وهذه القصة تم تقديمها فى الأدب والمسرح والسينما منذ سنوات طويلة، ولكن دائما يكون دور المبدع أنه يقدم شيئا جديدا ومختلفا ومعاصرا بنفس الفورمات. * تعاونت فى طلعت حرب مع الراحل سمير صبرى فكيف كانت الكواليس؟ فى الحقيقة أن الفنان الراحل سمير صبرى كان مفاجأة أن الايقونة السينمائية والاعلامية وذاكرة هذا التاريخ ما زال قادرا فى آخر لحظات حياته أن يكون لديه مفاجآت، وأنه أمام الكاميرا يتحول لممثل عملاق، وعندما تجلس معه تشعر انك امام رجل بسيط ومتواضع وظريف جدا، ولكن الأمر يختلف امام الكاميرا، وأنا سعيد جدا بالحصول على فرصة العمل معه وأن يكون اسمى بجوار اسمه على التتر. * كيف يختار أحمد مجدى أدواره الفنية؟ مبدئيا أن تكون الحدوتة جيدة، بالإضافة إلى قدرة الإنتاج لأن هذا يساعد على نجاح العمل، بالإضافة إلى المبدعين المشاركين معى فى هذا العمل ومدى جدارتهم بالصناعة، وفى النهاية أنا مدرك أننى جزء من عمل، فبالتالى أحرص على توافر عناصر النجاح الأساسية فى العمل. * ماذا يتمنى أحمد مجدى أن يحققه فى المستقبل؟ لدى أحلام كثيرة، وهناك أدوار أتمنى تجسيدها منها التاريخى والمعاصر، وفى الإخراج هناك فيلمان أتمنى تقديمهما، وعلى مستوى الانتاج نفسى أساهم فى إنتاج أفلام تشرف مصر فى مهرجانات وتساهم فى هذه الصناعة ولو بجزء بسيط، وأنا لست مشغولا بالقصص، بل مشغول بالعوالم والاثر السينمائى والاثر البصرى، لأن الشحنة السينمائية الموجودة بداخلى تجد توجهاتها على حسب الإلهام وعلى حسب الضرورة. * لماذا تغيب عن السينما؟ الاختيارات السينمائية بطبيعة الحال تكون محدودة، لأن الافلام فى السنة تكون أقل من الدراما، يضاف إلى ذلك أن الأعمال الجيدة قليلة جدا، وأنا أسعى لتقديم أفلام سينمائية ذات نوع مختلف ولها درجة من الجماهيرية، وأتشرف بها فى مشوارى الفنى.