تظاهر نحو ثلاثة آلاف إسرائيلي وفلسطيني مساء السبت، في حي الشيخ جراح في القدسالشرقية، احتجاجاً على الاستيطان الإسرائيلي في هذا الشطر من المدينة. وتجمع المتظاهرون بدعوة من اليسار وحركات تدافع عن السلام، ورفعوا إعلاما حمراء وأخرى إسرائيلية كتب عليها "شالوم" (سلام باللغة العبرية) وأعلاما فلسطينية، وهتفوا "لا للتطهير العرقي"، و"أهالي الشيخ جراح لا تهتموا، سنقطع الطريق على الاستيطان". وانتشرت قوات الشرطة بكثافة حول هذه التظاهرة التي كان المسئولون الأمنيون يعتزمون حظرها، وتمت الموافقة عليها أخيراً بعد طلب أحزاب اليسار. وتعيش المدينة القديمة حالاً من التوتر بعد المواجهات التي وقعت الجمعة بين المتظاهرين الفلسطينيين والقوات الإسرائيلية، لاسيما في الحرم القدسي ومحيطه. يذكر أنه، في الأشهر الماضية، أبعدت السلطات الإسرائيلية العديد من العائلات الفلسطينية من حي الشيخ الجراح، ليجري إسكان مستوطنين إسرائيليين مكانهم. وأدت هذه الإجراءات إلى تظاهرات قمعتها الشرطة الإسرائيلية التي اعتقلت ناشطي سلام إسرائيليين، وناشطين أجانب متضامنين مع الفلسطينيين. واحتلت إسرائيل القدسالشرقية في يونيو 1967، ثم ضمتها وبنت فيها أحياء جديدة يقطنها 200 ألف إسرائيلي. ولم يعترف المجتمع الدولي بضم القدسالشرقية التي يسعى الفلسطينيون إلى إعلانها عاصمة لدولتهم المرتقبة. وفي بداية فبراير، ذكرت صحيفة هاآرتس أن السلطات الإسرائيلية أعطت الضوء الأخضر للبدء بمشروع بناء 600 وحدة سكنية في حي استيطاني في الشطر الشرقي من المدينة. واستثنت حكومة بنيامين نيتانياهو القدسالشرقية من القرار الذي اتخذته بتجميد الاستيطان لمدة 10 أشهر في مناطق الضفة الغربية.