أشار بنك التنمية الإفريقي إلى الموقع الأثري أبو رواش، الذي يحتضن واحدة من أكبر محطات معالجة مياه الصرف الصحي في الشرق الأوسط وإفريقيا، ويقع على بعد خمسة أميال (8 كم) شمال غرب أهرامات الجيزة، وعلى الضفة الغربية لنهر النيل في مصر. وذكر بنك التنمية الإفريقي -في تقرير أصدره بالتزامن مع انعقاد مؤتمر الأممالمتحدة للتغير المناخي بمصر، حول المشروع باعتباره أحد النماذج الناجحة- أن العمل في محطة معالجة مياه الصرف الصحي في أبو رواش يجرى على قدم وساق ليصبح نموذجًا يحتذى به من حيث تحقيق الهدف السادس من أهداف التنمية المستدامة العالمية (SDGs)؛ المياه النظيفة والنظافة الصحية، عبر معالجة مياه الصرف الصحي لصالح المجتمع والبيئة أيضًا. ويتماشى مشروع معالجة مياه الصرف الصحي بأبو رواش مع سياسة قطاع المياه لبنك التنمية الإفريقي، والتي تعزز التنمية الفعالة والعادلة والمستدامة من خلال الإدارة المتكاملة لموارد المياه، كما أنه يساهم في جدول أعمال البنك ذي الأولوية "الخمسة الكبار" من خلال تطوير البنية التحتية الحيوية التي تعزز النمو الشامل والأخضر، ورفع الإنتاج الزراعي عن طريق إعادة تدوير مياه الصرف الصحي المعالجة في الزراعة ورفع مستوى جودة حياة الناس. ولفت البنك إلى أنه في إطار استراتيجية التنمية المستدامة "رؤية مصر- 2030 "(SDS2030) التي صدرت في مارس 2015، تُعرِّف الحكومة المصرية تلوث المياه باعتباره قضية رئيسية تسبب نقصًا في الموارد المائية وتضع إعادة استخدام مياه الصرف الصحي المعالجة كحل للري والمياه المستخدمة في الصناعة، وفقًا لإرشادات محددة لمياه الصرف الصحي المعاد تدويرها، وكلاهما يمثل أولوية رئيسية للأمن المائي للبلاد. وذكر أن المشروع هو أحد المشاريع الوطنية الضخمة التي تفخر مصر بإنشائها، وتستعرض هذا الإنجاز فيما تستضيف خلال الفترة من 6 إلى 18 نوفمبر الجاري مؤتمر الأممالمتحدة للأطراف بشأن تغير المناخ (COP27) للتعامل مع مثل هذه القضايا، إلى جانب الحفاظ على البيئة. وأشار بنك التنمية الإفريقي إلى أنه مستثمر رئيسي في المحطة، حيث يتمثل هدفه في الارتقاء بها من المعالجة الأولية إلى المعالجة الثانوية ورفع قدرتها من 1.2 مليون متر مكعب / يوم إلى 1.6 متر مكعب / يوم من أجل تحسين جودة مياه الصرف الصحي التي تم تصريفها في نظام الصرف الصحي بالجيزة غربي القاهرة، ولزيادة تغطية الصرف الصحي المحسن والبيئة النظيفة لما يقرب من 8 ملايين نسمة يعيشون في هذه المنطقة. وأضاف البنك أن مصر تعد من أسرع الدول الإفريقية من حيث النمو السكاني، ونتيجة لذلك، تجاوزت كمية مياه الصرف الصحي التي تصل إلى المحطة 1.6 مليون متر مكعب / يوم (حاليًا 1.85 مليون متر مكعب)، ومن المتوقع أن تزيد إلى 2 مليون متر مكعب/ يوم خلال الفترة القادمة، وبالتالي، فهي مطلوبة للتوسع المستقبلي من خلال زيادة متوسط قدرتها بمقدار 400 ألف متر مكعب في اليوم (المعالجة المسبقة والمعالجة الأولية والمعالجة الثانوية والكلور)، وفقًا لتقرير (ESIA) الصادر عن الحكومة المصرية وبنك التنمية الإفريقي. وبدوره.. قال المدير العام لمشروع محطة أبو رواش لمعالجة مياه الصرف عصام عوض، إن المشروع يخدم 8 ملايين شخص في القاهرة الكبرى، ويعالج 1.6 مليون متر مكعب من مياه الصرف الصحي يوميًا. وأضاف أن المحطة هي ثاني أكبر محطة لمعالجة مياه الصرف الصحي في مصر، وواحدة من أفضل 10 محطات عالميا، وهي توفر اليوم مياهًا أنظف بعشرة أضعاف عن ذي قبل. ويعمل مشروع محطة معالجة مياه الصرف أبو رواش على تحسين ظروف المعيشة ومرافق الصرف الصحي داخل المنطقة المخدومة ويخلق حوالي 150 فرصة عمل، كما يخلق فرصًا للشركات العاملة في مجال المقاولات وإنشاء شبكات الصرف الصحي، مع إحياء الأنشطة الاقتصادية لمحلات توريد مواد البناء في منطقة المشروع، بسبب بيع مواد البناء اللازمة. وأشار مدير المشروع إلى أن "تغير المناخ لا ينتظرنا، لذلك علينا أن نتصرف على نطاق واسع"، لافتا إلى أن مثل هذا المشروع هو مفتاح لبلد مثل مصر كأحد الحلول التي تهدف إلى معالجة آثار تغير المناخ. ومن ناحية أخرى، وصفت باكينام محمد، مهندسة مدنية تعمل في المحطة وتشرف على بناء مرافق المصنع تجربتها في مثل هذا المشروع بالقول "بصفتي امرأة، يشرفني أن أكون جزءًا من هذا المشروع الضخم، وكمهندسة أنا فخورة بأنني أساهم في الحفاظ على مستقبل نظيف للأجيال القادمة". وتعود الشراكة بين مصر ومجموعة بنك التنمية الإفريقي إلى أكثر من نصف قرن، شارك خلالها البنك بتمويل أكثر من 100 مشروع، حشدت أكثر من 6 مليارات دولار عبر قطاعات استراتيجية متعددة.
