* "خلي بالك من زوزو" من الأفلام الأكثر تأثيرا في الجمهور العربي.. ونحتفي بثورة محمود رضا في الرقص المعاصر بترميم "غرام في الكرنك" * الأفلام المشاركة في روائع عربية لا تقل أهمية عن المسابقة الدولية.. وعدم اكتمال "القاهرةمكة" هو السبب في غيابه * لا "كوتة" للسينما السعودية.. والجمع بين البهجة والقيم هو معيار اختيار فيلم الختام وليس جنسيته بثلاثة أفلام فقط منها اثنان من الكلاسيكيات، تتواجد السينما المصرية في الدورة الثانية من مهرجان البحر الأحمر السينمائي، التي تقام خلال الفترة من 1 إلى 10 ديسمبر المقبل، الفيلم الأول هو "كاملة" تأليف وإخراج جون إكرام ساويرس، وبطولة أنجي المقدم، ويعرض لأول مرة عالميا في قسم روائع عربية، أما الفيلمان الآخران فهما؛ "خلي بالك من زوزو" إنتاج عام 1972، و"غرام في الكرنك" إنتاج عام 1967، واللذان يعرضهما المهرجان بعد ترميمهما ضمن قسم "كنوز السينما". "الشروق" التقت أنطوان خليفة مدير البرامج العربية والكلاسيكيات في مهرجان البحر الأحمر، لتسأله عن سبب غياب السينما المصرية عن المشاركة في مسابقتي المهرجان الطويلة والقصيرة، ولماذا تم التراجع عن ضم "القاهرةمكة" في اللحظات الأخيرة، ولماذا تم اختيار فيلم سعودي في حفل الختام. * هل وجود فيلم في قسم روائع عربية وفيلمان في كنوز البحر الأحمر تمثيل كافي للسينما المصرية في الدورة الثانية؟ لا نعمل على برنامج المهرجان بنظام "الكوتة"، ولا نحدد مسبقا عدد معين من الأفلام لكل دولة، بالعكس إنتاج كل دولة من حيث الجودة والعدد هو الذي ينعكس على حجم مشاركتها بالمهرجان، على سبيل المثال هذا العام لدينا تمثيل للسينما المغربية في كل أقسام المهرجان تقريبا، والسبب أن لديها هذا العام إنتاج جيد، استطعنا من خلاله أن نختار كل ما يناسبنا، والعام الماضي كان لدينا 5 أفلام من الأردن، عكس هذا العام لدينا فقط فيلم أردني واحد في المسابقة القصيرة. ومن المؤكد أن تواجد السينما المصرية في الدورة الثانية ليس كافيا، لكن كل عام يكون هناك معطيات تتحكم في حجم المشاركة، في مقدمتها حجم الإنتاج، فالجميع يعلم أنني لدي ولاء لمصر وللسينما المصرية، وحتى الآن أتمنى أن تتاح أفلام مناسبة نضمها للمهرجان. وبالمناسبة كان هناك أكثر من فيلم قصير جيد جدا، واخترنا منها بالفعل 3 أفلام، لكنها للأسف عرضت في دول عربية قبل موعد المهرجان، فلم نستطع أن نضمها للمسابقة، لأنها لم تعد عرض عربي أول. * اختيار عرض فيلم "كاملة" بقسم روائع عربية.. هل يعني أنه لم يكن مناسبا للمسابقة الدولية؟ أفلام روائع عربية لا تقل فنيا وأهمية عن الأفلام المشاركة في المسابقة الدولية، ونحن لدينا لجنة تجتمع لتحديد القسم المناسب لكل فيلم، ورأيي الشخصي أن التعامل مع أفلام المسابقة الدولية باعتبارها أفضل من باقي أفلام الأقسام الأخرى نظرة ليست صحيحة، لأن هناك بعض الأفلام ليست موجودة في المسابقة، لكنها سيتم الاحتفاء بها بشكل أكبر، عبر تخصيص سجادة حمراء، وعرضها في القاعة الكبرى التي يحضرها أكبر عدد من الجمهور، كما سيحدث مع فيلم "كاملة" الذي تقدم فيه أنجي المقدم واحد من أفضل أدوارها، أيضا في قسم روائع عربية يعرض الفيلم المغربي "ملكات" الذي أراه واحد من أفضل أفلام المهرجان بشكل عام، ورغم ذلك لا يشارك بالمسابقة الدولية. وبالتالي الاختيار في المسابقة الدولية ليس هو المعيار لأهمية الفيلم من عدمه. * ولكننا علمنا أن فيلم "القاهرةمكة" كان من المفترض أن يشارك في المسابقة.. لماذا تم التراجع عن إعلانه في اللحظة الأخيرة؟ كما أشرت أتمنى أن يكون لدينا فيلم مصري في المسابقة، ولكن "القاهرةمكة" حتى الآن لم يكتمل، نتابع مراحله النهائية مع المنتج محمد حفظي، وسنحسم خلال الأيام المقبلة بشكل نهائي إمكانية مشاركته في هذه الدورة أم لا. فمن الوارد أن ينضم إذا اكتمل وأصبح جاهزا للعرض، وبشكل عام ربما يتم إضافة فيلم أو أثنين لقائمة أفلام المسابقة الدولية التي أعلنت في المؤتمر الصحفي. * لماذا اخترتم هذا العام ترميم "خلي بالك من زوزو" و"غرام في الكرنك" تحديدا؟ مناسبة "خلي بالك من زوزو" هو مرور 50 سنة على إنتاجه، ولم يكن وارد أن يمر هذا الحدث بدون أن نحتفل بهذا الفيلم، الذي يعد من أكثر الأفلام تأثيرا في الجمهور العربي، فأنا مواطن لبناني ولا يمكن لأحد أن يتخيل كم تأثرنا بهذا الفيلم. أما "غرام في الكرنك"، فوقع الاختيار عليه تكريما للفنان محمود رضا، الذي توفى في وقت الكورونا العام قبل الماضي، ولم يحصل على التكريم المستحق، فكيف لا نكرم هذا الشخص الذي صنع ثورة في الرقص المعاصر، وفي السينما الاستعراضية، فأنا كمبرمج أكون مخطىء إذا لم أرمم "غرام في الكرنك" وتأتي ابنته النجمة شيرين رضا لتقدم الفيلم بحضور الجمهور. * اختيار فيلم سعودي لختام المهرجان.. لأنه الأنسب أم دعما للسينما السعودية؟ الجمع بين البهجة والقيم، هو معيار اختيار فيلم الختام، فالعام الماضي مثلا اختتم المهرجان بالفيلم المصري "بره المنهج" إخراج عمرو سلامة"، لأنه ينتمي لنفس النوعية، فالتيمة هي التي تفرض علينا الاختيار وليس جنسية الفيلم.. وبالتالي أستطيع أن أقول بأن الاختيار وقع على "طريق الوادي" إخراج خالد فهد، ليكون فيلم الختام بسبب الموضوع الذي يتناوله، وليس لأنه سعوديا، فالفيلم يحكي عن صبي مصاب بالتوحد يضل الطريق، ويجد نفسه وحيدًا وتائهًا في الصحراء، ومن خلال مقابلات يبدأ في استكشاف العالم من حوله. * تتحدث عن عدم وجود كوتة لأي دولة.. ألا يوجد استثناء للسينما السعودية؟ هناك قسم خاص للسينما السعودية، يحمل اسم "سينما السعودية الجديدة"، من خلاله تعرض أفلام روائية طويلة وقصيرة، لكن لا أحد يفرض على المبرمجين عدد الأفلام التي تشارك في هذا القسم، فقد نختار فيلما واحدا وقد نختار كما حدث هذا العام 7 أفلام طويلة و13 فيلما قصيرا، حسب الانتاج كما يحدث مع كل الدول. فلا توجد كوتة للسينما السعودية في المسابقات الرسمية، وإذا لم نجد في أي سنة فيلما سعوديا يستحق المشاركة في المسابقة الطويلة أو القصيرة، لن يشارك فيلما سعوديا، فنحن لدينا حرية الاختيار.