رأى المشاركون في مؤتمر مكتبة الإسكندرية السابع لمنتدى الإصلاح في العالم العربي الذي بدأ أعماله مساء الإثنين بعنوان "عالم يتشكل من جديد..أين دور العرب" أن التحدي الأكبر مازال يكمن في غياب الديمقراطية والحريات. كانت مكتبة الإسكندرية تبنت عقد مؤتمر لمناقشة قضايا الإصلاح في العالم العربي عام 2004 وتمخض عنه ما عرف ب"وثيقة الإسكندرية للإصلاح" التي قدمت رؤية عربية للإصلاح ردا على المشاريع الغربية التي قادتها الولاياتالمتحدة وعلى رأسها مشروع الشرق الأوسط الكبير ومنذ ذلك الحين تعقد المكتبة مؤتمرا سنويا لمتابعة الحديث حول قضايا الإصلاح لكن الزخم تراجع هذا العام مقارنة بعام 2004. ورأى الدكتور أسامة الغزالي حرب رئيس حزب (الجبهة الديمقراطية) الذي تحدث في اللقاء الثاني الذي عقد مساء أمس الاثنين أن هناك تقدما حدث في الأوضاع العربية منذ عام 2004 على مستوى الديمقراطية. وردا على سؤال حول ترشيح الدكتور محمد البرادعي الرئيس السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية للرئاسة في مصر، قال الدكتور إسماعيل سراج الدين مدير مكتبة الإسكندرية إن "هامش الحرية في مصر اتسع وأصبح هناك حرية في التعبير والمشاركة وطرح كل القضايا مثل التوريث". وحذر من "نتائج التغيير بطرق راديكالية كالانقلاب والثورة لأنها تؤدي إلى أوضاع أسوأ من التي كانت قبل ذلك". من جانبه، رأى حسام بدراوي أمين لجنة التعليم بالحزب الوطني الديمقراطي الحاكم في مصر أن "غياب تداول السلطة هو أهم أسباب تخلف المجتمعات العربية" ، متهما "الأنظمة العربية بعدم القيام بالحد الأدنى الذي تقوم به بعض الأنظمة الشمولية في العالم لتحقيق التنمية". وأضاف: "منذ 30 عاما تتكرر نفس الأفكار ولكن هناك فجوة بين طرح الأفكار وتنفيذها بسبب بقاء الحكام في السلطة لفترة طويلة وعدم تداولها". واختلف الحضور حول العلاقة بين التنمية والديمقراطية حيث لفت الدكتور إسماعيل سراج الدين إلى أن البعض يعتقدون أن الديمقراطية هي شرط أساسي لتحقيق التنمية لكن هذا الأمر غير صحيح علميا فهناك أنظمة شمولية حققت التنمية مثل الصين وسنغافورة وغيرها. وأكد أن الديمقراطية ليس وسيلة ولكنها هدف لصيانة حقوق الإنسان لأنه لا يوجد نظام أخر يضمن كرامة الإنسان مثل النظام الديمقراطي. في حين أكد الدكتور حرب أن الديمقراطية هي شرط ضروري لاستدامة التنمية وضرب مثلا بانهيار الاتحاد السوفيتي رغم تمكنه من تحقيق تقدم تكنولوجي. وقارن حرب بين تحقيق الدول الإسلامية غير العربية للديمقراطية في حين فشلت الديمقراطية في العالم العربي وأرجع ذلك إلى سببين هما الصراع العربي الإسرائيلي الذي استخدمته الأنظمة لبقائها في السلطة ومصادرة الحريات والنفط الذي وضع ثروة هائلة في أيدي أنظمة غير ديمقراطية.