ذكر موقع "أكسيوس" الإخباري الأمريكي، أمس الخميس، أن رفض إسرائيل ملاحظات لبنان على مسودة الاتفاق الخاص بترسيم الحدود البحرية بين البلدين، بسبب مطالبة بيروت بتغييرات تتعلق ب"خط العوامات"، الذي تعتبره تل أبيب حدوداً دولية، فضلا عن رفض لبنان منح إسرائيل "حق النقض" بشأن بدء التنقيب عن الغاز في المنطقة المتنازع عليها. ونقل الموقع عن مسؤولين إسرائيليين (لم يكشف عن هويتهم)، قولهم إن الوسيط الأمريكي آموس هوكشتين أطلع مستشار الأمن القومي الإسرائيلي إيال حولاتا، مساء الأربعاء، على الملاحظات اللبنانية بشأن مسودة الاتفاق بشكل مفصل. وأوضح 3 مسؤولين إسرائيليين أن من أهم أسباب رفض إسرائيل لملاحظات اللبنانيين، مطالبتهم بتغييرات تتعلق ب"خط العوامات"، الذي تعتبره إسرائيل حدوداً دولية. وكانت إسرائيل قامت بتثبيت خط العوامات، الذي يبلغ طوله 3 أميال ويمتد من ساحل رأس الناقورة إلى البحر المتوسط، بعد انسحابها أحادي الجانب من لبنان في عام 2000. ورأى مسؤولون إسرائيليون أن "تحريك خط العوامات باتجاه الجنوب سيؤدي إلى خلق خط رؤية من الجانب اللبناني على الساحل الشمالي لإسرائيل". وأوضح المسؤولون أن هوكشتين أبلغ الجانب اللبناني أن إسرائيل مستعدة للتنازل عن أشياء كثيرة، لكن ليس عن موقع خط العوامات، الذي سيتحول إلى حدود دولية متفق عليها بين البلدين. في المقابل، أكدت بيروت في ملاحظاتها على مسودة الاتفاق أنها "لن تعترف" بخط العوامات أو شرعيته، بحسب موقع "أكسيوس". وقال المسؤولون الإسرائيليون إن المسؤولين اللبنانيين طالبوا باستبدال عبارة "الوضع الراهن" في السياق المتعلق بخط العوامات في مسودة الاتفاق بعبارة "الأمر الواقع"، وهو ما تري تل أبيب إنه سيؤدي لإضعاف الاتفاق من الناحية القانونية، ويفتح الباب أمام مطالبات لبنانية بشأن "خط العوامات" في المستقبل. وأوضح مسؤولون إسرائيليون أن السبب الثاني المهم وراء رفض إسرائيل للملاحظات اللبنانية على مسودة الاتفاق، هو رفض بيروت بنداً يمنح اسرائيل "حق النقض" بشأن بدء التنقيب عن الغاز في المنطقة المتنازع عليها، وهو ما كان مطلباً إسرائيلياً رئيسياً. ويدور النزاع بين الجانبين اللبناني والإسرائيلي حول منطقة فى البحر المتوسط غنية بالنفط والغاز الطبيعى، خصوصا حقل غاز كاريش الذى تزعم تل أبيب أنه يقع ضمن مياهها، لكن بيروت تؤكد أنه فى المياه المتنازع عليها.
