في محاولة لسد جوع الكلاب الضالة وتعليم الأطفال الرفق بالحيوانات وكيفية التعامل الصحيح معها، قرر شاب إطلاق مبادرة لتقليل معاناة حيوانات الشارع. يقول الشاب الثلاثيني محمد فؤاد نصار، صاحب المبادرة، الذي يعمل مهندس معمل في إحدى الشركات، إنه بدأ المبادرة منذ 3 سنوات ومازل مستمرا فيها حتى الآن. وأضاف نصار ل"الشروق" أنه أطلق على المبادرة اسم "أطفال رحماء" بدافع نشر توعية الرفق بالحيوان في المناطق الشعبية وللأطفال بالأخص، وتقديم الطعام وتغذية أكبر عدد من كلاب وقطط الشوارع، وتكوين فريق كبير لإنقاذ وعلاجها. وعن مدى انتشار المبادرة قال: "كونت فريق كبير من أولاد وبنات وهننزل كل يوم سبت الساعة 4 العصر نحط أكل ومياه لحيوانات الشوارع وهنوزع هدايا وحلويات للأطفال اللي هتنضم لينا وتأكل الحيوانات معانا وتطبطب عليهم، وكل أسبوع هننزل منطقة جديدة". لم يتوقع نصار أن تلقى مبادرته استجابة كبيرة من المشاركين فيها الذين يقارب عددهم 200 ولد وفتاة، من مناطق مختلفة، مثل التجمع والمعادي والشروق والهرم وعين شمس وشبرا. وليست هذه المرة الأولى التي يعتاد فيها نصار على إطعام الكلاب الضالة بل إن هذا العمل الخيري ممتد منذ 20 عاما منذ أن كان عمره 10 سنوات: "لما كان عندي 10 سنين جدي حافظ عودني إني كل يوم أحط بواقي أكل البيت في كيس وأحطهم لكلاب وقطط الشوارع". وتابع: "جدي كان دايما يشجعنى على كدة ويقولي إنى لما أعمل كده هيدينى فلوس أكتر وربنا هيديني حسنات أكتر وكمان الكلاب هتحميني لما حد يحاول يضربني في الشارع، ومن ساعتها وأنا كل يوم بحط أكل لحوالي 50 كلب وقطة من حيوانات الشارع". يمتلك نصار ملجأ حيوانات صغير في منطقة عين شمس اسمه" ملجأ زيكو لإنقاذ وإيواء الحيوانات"، حيث يستقبل بلاغات كثيفة عن استقبال حيوانات مصابة في الشوارع: "بنقذ منهم اللي بقدر عليه وأخدهم عندي في الملجأ وبخلي الدكتور يعمل له اللازم من العلاج لحد الشفاء و بعد كده بعرضه للتبني في مصر أو بره مصر وفي كلاب كتير سفرتهم لمتبنين فى كندا وألمانيا وحاليا عايشين حياة رائعة وحاليا عندي في الملجأ كلاب وقطط وأرانب وثعالب وحمام". وأضاف نصار ل"الشروق" أنه يري حيوانات بأعداد كبيرة "مُسربة" عنوة من منازل أصحابها، سواء كلاب او قطط، مشيرا إلى أن ذلك تحول لظاهرة، معللا أن السبب في ذلك هو شراء الأهالي قطط صغيرة لأطفالها للعب معها كنوع من التسلية لكن عندما يواجهون أفعالها التي يجهلون كيفية السيطرة عليها مثل "التبرز وخدش الأثاث" عند ذلك يقررون طردها في الشارع، بعد اعتيادها على جو المنزل وعدم البحث عن الطعام، وهو ما يعرض القطط أو الكلاب لمعاناة كبيرة جدا بسبب عدم تأقلمهم مع مناخ الشارع. وعن الطعام المجفف للقطط والكلاب، يقول نصار إنه أسعاره ارتفعت بشكل كبير جدا، لدرجة أن سعر شيكارة واحدة من الطعام المجفف وصل الضعف: "ياريت الدولة تلاقي حل عشان ناس كتير عرضت حيواناتها اللي بتحبها للتبني بسبب زيادة الأسعار". نصار الذي ينفق جزءا كبيرا من راتبه وأمواله الشخصية على الملجأ الذي يمتلكه بجانب التبرعات التي بالكاد تسد الإيجار ومرتبات العمال والفواتير، يأمل أن تنعم كل روح مسالمة لا تستطيع التعبير عن ألمها بالدعم والأمان.