في واقعة تعتبر الأولى من نوعها في مصر، قرر أحمد الشوربجي، 39 سنة، وعروسه سجى علي، 31 سنة، إقامة حفل زفافهما المنتظر في ملجأ كلاب. يعمل أحمد في شركة دعاية وإعلان وهو مؤسس ومالك ملجا الكلاب "هوب" الذي قرر إقامة حفل زفافه بداخله في 29 يوليو الجاري، بينما تشاركه عروسه نفس الاهتمامات بامتلاكها فندقا للكلاب. يقول أحمد في أول تصريح له، إنه قرر إقامة حفل زفافه داخل ملجأ الكلاب الذي يملكه لإيصال رسالة مفادها إلقاء الضوء على حيوانات الملاجئ التي لا تحظى بالمساعدة: "أرى أن إيصال رسالتنا عن طريق عقد الزفاف داخل الملجأ ستصبح أقوى لأنها سابقة تحدث داخل ملجأ للحيوانات". ويضيف ل"الشروق" أنه وخطيبته تقابلا خلال جهودهما في مجال إيواء الحيوانات، ومن ثم نشأت بينهما مشاعر حب أدت للزواج: "قابلت خطيبتي لما كانت بتنقذ قطة وبعتتلي تسألني عن شلتر (ملجأ) ليها وبعدها بكام يوم بعتتلي قالتلي إنها قررت تتبناها وبعدها فضلت مراقب جهودها في الإنقاذ لحد ما اتعرفنا شخصيا وقربنا أكتر وحبيتها أكتر". وعن رأي شريكة حياته في إقامة حفل زفافها في ملجا للحيوانات يقول: "سجى كانت مرحبة جدا جدا بالفكرة ولما خيرتها بين إقامة حفل الزفاف في أوتيل كبير والشلتر اختارت الشلتر فورا بدون تفكير". وأكمل: "هنعمل الفرح عادي فوسط الكلاب داخل ملجأهم في سقارة بجانب هرم زوسر والتجهيزات مفاجأة إن شاء لله، والمدعوين ملهمش عدد إحنا عايزين الآلاف يحضرو لو أمكن عايزين الناس كلها تيجي تحتفل معانا". يضيف أحمد أنه لا يستطيع التوفيق بين عمله وبين نشاطات الملجأ: "للأسف شغلي بيتأثر دايما بس كله يهون عشان الغلابة دول (الكلاب)". وواصل: "عشان كدة لما اختارت زوجة اخترت واحدة تحس بحياتي والتحديات اللي فيها". ولفت إلى أن الظروف قادته لتأسيس ملجأ الكلاب في عام 2014، وبعدها أخذت أعداد الكلاب الضالة التي ينقذها من الشارع في الزيادة: "لقيت نفسي بدفع للعيادات آلاف الجنيهات شهريا عشان أنقذ الكلاب فقررت ساعتها أفتح مكان مؤقت ولكن ال18 كلب زادوا ل150 خلال سنة لحد موصل عددهم الآن 480 كلبا، مصاريفهم تتخطى ال140 ألف جنيه شهريا". بالرغم من زيادة أعداد الكلاب داخل الملجأ الذي يملكه أحمد، إلا أن نشاطاته لم تتوقف داخل أسوار الملجأ فقط ولكن تمتد لممارسات مجتمعية لإنقاذ الكلاب الضالة يوميا من شوارع مصر: "لينا أنشطة تعقيم وتطعيم كلاب وقطط في شوارع مصر بقالنا سنين وفاتحين تلفوناتنا 24 ساعة لاستقبال بلاغات أية حيوانات مصابة". يذكر أنه في عام 2016، أقام زوجان تركيان عُرسهما في ملجأ حيوانات أسساه سويا في العاصمة التركية أنقرة، للفت الأنظار إلى معاناة الحيوانات الضالة التي تعيش في الشوارع والغابات، وأصرا على مكان الزفاف رغم خوف العديد من الأقارب والأصدقاء من الكلاب. ويتشارك العروسان المصريان مع العروسان التركيان فولقان وجانان، في طريقة التعارف، حيث تعارف الثنائي الأخير عندما كانا يطعمان الحيوانات في أحد مناطق العاصمة أنقرة، ولاحظا معاناة حيوانات الشوارع في أوقات الثلج والمطر، ليبدآ بناء أكواخ للحيوانات ويؤسسا ملجأ "باتيلي كوي" للحيوانات الضالة.