قبل 7 سنوات كانت جهاد البرعي، تشاهد إحدى المسلسلات التاريخية الكورية، فتعلقت بها وتأثرت بثقافتهم وحياتهم، فعزمت على دراسة اللغة الكورية والتعمق في الفن والموسيقي، حتى أصبحت المصرية صاحبة ال27 عامًا، والحاصلة على بكالوريوس التربية الفنية ودبلوم الخطوط العربية، أول مؤثرة لنشر الفن الكوري التقليدي بالفن العربي في مصر. تقول جهاد ل"الشروق": "حكايتي مع الكوري بدأت منذ 7 سنوات أثناء مشاهدة الدراما الكورية التاريخية فعندما شاهدت طبيعة حياتهم وثقافتهم رأيت أنها مشابهة لنا في ثقافتنا في نماذج عديدة ولكن كان المختلف بيننا هو نمط الفن فكان يلفت انتباهي اللوحات التي تكتب واللوحات المرسومة على الجدران والموسيقى التقليدية والملابس التقليدية أيضًا". وتضيف: "ومن هنا حاولت أن أسعى في معرفة المزيد عن كوريا الجنوبية فهي ليست بلد التكنولوجيا والصناعة والموسيقى والكيبوب فقط ولكن لديها جانب تقليدي رائع أيضاً، وبدأت علاقتي بالثقافة وشغفي وحبي لكوريا منذ 4 سنوات تعلمت خلالها الموسيقي التقليدية الكورية وحضرت الكثير من الفعاليات ولكن شغفي الحقيقي اكتشفته في فعالية يوم الهانجل التي كان ينظمها المركز الثقافي". وتستكمل: "فعندما حضرت هذه الفعالية بدأت أبحث أكثر عن اللوحات التي تحتوي على الهانجل (اللغة الكورية) ووجدت شغفي في الفن الكوري التقليدي الذي يحتوي على الرسم الكوري مع جمل الهانجل وذلك الشغف الذي وجدته بسبب رؤيتي لبساطة وجمال هذا الفن من ألوان أو أسلوب كتابة". وتشير إلى أن أغلب اللوحات تكون عن الطبيعة الكورية ففي خلال 3 سنوات طورت من أسلوبي في كتابة الهانجل 2 ومزجت بين الرسم الكوري التقليدي والخط الكوري مع الخط العربي لتعريف الكوريين بهويتنا المصرية والعربية وأيضا لتعريف المصريين بالهوية الكورية التقليدية وما بها من جمال وذلك في سبيل تحقيق التعاون بين البلدين في مجال الفن. ولفتت جهاد إلى أن "هونغ جين ووك" سفير كوريا الجنوبية بمصر، كان أول من اكتشف موهبتها ووجدت تشجيع كبير منه وهو ما كان حافزًا كبيرًا شجعها على الاستمرار في صناعة المزيد من الإبداع، وبالفعل صنعت المزيد من اللوحات. وتوضح: "الفن الكوري التقليدي الكوري، كان بالنسبة لكثير من المصريين مشابه لكثير من الثقافات الآسيوية ولكن من خلال لوحاتي عرف الكثير من المصريين المهتمين بالثقافة الكورية وغير المهتمين ماهية الفن الكوري ومدى اختلافه عن باقي الثقافات الآسيوية". وتضيف: "من هنا أصبحت أول مؤثرة لنشر الفن الكوري التقليدي بالفن العربي في مصر وأيضاً كوني مراسلة فخرية لصحفية كوريا نت التابعة للحكومة الكورية، فتم اختياري من قبل سفارة كوريا الجنوبية لتصميم شعار لعام 2022 لسفارة كوريا الجنوبية". وتابعت: "وبعد ذلك تم ترشيحي من قبل سفارة كوريا الجنوبية في مصر لكتابة لوحة بالخط الكوري والعربي أمام زوجة رئيس كوريا الجنوبية السابق وذلك بناء على ما سبق من دعم الأشخاص لي سواء المصريين أو الكوريين، وبالفعل كان حدثا عظيما لي أن أخوض مثل هذه التجربة، وأن أكتب أمام هذه الكاميرات ولأول مرة في حياتي فتكون أمام زوجة رئيس الجمهورية الكورية". "وهذا الحدث كان تحدي كبير لي والحمدلله نجحت في ذلك، ومن بعد هذا النجاح كان المزيد من المصريين يريدون تعلم المزيد عن هذا الفن وذلك لبساطته وجماله، فتم اختياري من قبل معهد سيجونج بمصر لتعليم طلاب المعهد المصريين ورشة رسم كوري تقليدي، وطلب الكثير مني مثل هذه الورش". "ومنذ هذا التوقيت، بدأت في مساعدة كل من يريد تعلم هذا الفن والحصول على المزيد من المعلومات، وأصبحت أول مصرية تعلم الفن الكوري التقليدي في مصر، فأنا أمزج ما بين الثقافة المصرية والعربية مع الثقافة الكورية من ناحية الفن، وأتمنى في المستقبل أن أكون جسر بين الدولتين في مجال الفن وأن أترك بصمة مؤثرة". وعن اختلاف الثقافة الكورية عن العربية والمصرية، تقول: "في رأيي أن الثقافة بيننا وبينهم لا يختلفان سواء في الاحترام أو الفن، فنحن شعوب ذو حضارة وتاريخ عظيم وكذلك الثقافة الكورية، وهو أكبر سبب لقرب الشعبين المصري والكوري في الفترة الأخيرة نظراً لتشابه العادات والتقاليد"، مستطردة: "أما الفائدة من مزج الثقافتين هو تقريب المسافات بين الشعبين من خلال تعلم اللغة. تعلم الفن، معرفة حضارة كلا الشعبين وتصحيح بعض المفاهيم الخاطئة لديهم". واختتمت جهاد البرعي حديثها ل"الشروق" قائلة: "في الفترة المقبلة سيخرج للنور عمل فني كبير يتم خلاله مزج ثقافة البلدين ومن المؤكد أن العلاقات لن تقتصر فقط على السياسة والسياحة والاقتصاد، ولكن الفن أيضاً، وسيكون بنسبة كبيرة له تأثير في نمو العلاقات الثقافية الفنية".