أعلنت وزارة الصحة والسكان، أمس الأربعاء، إصابة مواطن مصري بفيروس جدري القرود، موضحةً أنه من الحاصلين على الإقامة بإحدى الدول الأوروبية والمترددين عليها، وتم عزله في إحدى المستشفيات المخصصة للعزل وحالته مستقرة. وفي بث مباشر أجرته "الشروق" مع الدكتور إسلام عنان، محاضر اقتصاديات الدواء وعلم انتشار الأوبئة، أوضح أن فيروس جدري القرود تم اكتشافه منذ زمن طويل في الكونغو كما أنه متوطن في قارة أفريقيا، لكن الجديد هذه المرة هو انتشاره خارجها بهذا الكم الهائل، ولكن الوضع في مصر مستقر تماما فلا يوجد غير حالة واحدة.
وقال عنان إن طريقة انتشار جدري القرود كانت أعلى من الفيروسات الأخرى، وبدأ ينتشر من خلال الأشخاص المسافرين من أوروبا وتم اكتشاف حالات مصابة في ألمانيا وإسبانيا، وبالتالي فإن معظم الحالات موجوده في أوروبا وبالتحديد عند الرجال الشواذ ومتعددي العلاقات الجنسية، حتى أصبحت الإصابة به تعد وصمة عار.
وأشار إلى أنه حتى الآن لم تأكد الدراسات أن المثلية الجنسية هي السبب الأول لانتشار العدوى، فهو في ذات الوقت ينتقل بطرق أخرى منها الإدمان، والسائل الموجود داخل البثور الموجوده على جلد المصاب والتي قد تنقل العدوى لأفراد الأسرة أو الأطقم الطبية، ولكن الفكرة هو أن انتشاره جاء في مجتمع متعدد العلاقات، وهو ما تسبب في زيادة عدد المصابين.
وأوضح أن جدري القرود لن يكون جائحة مثل فيروس كورونا، وعلى سبيل المثال، الحالات التي ظهرت في السعودية أو الإمارات لا يوجد ضمنها حالات انتقال للفيروس من شخص لآخر، بالإضافة إلى أن الحالات التي تم الإعلان عنها قليلة مقارنة بفيروس كورونا.
وأما العزل الصحي لمرضى جدري القرود فتم تطبيقه لأنه ممكن أن تؤدي الإصابة إلى الوفاة ليس إلا، ويتم معالجته في فترة قليلة جداً فلا يضطر الناس لترك وظائفهم والمكوث في المنزل.
وأضاف أن الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بجدري القرود هم صغار السن، خاصة الأطفال مرضى الصدرية، وكبار السن وهم أكثر عرضة للإصابة، والحوامل، والأشخاص الذين يعانون من ضعف المناعة، لذلك فإن الحذر واجب لكل الفئات.
طرق العلاج قال عنان إن لقاحات الجدري القديمة فعالة بالنسبة لجدري القرود أيضاً وهي تحمي من الإصابة بنسبة 80%، كما أن الحاصلين على هذا اللقاح لديهم مناعة ضد فيروس جدري القرود، ويتم علاج كل عرض من الأعراض على حدة عن طريق المضادات الحيوية، كما أن معظم الحالات لا تحتاج إلى دخول المستشفى وتلقت العلاج في المنزل.
الأعراض وتابع أن فيروس جدري القرود له فترة حضانة مدتها أسبوع ولا تظهر فيها أي أعراض، كما أن الأعراض التي تظهر فيما بعد هي ارتفاع درجة الحرارة، الصداع، وهن في العضلات، تورم في الغدد اللمفاوية، ظهور البثور على الجلد وتبدأ بمنطقة العانة وبعدها الوجه والكفين ويمكن أن تنتشر في باقي الجسم وهي تختلف من شخص لآخر حسب استجابة كل جسم.
طرق الوقاية جدري القرود مثل أي فيروس ينتقل عن طريق الجهاز التنفسي، وهنا فإن الكمامة هي خط الدفاع الأول، بالإضافة إلى استخدام الكحول، وعدم التلامس أي اتباع العادات الصحية السليمة، كما أنصح أي شخص يعاني من أعراض أنفلونزا أو البرد عدم مصافحة أو ملامسة أو تقبيل أي شخص آخر وعدم الاستهانة بتطبيق هذه الإجراءات الصحية، ولا ننسى ضرورة الإبلاغ عند ظهور أي حالة من أفراد الأسرة لاتخاذ الإجراءات اللازمة.
وبما أننا تحدثنا عن الكمامة وجب التنبيه على أنه يجب استخدام كمامة جيدة الصنع، وليست الكمامات التي تباع في الشوارع وعلى الأرصفة، فالأفضل استخدام الكمامات المكتوب عليها ترخيص وزارة الصحة، أو الكمامة جيدة الصنع والتي تضمن حماية أكبر.
ولفت إلى أن الناموس يعد أكبر ناقل للفيروس، لأنه مع اختلاف درجات الحرارة، يهاجر إلى أماكن جديدة، حاملاً الملاريا، وحمي الوادي المتصدع، وحمي النيل وكلها فيروسات لم نكن نسمع بها من قبل، بالإضافة إلى الناموس فإن تغير المناخ وهجرة النبات والحيوان ودرجة حرارة المحيطات كلها أسباب أدت لظهور هذه الفيروسات.
واستكمل أن البعض يعتقد أن هذه الفيروسات حرب بيولوجية، وهذا احتمال وارد ولكن ليس هناك دليل على ذلك، ولا يوجد مصدر يؤكد ذلك وأنا كباحث عندي فرضية وهي أنه لايجوز البت في هذا الأمر والقول بأنها حرب بيولوجية، فالناس دائما لديهم نظرية المؤامرة في تفسير أي ظاهرة وهي الحل الأسهل لمعظم الناس.
ومع اقتراب بدء العام الدراسي، وجه إلى القلق من الموجة السابعة لفيروس كورونا أكثر من فيروس جدري القرود، مع التشديد علي الإجراءات الاحترازية للأطفال وكذلك أخذ الجرعات التنشيطية.
واختتم موضحاً أن ظهور هذه الفيروسات في هذين العامين، يرجع لعدة أسباب منها، اهتمام الإعلاميين بتغطية ومتابعة أخبار الفيروسات وتسليط الضوء عليها، وكذلك سيناريوهات مختلفة أهمها فترة الحجر المنزلى التي حدثت في العالم كله، فقد جعلت الطبيعة تتعافي حتى أن المرض نفسه أصبح له طبيعة مختلفة.