رحل عن عالمنا ميخائيل جورباتشوف، آخر رئيس للاتحاد السوفيتي قبل حله، عن عمر ناهز 91 عاما، ووفقا لوكالات الأنباء الروسية، أفاد المستشفى الإكلينيكي المركزي بأن جورباتشوف توفي هذا المساء بعد صراع شديد وطويل مع المرض. وفي السطور التالية نستعرض أبرز المحطات في حياة الراحل جورباتشوف.. - ولد ميخائيل جورباتشوف في 2 مارس 1931. والداه هما سيرجي أندرييفيتش جورباتشوف، وماريا بانتلييفنا جورباتشيفا، وكان والده يعمل في جمع المحاصيل إضافة إلى كونه أحد المحاربين القدامى في الحرب العالمية الثانية، وأمه كانت عاملة أيضا. - تميز جورباتشوف بقدرته على التعلم والتدريب الذاتي على استخدام آلات التشغيل، فرغم صغر سنه كان يساهم في الدخل المنزلي بحلول عام 1948، وأصبح أصغر من يحصل على وسام الراية الحمراء في العمل نظرًا لدوره النشط في جمع المحصول لذاك العام. - أنهى دراسته الثانوية برتبة شرف، وحصل على الميدالية الفضية عند تخرجه من مدرسته الثانوية، والتحق بجامعة موسكو ودرس القانون وتخرج من الجامعة في عام 1950. وحصل على درجة الماجستير بالمراسلة من معهد ستافروبول للزراعة في عام 1967. - امتاز جورباتشوف منذ طفولته بمهاراته التنظيمية العالية وتفانيه الكبير أثناء العمل، وأبدى ميلًا للعمل في المجال السياسي، ومع تقدمه في السن ازداد شغفه بالعمل السياسي وأصبح عضوًا بارزًا في الحزب الشيوعي. - سرعان ما ترقى في المسؤوليات الحزبية، ليصبح سكرتير الحزب الأول في إقليم ستارفوبول عام 1970، ونجح في تحسين مستوى المعيشة الأساسي للعمال وساعدهم في إعادة تنظيم المزارع الجماعية، وفي عام 1979 أصبح جورباتشوف أصغر عضو في المكتب السياسي. - مع وفاة أندروبوف وخلفه كونستانتين تشيرنينكو، أصبحت الحاجة إلى قيادة شابة واضحة، وعلى هذا النحو انتُخب جورباتشوف كأمين عام للحزب الشيوعي من قبل المكتب السياسي في عام 1985، وكان يهدف إلى إحداث تغيير وإصلاح في الحزب واقتصاد الدولة من خلال إدخال مفاهيم الانفتاح وإعادة الهيكلة ونشر مفاهيم الديمقراطية والتنمية الاقتصادية، وحاول زيادة كفاءة البيروقراطية السوفيتية، فأدخل العديد من التطورات التقنية التي تهدف لزيادة الإنتاجية وتقليل كمية الهدر وأثار حملة لمكافحة الكحول. - انتُخب رئيسًا للاتحاد السوفيتي في 1988، بنتيجة وصلت ل59% من أصوات نواب المجلس، وشدد خلال فترة رئاسته على العلاقات الدولية السلمية، فلم يلعب دورًا محوريًا لإنهاء الحرب الباردة فحسب، بل كان له دورا أساسيا في تشجيع سقوط جدار برلين وإعادة توحيد ألمانيا، كما تعامل بجدٍّ وحزم مع القضايا الداخلية والإصلاحات الاقتصادية. - خارجيا.. بنى علاقة مع الرئيس الأمريكي آنذاك رونالد ريجان لتحسين العلاقات السوفيتية مع قادة الدول الغربية، وقد كانت تلك العلاقة إحدى الأسباب التي ساهمت في نهاية الحرب الباردة بين البلدين بعد توقيع جورباتشوف على معاهدة مع ريجان تنص على تدمير البلدين للمخزون الحالي من القذائف النووية ذات المدى المتوسط . - أشرف على انسحاب القوات السوفيتية من أفغانستان بعد احتلالها الذي دام 9 سنوات لهذا البلد، وفي محاولة لإعادة هيكلة الحكومة بغرض تحريرها من قبضة الحزب الشيوعي، عمل على إنشاء برلمان كمجلس نواب عن الشعب ونظموا انتخابات استوجبت على أعضاء الحزب الشيوعي الدخول في انتخابات متعددة المرشحين. - كانت القضية الملحة آنذاك ظهور مجموعات عرقية مختلفة شنت حروبًا ضد بعضها البعض، علاوةً على ذلك، طالب كلّا من الأوكرانيين والليتوانيين بالاستقلال والحصول على الحكم الذاتي المستقل عن الاتحاد السوفيتي، وهنا جاء زعيمٌ منافس جديد على الساحة وهو بوريس يلتسين، عضو الحزب الشيوعي السابق، وأكَّد أنه سيقوم بتغييرات جذرية في الاقتصاد، وفي صيف عام 1991، فاز بوريس يلتسين برئاسة الجمهورية للجمهورية الروسية، وواجه جورباتشوف وقتها مشكلة في كيفية تحقيق التوازن بين تقاسم السلطة بينه وبين زعيم المعارضة الجديد. - في أغسطس 1991، حين كان جورباتشوف يقضي عطلته بشبه جزيرة القرم، قُبض على المحافظين الشيوعين الذين أرادوا إحداث انقلاب للاستيلاء على السلطة، وهنا تدخل يلتسين واستطاع أن يفشل الانقلاب في نهاية المطاف، مما جعل الجمهور يثق به أكثر من جورباتشوف واعتبروه بطلًا، وفي أواخر عام 1991، ترك جورباتشوف منصبه كرئيس للاتحاد السوفيتي ليتولاه يلتسين مكانه. - بعد فترة رئاسته.. أسس الحزب الاجتماعي الديموقراطي في روسيا Social Democratic Party of Russia، واستقال منه في عام 2004. وبعد 3 سنوات شكّل حزبًا جديدًا يدعى اتحاد الديمقراطيين الاجتماعيين Union of Social Democrats. - حصل جورباتشوف على جائزة نوبل للسلام في عام 1990، نظرًا لدوره الهام في عملية السلام في المجتمع الدولي، وظهر في إعلانٍ تليفزيوني لسلسلة مطاعم الوجبات السريعة Pizza Hut في عام 1997، وحصل على جائزة الجرامي Grammy Award في عام 2004، ومثَّل في العديد من الأفلام والوثائقيات.