شهران كاملان قضاهما الفنان محمد عبلة يجوب محافظات وقرى مصرية ينقب فيها عن فنانى الأقاليم التشكيليين لتتزين جدارن بينالى بورسعيد الثامن بأعمالهم. وتعمد الفنان محمد عبلة قوميسير البينالى أن تتراص لوحات الفنانين التلقائيين بجانب المحترفين كى يتفاعلوا مع بعضهم البعض قائلا: «نحن نتعلم من هؤلاء الفطريين». والاهتمام بإبداع الفنان التشكيلى الموهوب فى مختلف أقاليم مصر، كان السبب وراء افتتاح «بينالى بورسعيد الثامن» الخميس الماضى بمتحف النصر للفن الحديث ببورسعيد فى عودة للبينالى بعد توقفه لمدة 6 سنوات، وبمشاركة 401 فنان يقدمون 584 عملا فنيا تتنوع بين التصوير الزيتى، النحت، والجرافيك والخزف والرسم. تبلغ جوائز البينالى 47 ألف جنيه، قيمة الجائزة الأولى 10 آلاف جنيه، وعشر جوائز قيمة كل منها 3 آلاف جنيه، ورصد اللواء مصطفى عبداللطيف، محافظ بورسعيد، 10 آلاف جنيه لاقتناء خمس لوحات من بين معروضات البينالى. وتتباين أعمار الفنانين المشاركين، خصوصا التلقائيين منهم، ويبلغ الفنان البورسعيدى أحمد طايع، مثلا 68 عاما لكنه يبدع أكبر التماثيل الموجودة مستخدما صابون وجه فى نحت رجل بخمسة أوجه ويداه على شكل ثعبان، قال طايع: «مارست الفن بعد سن الستين ودفعتنى إليه حفيدتى مايا، التى كانت لا تأكل أبدا إلا بعد أن نحكى لها الحكايات ويغلب الجميع معها. وفى إحدى المرات قمت بتشكيل سفينة من حبة بطاطس وطهيناها لها فأكلتها وطلبت منى أن أصنع لها شكلا آخر يمثل لعبتها، ومن وقتها لم أتوقف عن النحت»، وهكذا شجعت مايا جدها ليفوز بجائزة دعم المواهب المتميزة. أما الفنانة فائقة عبد القادر التى حمل وجهها عبق ملامح فلاحة مصرية أصيلة فى ملابسها السوداء، فهى فنانة تلقائية من بنى سويف،حصد عملها جائزة أخرى لدعم المواهب المتميزة ولكن فى مجال التصوير. أما الجائزة الأولى فلقد ذهبت مناصفة للفنانة القاهرية وسام على محمد «الخزف» والفنان الفيومى جلال حزين «نحت». ستة أساتذة جامعيين كونوا لجنة التحكيم وهم د.رضا عبد السلام، د.أحمد عبد الكريم ،د.سيد عبده سليم، د.محمد ماهر، د.فيصل سيد أحمد مع الناقدة نجوى العشرى.