وقعت غارة أمريكية جديدة على شرق السودان، واستهدفت الطائرات شاحنات قيل إنها محملة بالأسلحة فى طريقها إلى سيناء تمهيدا لتهريبها عبر الأنفاق إلى قطاع غزة، واستمرت عمليات القصف وفقا لمصادر سودانية عليمة حتى صباح أمس. وقال عوض مبارك نائب الأمين العام لجبهة الشرق، إن القصف بدأ فى مناطق التهريب منذ شهرين تقريبا وما زال مستمرا، مشيرا إلى أن الضحايا بلغوا حتى الآن 300 من أبناء السودان. وأضاف أن دافع أبناء الشرق فى التهريب والمتاجرة بالسلاح هو الحصول على الأموال «لمواجهة نقص التنمية». واعترف مبروك مبارك سليم الأمين العام لجبهة الشرق بوجود عمليات لتهريب السلاح تتم عن طريق شرق السودان، وقال إنهم ماضون فى التصدى لهذه القضية بعدة سبل تم الاتفاق عليها فى المؤتمر العام لحزب الأسود الحرة، وهو التنظيم الذى تحول من حركة تمرد تحمل السلاح إلى حزب سياسى، بعد أن وقع مع الحكومة السودانية اتفاقا فى أسمرة عام 2006. وعلمت «الشروق» من مصدر مطلع أن ملف تهريب السلاح من السودان إلى غزة كان ضمن الملفات، التى تم بحثها خلال الزيارات المتبادلة بين مسئولين فى كل من مصر والسودان، وقال المصدر إن مسئولا مصريا قام بزيارة سرية «للغاية» إلى شرق السودان احتراما لتكتم الحكومة السودانية على هذه القضية. من ناحية أخرى، قالت مصادر رسمية فى الخرطوم إنه من المحتمل أن يقوم الرئيس السودانى عمر البشير بزيارة قصيرة إلى مصر اليوم للتشاور مع الرئيس مبارك حول جملة من الملفات خاصة فيما يتعلق بقرار المحكمة الجنائية الدولية بشأن محاكمة البشير.. وأشارت المصادر إلى أن البشير سيوفد إلى القاهرة مسئولا رفيعا فى غضون الساعات القادمة للترتيب للزيارة. وأضافت مصادر رسمية رفيعة فى القاهرة إن مصر «ليست طرفا» فى أى عمليات تجرى فى السودان، وإن كانت «ليست غائبة عما يجرى على الحدود المصرية». وقالت المصادر نفسها إن زيارة البشير إلى القاهرة «غير مؤكدة ولكنها ليست مستبعدة». وكانت «الشروق» قد انفردت أمس بالكشف عن غارة جوية أمريكية وقعت فى يناير الماضى استهدفت قافلة شاحنات تضم 17سيارة، تم تدميرها تماما وقتل 39 شخصا كانوا مصاحبين لها، للشك فى أنها تحمل أسلحة فى طريقها إلى غزة عبر الأنفاق على الحدود المصرية. وتلقت «الشروق» 15 صورة لآثار الغارات، لكنها غير صالحة للنشر لأسباب طباعية. وفى القاهرة رجحت مصادر ل«الشروق» وصول البشير للقاهرة اليوم، وأن اجتماع مجلس الوزراء، الذى كان مقررا انعقاده صباح اليوم جرى تأجيله حتى الثالثة عصرا لاستقبال الرئيس السودانى. وقد عقب مصدر مطلع فى الخرطوم على أسباب تسريب هذه الأنباء بعد تكتم طويل بأنها محاولة من الرئيس السودانى لتعبئة الرأى العام العربى والإسلامى لتأييده فى مواجهة حكم المحكمة الجنائية الدولية بتوقيفه بتهم ارتكاب جرائم حرب فى دارفور، وذلك بالإيحاء بأن الولاياتالمتحدة تريد معاقبته بسبب مساعداته لحركة حماس. وكشف السفير عبدالمنعم عمر مساعد وزير الخارجية للشئون البرلمانية أن الرئيس السودانى عمر البشير طلب من السلطات المصرية مساعدته بعد قراره بطرد منظمات الإغاثة من إقليم دارفور وأن القاهرة قررت إرسال 40 طبيبا مصريا إلى دارفور. كما كشف السفير أمام لجنة الشئون العربية بمجلس الشعب أمس أن مصر بعثت رسائل عاجلة إلى الدول الأعضاء فى مجلس الأمن من أجل عقد مؤتمر دولى لبحث كيفية الخروج من المأزق، الذى تسبب فيه قرار المحكمة الجنائية الدولية بتوقيف البشير. ولفت إلى أن مصر تشارك حاليا فى الفريق الأفريقى رفيع المستوى، الذى يعقد اجتماعا فى أديس أبابا لبحث الخروج من الأزمة، وقال إن الوفد المصرى يضم أحمد ماهر وزير الخارجية السابق وصلاح عامر أستاذ القانون الدولى. ومن جانبه حذر اللواء سعد الجمال رئيس لجنة الشئون العربية من مخطط صهيونى لتقسيم السودان وتهديد الأمن القومى المصرى. وأعلن أن البرلمان العربى قرر تشكيل لجنة برلمانية ستزور السودان الأسبوع المقبل.