نفى القيادي في حركة حماس أسامة المزيني أي علاقة للحركة بالشحنة التي قصفت شرقي السودان، وقال إن حماس "لم تتلق أي شاحنات أسلحة من أي دولة عربية أو منظمة ولا علاقة لها بما يتردد عن قافلة أسلحة كانت في طريقها من السودان لغزة". بدوره قال القيادي في الحركة صلاح البردويل، في تصريحات إعلامية إن "التقارير الكاذبة هي ذريعة لإعلان الحرب على السودان". هذا أكدت مصادر أمريكية أن الكيان هو المسئول عن قصف ما يسمى "قافلة السلاح الإيرانية" في السودان.ونقلت صحيفة "هآرتس" النبأ، وزعمت أن هناك تقديرات بأن القافلة كانت تحمل صواريخ "فجر" بعيدة المدى، والقادرة على الوصول من قطاع غزة إلى (تل أبيب). وبحسب أثنين من المسئولين الأمريكيين، اللذين وصفا بالمطلعين على المعلومات الاستخبارية بهذا الشأن، فإن تقارير وصلت إلى أجهزة الاستخبارات الأمريكية، مفادها أن أحد ضباط حرس الثورة الإيرانية وصل إلى السودان من أجل تنسيق عبور القافلة المشار إليها. ونقل عن مسئول سابق في الإدارة الأمريكية قوله إن مصدر السلاح في القافلة غير واضح. وبينما رفضت( إسرائيل) نفي أو تأكيد مسؤوليتها عن الهجوم، فإن رئيس الحكومة الإسرائيلية المنصرف، إيهود أولمرت، كان قد ألمح إلى دور إسرائيلي في العملية، حيث صرح أن "إسرائيل سوف تضرب في كل مكان تستطيع"، وذلك تحت ستار "مكافحة الإرهاب". وفي وقت سابق نفى المتحدث باسم الجيش الأميركي في أفريقيا، فينس كرولي، في تصريحات له ضلوع قواته بالهجوم. وقال إن القوات الأميركية لا تقوم بعمليات دورية وإنما تساعد دول المنطقة وتقاسم معها المعلومات أحيانا. الموقف السوداني وفيما يتعلق بالموقف السوداني قال وزير الدولة للنقل السوداني مبروك مبارك سليم لوكالة الأنباء الفرنسية (أ. ف. ب) إنَّ طائرات عسكرية "أجنبية" دمرت في منتصف يناير الماضي في شمال السودان بالقرب من الحدود المصرية شاحنات تحمل أسلحة مهربة. وقال وزير الدولة السوداني، وهو متمرد سابق من شرق السودان إنَّ "موكب سيارات يحمل أسلحة مهربة تعرض للقصف منتصف يناير الماضي قرب الحدود السودانية- المصرية"، مضيفًا أنَّ العديدَ من الأشخاص قتلوا، وأضاف سليم، وهو من قبيلة الرشايدة إحدى القبائل الكبيرة في شرق السودان، أن "هناك تجارًا من جنسيات مختلفة يقومون بعمليات تهريب غير مشروعة للأسلحة". وتابع قائلاً: إنَّ هؤلاء التجار "يستخدمون الفقراء من شرق السودان في عمليات التهريب، فهم الذين يقودون السيارات ويدلونهم على الطرق في الصحراء"، إلا أنَّه أكد أنَّ "السودان أصبح معبرًا لهذه التجارة، ولكنه ليس مشاركًا فيها". و تحدَّث سليم في تصريحاته لقناة (الجزيرة) عن غارتَيْن، وليس غارة واحدة، سقط فيهما نحو ثمانمائة قتيل بينهم صوماليون وإثيوبيون وإريتريون وسودانيون, وقال إنهم سقطوا في غارتَيْن جويتَيْن قامت بهما ثلاث طائرات من الأسطول الأمريكي المرابط في البحر الأحمر نهاية يناير وبداية فبراير الماضيَيْن. وأوضح سليم أنَّ الغارة الثانية استهدفت عددًا من السيارات شمال غرب مدينة بورسودان في شرق البلاد, يُعتقد أنَّها كانت محملةً بكمياتٍ من الأسلحة التقليدية. ونفى وزير الدولة السوداني أنْ تكون القافلة الثانية كانت تقل أسلحة إلى غزة, وقال إنَّها كانت تخص جماعات تهريب واتجار بالبشر, مشيرًا إلى أنَّ الأسلحة التي كانت معهم "خفيفة ولا تتعدى الكلاشينكوف بغرض الحماية". وردًّا على سؤال بشأن الجهة التي نفذت القصف وهل هي أمريكية أم صهيونية؟, أشار سليم إلى أنَّ "الولاياتالمتحدة و"إسرائيل" وقَّعتا مؤخرًا اتفاقًا لمنع تهريب السلاح". شبكة أمريكية تكشف وكانت شبكة (CBS NEWS) الإخبارية الأمريكية نشرت أنّ القوات الجوية الصهيونية قامت بقصف ما يقرب من 17 شاحنة، وقال التقرير الإخباري الأمريكي إنَّ القوات الجوية الصهيونية أعلنت أنَّها استهدفت شاحنات محملة بالأسلحة في يناير الماضي كانت في طريقها إلى غزة عبر مصر. وحسب التقرير الأمريكي فإنَّ هذه الضربة جاءت بعد توقيع اتفاق تعاون بين الكيان الصهيوني والولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي لمنع تهريب السلاح لقطاع غزة عبر المسارات البرية والبحرية. وكان اتفاقًا أبرم في 16 يناير الماضي، أي قبل يومَيْن من انتهاء الحرب الصهيونية على قطاع غزة بين وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة كوندوليزا رايس ونظيرتها الصهيونية المنصرفة تسيبي ليفني بشأن وقف تهريب الأسلحة الى قطاع غزة، وأعقبه اتفاق آخر قادت ليفني مفاوضاته مع الأوروبيين في كوبنهاجن لهذا الغرض. وذكرت الشبكة أنَّ هذا الهجوم أسفر عن مصرع 39 من السودانيين والإثيوبيين والإرتريين، وذكرت أنَّها اعتمدت على معلوماتٍ من المراسل الصحفي ديفيد مارتن أرسلها إلى وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون). وبحسب تقرير الشبكة الأمريكية، فإنَّ هذا الهجوم سبب إحراجًا للحكومة السودانية دفعها للتشاور مع مصر حول الرد السوداني على هذا الهجوم، وبحسب التقرير فإنَّ الوزير السوداني مبروك مبارك سليم أعلن أنَّ "قوة عظمى" قصفت شاحنات محملة بالأسلحة وقتلت عددًا كبيرًا من السودانيين والإثيوبيين والإريتريين. وكانت وسائل إعلام أميركية وإسرائيلية أوردت أن هذا القصف استهدف قافلة سيارات كانت محملة بأسلحة في طريقها إلى قطاع غزة.