فيما قد يكون عقبة «غير مبررة» فى طريق تنفيذ مشروع مدينة المعارض الجديدة، إكسبو سيتى، وفقا لما ذكره شريف سالم، رئيس هيئة المعارض والمؤتمرات الدولية ل«الشروق»، اعترضت محافظة القاهرة على هدم 12 مبنى من المبانى المقامة على الأرض، بالإضافة إلى بوابات الهيئة، «باعتبارها مبان أثرية لا يجوز هدمها»، بحسب تعبيره، مشيرا إلى أن هذا الاعتراض فى مضمونه «غير سليم خاصة أن مبانى أرض المعارض تم بناؤها فى السبعينيات. ووافقت المحافظة على هدم 22 مبنى آخر. ووفقا لقانون الآثار المصرى، يجب أن يكون قد مر مائة عام على إنشاء المبانى لتعد أثرية، وهو ما لا ينطبق على أرض المعارض كما يقول سالم، مشيرا إلى أن الهيئة أرسلت القرار إلى وزارة التجارة، التى خاطبت بدورها محافظة القاهرة لمراجعة كشوف الحصر الخاصة بالمناطق الأثرية، والتى لا تتضمن هذه المبانى. «منذ متى ومدينة نصر بها مبان أثرية، فالمنطقة كلها لا يتجاوز عمرها الخمسين عاما؟ ووفقا للقانون، القرار خاطئ، لماذا إذن كل هذه المماطلات؟»، يتساءل سالم، متعجبا من القرار الذى يراه «تعطيلا للمشروع دون حق». وعلمت «الشروق» أن اللجنة، التى قامت بفحص هذه المبانى وقررت عدم هدمها،يرأسها محمد الزينى، وهو الذى قد صمم هذه المبانى فى السبعينيات. وفى هذا الصدد، يوضح سالم أنه إذا تم تعديل القرار سريعا وإقرار الهدم لن يتم تأخير الجدول الزمنى للمشروع، حيث إن الهيئة ستتسلم التصميم النهائى من الشركة العراقية «زاهة حديد»، الذى فازت بتصميم المشروع الجديد، يوم 4 مارس المقبل. ووفقا للجدول الزمنى للمشروع، كان من المقرر بدء أعمال البناء فى شهر يونيو القادم على أن يتم الانتهاء من أعمال الهدم قبل ذلك، ليستغرق تنفيذ المشروع 24 شهرا. وبينما وصف مصدر مسئول بشركة «زاهة حديد»، الشركة العراقية التى تتولى تصميم وتنفيذ مشروع إكسبو سيتى، هذه الإجراءات «بالمتعنة»، إلا أنه أشار إلى أنها إجراءات مؤقتة سيتم حلها «قريبا ولن تعرقل تنفيذ المشروع، فقد اعتدنا على هذا النوع من التعطيل»، مشيرا إلى أن هذه المشكلة ليست الأولى بل كان هناك خلاف سابق متعلق بالانسياب المرورى فى الشوارع المحيطة بأرض المعارض الجديدة. وفى الإطار، كشف سالم أن محافظة القاهرة وافقت بصورة مبدئية على الدراسة المرورية الخاصة باكسبو سيتى، وذلك بعد أن كانت قد رفضتها أكثر من مرة منذ يوليو الماضى، بعد التعديلات التى قامت بها الهيئة بالتعاون مع الشركة الفائزة. وكانت كل من إدارة المرور العامة ومحافظة القاهرة قد رفضت فى يوليو الماضى الدراسة التى تقدمت بها هيئة المعارض والمؤتمرات الدولية والخاصة بضمان سير المرور بشكل انسيابى فى المنطقة المحيطة بمدينة المعارض «اكسبو سيتى»، مما دفع الهيئة، بحسب المصدر، لإجراء بعض التعديلات فى التصميم الرئيسى تقلل من عدد المبانى الإدارية الموجودة وتكثر من المساحات المخصصة للانتظار. «لقد عدلنا من التصميم ليتضمن مبنى إداريا واحدا بدلا من اثنين كما تم إلغاء إنشاء المركز التجارى فى المرحلة الأولى لنقلل الضغط على المرور»، يقول سالم، مشيرا إلى أنه بعد ثبات عدم حدوث ضغط على المرور، قد تعاود الهيئة دراسة إمكانية إنشاء المركز التجارى. وكان التصميم الفائز لإقامة اكسبو سيتى، الذى قدمته الشركة العراقية «زاهة حديد»، يتضمن بناء برجين إداريين، وفندق، ومركز تجارى، بالإضافة إلى صالات للعرض. وتصل المساحة الإجمالية ل«اكسبو سيتى»، إلى 756 ألف متر مربع، بتكلفة تصل إلى 320 مليون دولار. وكان محافظ القاهرة، عبدالعظيم وزير، قد اعترض مرارا على فكرة إنشاء مدينة المعارض الجديدة فى قلب المدينة، لما تتسبب فيه هذه النوعية من المعارض الضخمة من أزمات مرورية.