** يعجبنى فى حسن شحاتة أنه أخرج من لاعبنا أحسن ما عنده، وزرع فيه الثقة، أدخلها فى قلوب لاعبيه وفى قلوبنا أيضا. ومنذ أن عرفت كرة القدم فى مصر لم أثق فى فريق واحد، فقاهر ريال مدريد يخسر من السنبلاوين فى المباراة التالية.. وكنا نتساءل: ترى هل نسجل أهدافا ونفوز.. واليوم نسأل بكم هدف سنفوز؟! كانت مقالب الكرة المصرية كثيرة وفريدة.. نخسر من ضعفاء ونهزم أقوياء، ونلعب شوطا، وننام فى الثانى.. كان لاعبنا لا يعرف التركيز إلا قليلا.. وكانت مدرستنا فى ممارسة اللعبة هى مدرسة الانتظار.. ماذا يفعل الزميل بالكرة.. وماذا يفعل الخصم بالكرة.. فكنا لا نستلم الكرة، ولا نحصل على الكرة.. وكان أسلوبنا المفضل هو أن ندافع عن مرمانا كما دافع المحاصرون فى الفالوجا عن مواقعهم.. لكننا اليوم نلعب ونهاجم ونفوز، بسبب تلك الثقة فى النفس، وبسبب تلك النزعة الهجومية.. وحسن شحاتة لا يخاف.. فهو يرحب باللعب مع إنجلترا، ويحلم بمفاجأة كما فعل مع البرازيل وإيطاليا.. إنه لا يختبئ خلف نجاحه وأفراحه، وإنما يرغب فى التجربة وفى التحدى وفى التعلم..». ** هل نجح شحاتة وحده؟ أبدا معه فريق متفاهم وكل منهم يفهم دوره، ويؤديه بحب قابلا وراضيا.. وبالمناسبة كان فريق كلينسمان المدير الفنى لمنتخب ألمانيا فى كأس العالم 2006 مكونا من 63 شخصا.. والفريق الأساسى الواضح فى الصفوف الأمامية المساعد لمدرب إنجلترا يتكون من خمسة أشخاص، وهناك فى الخلفية عشرات يساعدون.. وفى هذا التوقيت الذى يقف فيه شحاتة وفريقه فوق تل المجد، يسعى الرجل للعب مع إنجلترا دون أن يخشى شيئا أو يخاف.. أنا مثلا كنت أخاف فاللعب مع الأسد الإنجليزى فى ويمبلى يساوى عندى الوقوف مثل محاسن الحلو فى قفص الأسود؟! **** ** يقال إنه كلما وجدت آثار أقدام إنسان، سترى بجوارها أثر حوافر الحصان، والفروسية من أجمل الرياضات، وترى فيها دائما هذا التناغم بين الفرس وبين الفارس. وكنت مارست تلك اللعبة فى الصغر.. إلا أنى عدت إلى ممارستها فى الكبر.. عبر طرق وشوارع المحروسة، فمصر قد تكون الدولة الوحيدة فى المجموعة الشمسية أيضا، شأن كثير من الأشياء. قد تكون الدولة التى تنفرد بتلك «المطبات الصناعية» التى انتشرت بطرقاتها.. وبعض المطبات مثل «كورسات الفروسية»، تختبر ذكاء الفارس والفرس وقدرتهما على التحمل. إلا أن الفارس هنا هو السيارة، والفرس هو سائقها.. وفى نهاية طريق العين السخنة القاهرة كورس مطبات صناعية مكون من تسعة متتالية ومتنوعة فى الارتفاع. ولا أدرى حكمة وجودها فى نهاية الطريق من جهة القاهرة. وكان فى السابق مطبا واحدا ثم أصبح تسعة. المهم أنى نجحت فى عبور الحواجز التسعة بدون أخطاء.. وقد أسعدنى ذلك، واستحق الأمر تصفيق رواد المركبة من الأهل.. فقبل نجاحى بلحظات كان فارسا من الفرسان الجدد قد دخل بفرسه فى قلب المطب الثانى، فأصاب الفرس بعطل ميكانيكى استدعى تدخل جراحى من التوكيل.. ومع ذلك ستبقى جميلة رياضة الفروسية؟!