روت النيابة العامة في مرافعتها بقضية مقتل نيرة أشرف طالبة جامعة المنصورة، التفاصيل الكاملة لحقيقة علاقة المتهم بالمجني عليها، مؤكدة أنها كانت محاولة للسيطرة وليست نتاج حب وهوى مفرط، حولها رفض نيرة إلى رغبة ومساع في الانتقام. وقف المستشار بدر مروان رئيس النيابة بالمكتب الفني للنائب العام، يلقي مرافعته، أمام المحكمة برئاسة المستشار بهاء الدين المري، يلقي مرافعته قبل أن تستمع لمرافعة المدعين بالحق المدني عن المجني عليها ودفاع المتهم، ثم صدور قرار إحالته إلى فضيلة مفتي الجمهورية لأخذ رأيه الشرعي في الحكم بالإعدام، وحددت جلسة يوم 6 يوليو المقبل للنطق بالحكم. وقال رئيس النيابة: "إن إصرار المتهم على ملاحقة المجني عليها لم يكن نابعًا من هوى مفرط نحو المجني عليها، بل تحول هذا الإصرار إلى رغبة جامحة لشفاء غليل المتهم وبداية لمساعيه في الانتقام.. لقد غلبته روح التملك وشهوة الأنانية وأخلاقه المنحطة الدنية، فلا صلة للأمر بعاطفة أو إعجاب يكنه المتهم للمجني عليها". وأضاف مروان: "انتقلت مشاعر المتهم في لحظة من حب التملك المفرط الذي يفوق العادة، إلى الكراهية والبغض الذي لا يسلبه الإراده.. لقد تحول طوفان الأنانية والرغبة في التملك نحو المجني عليها إلى نار ملتهبة موقدة حرقته هو أولا قبل أن تحرق الأهل والأقارب والمحبيين، نار تلتهم كل معاني الرحمة والإنسانية ومحت كل معاني الرجولة والشرف والإنسانية". وتابع: "أنانية المتهم وصلت إلى حد الكراهية وصار مبدأه ما لم استطيع تملكه لا تسمح لغيرك أن يملكه، وذلك بالتخلص منه، وهذه ذروة الأنانية، وهذا هو حال المتهم انقلب بفعله من تودد وتقرب إلى غل وحقد دفين، كيف لكِ ألا تقبلي بي شريكا لحياتك، كيف لك أن ترفضيني". وقبل ذلك سرد رئيس النيابة، وقائع الأحداث من واقع ما انتهت إليه النيابة في التحقيقات، قائلًا: "العلاقة التي يدعي المتهم وجودها مع المجني عليها كانت مجرد وهم في خياله وحده، هذا الوهم الذي حاول في التحقيقات وأمام عدالتكم بهذه الساحة المقدسة أن يصوره في صورة أخرى غير حقيقة بأنها علاقة متبادلة بينهما.. لقد قرر المتهم التقدم لخطبيتها فقصد أهلها وذويها وطلب الزواج بها، وكان الرفض هو الإجابة أمر بديهي حتيمي لم يتقبله المتهم في جميع مقدمات الواقع". وأضاف: "لقد فحصت النيابة العامة كافة الرسائل التي كانت بينهما، ووزنت أقوال الشهود من صديقات المجني عليها والمقربين منها، بل واستمعت إلى محادثات صوتية أرسلها المتهم إليها، وأيقنت أنها محض علاقة موهمة منه، وأن هذا التصوير الذي ادعي بهه هو درب من الدروب التي يظنها مبرر لفعلته ليستطيع الفرار منها أو انكاره لثبوت الجريمة في حقه بشكل يقيني قاطع جازم، والدليل المنطقي الآخر علي ذلك أن المتهم في معرض حديثه في التحقيقات عن العلاقة بينهما لم يوضح أسباب نشوب خلاف مع المجني عليها فجأة فسارت هناك فجوة في الأحداث غير منطقية تبرر ادعائه الكاذب". وتابع: "لما مثل المتهم أمام المحكمة اختلق أحداثا أخرى تناقضت في تفصيلاتها مع ما أقر به في التحقيقات، وظل على مدار الساعة لا يحاول إلا أن يصور نفسه أمام الحضور والمجتمع بأنه ضحية لتجاهل المجني عليها له، وتهديد أهلها وذويها وخداعها، وهو الأمر الذي تناقض بالكلية مع ما انتهت اليه التحقيقات بما فيها من أدلة وحجج وبراهين جازمة، فكان لزاما علي النيابة العامة توضيح ذلك حتي لا يظن أحد من السامعين أن هذا الوهم الذي اختلقه المتهم نابع من اختلال عقله أو إدراكه، بل هو مدرك تمام الإدراك لدرجة يحاول معها الكذب والاختلاق". واستطرد: "أحداث وقائع القضية لم يختلف عليها أحد في التحقيقات حتي المتهم نفسه، وهذا منشأ الخلاف الحقيقي بينه وبين المجني عليها.. لقد كان ما عرضناه أمام عدالتكم هي أفعال المتهم قبل المجني عليها في العالم الافتراضي، ملاحقات عبر الاتصالات ومواقع التواصل الاجتماعي، وإلي هنا بدأ إصرار المتهم وأنانيته تتخذ منعطفا آخر غير الذي ذكرناه، وبدأت أفعاله الإجراميىة تتطور شيئا فشيئا". وأضاف: "ها هو المتهم يلاحق المجني عليها بشخصها ويلاحقها حتي وصلت مسكنها بسيارة أجرة ليعترض طريقها ويحاول اصطحابها كرها عنها، وهنا نتسأل ما الذي كان يدور بخلدك وقتها ما الذي سولت لك نفسك فعله حينها، فزعت نيرة وارتعدت وهرعت لوالدها تصرخ تصيح بيه تستنجد، فتدخل الوالد واوقفه وتحدث معه بحكمة الاباء واثر نصحه علي زجره واخباره بأن الزواج اساسه تراضي الطرفين هذا التراضي الذي نسج المتهم عليه خيوط من الكذب بأنه هناك اتفاقا بينه وبين والد المجنية عليها لضبط سلوكها ومتابعتها كان كذبا ساذج وتراضا غير متحقق. وتابع: "تحدث الوالد مع المتهم وأخبره ألا رغبة لابنتها في الارتباط به، ارحل ولا تعد لمثل فعلك أبدا غادر المتهم وتركهم وما ازداده إلا عزما وإصرارا على بلوغ غايته وتحقيق مراده، لقد كانت كل أمارات رفض المتهم بمثابة الوقود الذي يشعل به نار الوهم الذي يعيشه ويتوهمه، لقد أعاد المتهم الكرة مرة أخري أمام الجميع في الجامعة، أقبل عليها وحاول مخاطبتها فأعرضت نيرة عنه واستنصرت بأفراد الأمن، وها هي تصرخ بهم، قائلة أوقفوه وأبعدوه، اطلبوا منه فك حصاره عني". وقال رئيس النيابة: "لقد كانت المجني عليها نيرة في فكر هذا المتهم فلم يخرجها لسنوات من سجن عقله وقلبه، فلتتخيلوا معي يا سادة فتاة يحاصرها شاب غريب عنها يبحث عنها في كل موضع يتتبعها ولا يتوقف أو يرجع، ملاحقة عنيفة وحصار نفسي رهيب، وفي النهاية يدعي أمام الجميع بوجود علاقة عاطفية بينهما ويصور نفسه أمام المجتمع بأنه الضحية". نشرت النيابة العامة المصرية اليوم على صفحتها الرسمية بموقع "فيسبوك" فيديو لمرافعتها في قضية مقتل نيرة أشرف طالبة جامعة المنصورة على يد زميلها محمد عادل أمام بوابة الجامعة في وضح النهار يوم 20 يونيو الجاري. وقررت محكمة جنايات المنصورة برئاسة المستشار بهاء الدين المري، أمس، إحالة أوراق المتهم بقتل نيرة أشرف إلى فضيلة مفتي الجمهورية لإخذ رأيه الشرعي في الحكم بالإعدام، وحددت جلسة يوم 6 يوليو المقبل للنطق بالحكم.