تواجه مسرحية «الناس بتحب كده»، التى بدأ عرضها مؤخرا، اتهامات بترهل النص وغياب الرؤية الإخراجية لتخفق فى إقناع الجمهور الذى أخذ يقارن بينها وبين فيلم «شارع الحب» المأخوذة عنه لتكون المقارنة فى صالح الأخير بدرجة كبيرة. ويحاول العرض مناقشة العديد من القضايا الراهنة مثل القرصنة الغنائية وتردى الذوق العام، ومزجها بقضايا التهريب الجمركى والأطعمة الفاسدة والرشاوى والمحسوبيات وغرق العبارات ومعاناة المصريين المغتربين فى الخارج. وفى حين لم ينجح أبطال العرض إيمان البحر درويش وهالة فاخر ورانيا محمود ياسين في انتزاع ضحكات وإعجاب الجمهور، غابت بعض ملامح الرؤية الإخراجية لعصام السيد وكأنه ترك كل ممثل يفعل ما يريد وربما كان لضعف الحبكة الحوارية للمؤلفين أحمد السيد وأكرم مصطفى دور فى ذلك، ناهيك عن اسطوانات الأغنيات المسجلة التي تعطلت كثيرا مما دفع إيمان البحر لأن يغنى «لايف» أكثر من مرة، ويبقى فى النهاية تميز العرض بأول عودة حقيقية للنجوم على خشبة مسرح الدولة. واعترف مؤلف المسرحية أحمد السيد بأن منطقة المنتصف فى العرض كانت بحاجة لتكنيك أفضل من التى ظهرت به وقد تسبب ذلك الضعف فى إصابة المشاهدين ببعض الملل، إضافة إلى سرعة الأحداث فى البداية حيث كان من المفترض أن أقدم الشخصيات فى قالب كوميدي مشوق. وأعرب عن اعتقاده بأن إمكانات المسرح الضعيفة منعت المخرج عصام السيد من معالجة تلك المنطقة من العرض بالرغم من أنه بذل مجهودا كبيرا فى المحافظة على قيمة العرض الفنية حيث أحضر إضاءة ومايكات جيدة نوعا ما، أما إذا كان هنالك قصور فى العرض فأنا أحمل روتين الدولة المسئولية، حيث حال دون ظهورنا بالشكل اللائق، غير أن مؤلف العرض عاد وقال إنه «كون إدارة المسرح تعلق لافتة (كامل العدد) فهذا يعد نجاحا مبهرا لم يسبق أن شهدته مسارح الدولة من قبل». وحول الأسلوب الذى اتبعه إيمان البحر فى تجسيده لشخصية «شريف» يقول: حاولت تأدية الشخصية بطريقة كوميدية وقورة تعبر عما شعرت به من أسى لما آلت إليه أوضاع الفن المصرى بعد عودتى من الخارج، وأهم قضية تعمدت طرحها فى المسرحية هى مدى اشتراك الجمهور فيما يقدم من فن هابط وأن هناك جهات خارجية تسعى لإفقاد مصر هيبتها الفنية. أما الفنانة هالة فاخر فقالت إن المسرحية تناقش ضرورة الارتقاء بالذوق العام فضلا عن أهمية تحقيق التواصل بين الأغنياء والفقراء فى المجتمع. وفيما يتعلق بنقاط الضعف فى المسرحية أوضحت هالة أنه لابد من وجود بعض العيوب التى تتلاشى تدريجيا لأن تماسك العمل المسرحى لا يكتمل إلا بعد «15» يوما من عرضه بسبب بعد معظم نجوم العمل عن خشبة المسرح لسنوات طويلة. وعن إدماج الشخصية الأرستقراطية بالشعبية تقول الفنانة رانيا محمود ياسين: قمت بدراسة الأسلوب الذى أقدم به «نورهان» مع المخرج عصام السيد واقترحت عليه أن تكون مرفهة قادمة من منطقة شعبية مثل «الشرابية» ليكون هناك اختلاف عن أحداث الفيلم فتحمس للفكرة وطلب منى دراسة كيفية تحقيق ذلك فى سياق الدراما المسرحية. وأضافت أنها تعمدت أن تطعم جملها الحوارية ببعض الكلمات الإنجليزية «المكسرة»، موضحة أنها استعانت كذلك بهانى البحيرى ليصمم لها الأزياء التى تعبر عن جوهر تلك الشخصية المتناقضة.