قال عباس شراقي، أستاذ الموارد المائية بجامعة القاهرة، إن السودان وإثيوبيا معتادتان على تفريغ السدود بمعدلات معينة قبل موسم الفيضان بعدة أشهر؛ استعدادًا للأمطار الجديدة، منوهًا إلى أن الخرطوم عانت على مدار العامين الماضيين؛ بسبب الملء الإثيوبي لسد النهضة. وأضاف خلال مداخلة هاتفية لبرنامج «حضرة المواطن»، الذي يقدمه الإعلامي سيد علي عبر فضائية «الحدث اليوم»، مساء الاثنين، أن السودان منذ عامين فرغ سدوده كالمعتاد قبل الفيضان، لكنه فوجئ بتخزين إثيوبيا للمياه لمدة 21 يومًا، مشيرًا إلى أن محطات الشرب خرجت حينها عن الخدمة لمدة تتراوح ما بين أسبوع إلى 10 أيام. وذكر أن السودان في العام الذي يليه خزن المياه في السدود تحسبًا للملء الثاني لسد النهضة، قائلًا إن فشل الملء الثاني دفع الخرطوم إلى تفريغ كميات كبيرة من المياه وبسرعة قبل الفيضان. وأشار أستاذ الموارد المائية إلى أن «السودان محتار في الوقت الراهن بشأن تفريغ كمية كبيرة أو قليلة من المياه، مع التصريحات الإثيوبية الخاصة بإتمام الملء الثالث لسد النهضة»، معقبًا: «إثيوبيا نفسها بتعلي السد ومش عارفة هتنتهي لفين، وهناك عشوائية في إنشاء السد». ونوه إلى أن الأمر يؤثر على مصر، خاصة مع عدم القدرة على تحديد زيادة أو تقليل مساحة الأرز المنزرعة، قائلًا إن إثيوبيا تستهدف ملء 10 مليارات متر مكعب هذا العام، في الوقت الذي يؤثر فيه الملء على الحصة المائية لمصر والسودان. وتابع: «لازم نعمل للتصريحات الإثيوبية حساب، وألا نتوسع في مساحات الأرز، لكن لو فشلوا في التخزين ولم تنسق الدول الثلاث فيما بينها فإن المياه تضيع على كل الأطراف»، مضيفًا أن مصر تحمي نفسها من تلك الأضرار، عن طريق إقامة مجموعة من المشروعات الداخلية. وأردف: «الاحتياطي المائي في السد العالي يطمئن المواطن المصري، لكن الدولة تكلفت مئات المليارات في محطات معالجة المياه وتبطين الترع وتطوير الري والزراعة، لاستخدام المياه مرتين وثلاثة وتوفير المياه النقية في بحيرة السد العالي».