رئيس شيوخ حزب النور: نحن مخلصون ولا نبتغى مصالح خاصة أو سلطة اعتبر رئيس مجلس شيوخ حزب النور، يونس مخيون، الحوار الوطنى الذى دعا إليه رئيس الجمهورية فرصة جديدة لتوسيع دائرة المشاركة فى الحياة السياسية، وتحمل المسئولية، فى ظل التحديات التى تواجه الدولة فى الوقت الراهن. وقال مخيون، الذى شغل منصب رئيس حزب النور من يناير 2013 حتى مارس الماضى، إن هذا الحوار يعد فرصة لإيصال صوت الأحزاب للمسئولين، والتلاقى كقوى سياسية لأننا «للأسف الشديد حوارنا صعب، والبعض من يختلف معه يهاجمه ويقوم بتخوينه وينتقص من قدره، نريد أن يكون حوارا حضاريا، كل طرف يقدم حجته ووجهة نظره، والحوار أمر مطلوب». وأضاف مخيون فى حوار ل«الشروق»: «نتمنى فعلًا أن يكون هذا الحوار حوارا جادًا، وأن المخرجات تجد مسارات للتنفيذ، ولا يكون مجرد كلام فقط، وهذا سيعطى قوة ومصداقية للحكومة والقيادة الحالية». وأكد أن حزب النور يرحب بأى حوار، ولم يتخلف عن أى حوار وطنى دُعى إليه منذ نشأة الحزب، ويتقدم بمبادرات فى أوقات حساسة وحرجة، منوها إلى أن الحزب لا يضع شروط مسبقة للحوار الوطنى، وكل ما نريد أن نقوله نتحدث به فى الحوار. وعن تصور حزب النور لأجندة الحوار الوطنى، قال مخيون إن الحوار لا شك سيكون محوره الناحية الاقتصادية، وهذا هو الداعى إليه، فمصر تعانى من أزمة اقتصادية كما العالم، وأعتقد أن هذا سيكون المحور الأهم فى الحوار الوطنى، فى ضوء تأثيرات الحرب الروسية الأوكرانية التى ألقت بظلالها على جميع الدول ومنها مصر. وأكد مخيون أن الحزب لديه عدة محاور للحوار، وهى المحور السياسى، والاقتصادى، والتشريعى، والأخلاقى القيمى، فكل تلك المحاور لا تنفك عن بعضها، لا يمكن أن يكون هناك إصلاح اقتصادى من دون إصلاح سياسى، وكذلك الإصلاح القيمى فى المجتمع أمر فى غاية الأهمية، والإنسان هو محور أية تنمية، ولابد الاهتمام ببنائه، وخطة الدولة فى بناء إنسان سوى يحب الوطن لديه أخلاق ولديه انتماء». وذكر أن المناخ العام الحالى يُضِعف الأحزاب إن لم يكن يقتلها، مطالبًا بأن يتيح النظام الانتخابى الفرصة للمشاركة الحقيقية للأحزاب فى الحياة السياسية: «الانتخاب بنظام القائمة المغلقة المطلقة انتهى فى العالم كله، ونظام يظلم الأحزاب ويهدر أصوات الناخبين، ولذا نحن ننادى بنظام القائمة النسبية التى تعطى كل مرشح حقه، وكل قائمة يؤخذ منها أفراد بقدر ما حققته من أصوات، ويتيح لمن ليس لديه قدرة مادية أن يترشح فيها، إنما نظام القائمة الحالى يقصر مجلس النواب على فئة معينة». وأكد رئيس حزب النور السابق، ضرورة وجود وقفة حاسمة مع المال السياسى، بعد أن أصبحت المجالس (النواب والشيوخ) لا تعبر تعبيرًا حقيقيًا عن الشعب المصرى، ولا يوجد معارضة بناءة داخل المجلس، مشددا على «ضرورة أن يكون هناك رأى آخر يبصر الحكومة بمواطن الضعف، ومعارضة بناءة تنبه الحكومة، حسب قوله. وأوضح أن الحوار الوطنى فى رؤية حزب النور، أساسه سيكون منصبا على الرؤية العامة، والاستراتيجية التى نبنى عليها فى المرحلة القادمة، مضيفًا: «نخشى من حدوث انفلات مجتمعى، بسبب عدم ضبط النواحى الأخلاقية والقيمية فى المجتمع، ولا يوجد منظومة قيمية يتربى عليها الشباب، ولم يعد هناك المدرس القدوة، والأب والأم يعملان فلا وقت للتربية». كما اعتبر رئيس مجلس شيوخ حزب النور، أن المحور الاقتصادى مهم، محذرا من أن «الفساد ينخر فى المجتمع، ولا يقل خطورة عن الإرهاب»، حسب تعبيره. ورأى أن هناك مشروعات كبيرة وعملاقة جرت لا ينكرها إلا جاحد، لكن جاءت على حساب الفقير والطبقة المتوسطة التى تآكلت، ولابد من مساواة بين بناء المشروعات والبنية التحتية، وبين الحماية للفقراء. وأكد مخيون أن الحزب حريص على نجاح الرئيس عبدالفتاح السيسى والحكومة، ولا يهمه إلا تقديم المصالح التى تفيد استقرار البلد، مختتما: «نحن مخلصون ولا نبتغى من وراء ذلك أى مصالح خاصة، ولا نبتغى السلطة».