تراجع الطلب على شراء السبائك والجنيهات الذهب بنسبة 50%.. تجار يوضحون السبب

نادى نجيب: مواطنون سارعو للبيع خوفًا من خسارة أموالهم مع استمرار التراجعات
أكد عدد من تجار الذهب، تراجع الطلب على شراء الجنيهات الذهب والسبائك بنحو 50%، بعد الانخفاضات التى حدثت فى أسعار المعدن الأصفر بالسوق المحلية خلال الفترة الماضية، وجعلت العديد من المستثمرين يسارعون لبيع ما فى حوزتهم، حتى لا تتعمق خسائرهم إذا استمرت الأسعار فى الانخفاض.
وشهدت أسعار الذهب فى السوق المصرية ارتفاعات قياسية بداية شهر مايو، مع زيادة الإقبال على شراء الجنيهات والسبائك، والتى وصلت إلى 30%، بهدف التحوط من الضغوط التضخمية، حتى بلغ سعر عيار 21 أعلى مستوياته على الإطلاق عند 1200 جنيه للجرام.
ومع رفع البنك المركزى المصرى أسعار الفائدة نحو 200 نقطة أساس، واستقرار أسعار صرف الدولار مقابل الجنيه، وتراجع سعر الأوقية عالميا من 1896 إلى نحو 1855 دولارا للأوقية، حققت أسعار الذهب انخفاضات واسعا فى السوق المحلية؛ ليتراجع عيار 21 إلى مستوى 1040 جنيها حتى تعاملات أمس الأحد.
قال نادى نجيب، نائب سكرتير شعبة الذهب بالغرف التجارية سابقا، إن الخسائر التى تعرضت لها أسعار الذهب فى السوق المحلية منذ منتصف شهر مايو الحالى، جعلت العديد من المستثمرين يعيدون التفكير فى الاستثمار بالمعدن الأصفر، خاصة أنهم لم يحققوا أى مكاسب واضطر بعضهم لسرعة البيع مع أول هبوط، خشية من أن يتعمق حجم خسائرهم.
وتابع «نجيب»، فى تصريح ل«الشروق»، أن انخفاض أسعار الذهب أدى لهبوط الطلب على شراء السبائك والجنيهات بنسبة 50%، مشيرا إلى أن التوقعات بمزيد من الانخفاض فى السعر العالمى مع ارتفاع قوة الدولار بدعم من اتجاه المركزى الأمريكى لرفع الفائدة، سيدفعان لمزيد من الركود فى الاستثمار بالذهب من خلال شراء السبائك والجنيهات.
وأكد هانى ميلاد، رئيس شعبة الذهب والمجوهرات باتحاد الغرف التجارية، وجود تراجع ملحوظ فى شراء السبائك والجنيهات الذهب خلال الأسبوعين الماضيين بلغت نسبته 30%، مرجعا هذا التراجع إلى الانخفاضات فى الأسعار بقيمة تجاوزت 100 جنيه فى الجرام، موضحا أن رفع أسعار الفائدة فى مصر، ساهم بطريقة غير مباشرة فى تلك التراجعات، حيث أدى إلى استقرار سعر الدولار مقابل الجنيه، تواكبا مع الانخفاض العالمى فى المعدن الأصفر، قائلا «تلك التراجعات جعلت المستثمرون المحليون يعزفون عن شراء الذهب حاليا، خوفا من حدوث مزيد من الانخفاضات فى المستقبل وتكبد خسائر».
وطالب «ميلاد»، المستثمرين المحليين أن يدركوا ان الاستثمار فى الذهب ليس للربحية، بل للحفاظ على قيمة الأموال من التراجع مع ارتفاع التضخم.
من جانبه قال رفيق عباسى عضو شعبة الذهب والمعادن الثمينة باتحاد الصناعات، إن الانخفاض الذى حدث فى أسعار الذهب بمصر خلال الفترة الماضية، يؤكد تراجع وانخفاض الطلب على شراء السبائك والجنيهات الذهب.
وتابع «عباسى»، خلال تصريحات ل«الشروق»، أن ارتفاع أسعار الذهب فى مصر عن السعر العالمى، يرجع لزيادة الطلب عن حجم المعروض بالأسواق، «بمجرد تراجع الطلب بدأت الأسعار فى السوق المحلية تنخفض وتتماشى مع التراجعات العالمية».
وأشار «عباسى» إلى أن استمرار هبوط أسعار الذهب سيدفع عددا كبيرا من المواطنين الذين يتخذونه كأداة استثمارية، إلى وقف شرائه والاتجاه لبيعه لتقليل حجم خسائر رءوس أموالهم التى استثمروها بها.