فى طريق ضيق غير ممهد يبعد عن مدخل مدينة دراو بحوالى 500 متر يمر بين عدد من المنازل الصغيرة التى لا تعلو لأكثر من دورين، يوجد أكبر سوق لتجارة الجمال فى مصر وهو المعبر الثانى بعد سوق شلاتين لدخول الجمال إلى مصر، منذ عدة شهور بدأت شائعات نقل السوق إلى مدينة أبو سمبل وهو ما عارضه الأهالى بشدة قبل التجار والوكلاء وأصحاب السوق. عبدالرءوف على، تاجر جمال، أكد أن اقتصاد دراو بأكمله قائم على الجمال، لافتا إلى أن حجم التجارة الأسبوعية يصل إلى أكثر من 4000 جمل يأتى بها الوكلاء إلى السوق ويتم بيعها خلال أيام السبت والأحد والثلاثاء وهى الأيام الرسمية لبيع الجمال فى دراو. 10 وكلاء هم إجمالى عدد المسيطرين على تجارة الجمال السودانية بسوق دراو من خلال التعاملات التجارية مع الوكلاء السودانين وبيع الجمال للتجار المصريين لتبدأ عملية البيع داخل السوق فى الأيام المحددة له، وتسديد المبالغ المستحقة للوكيل بعد بيع الناقة التى غالبا ما يشتريها التاجر منه بنظام التقسيط حسب ما يتوافر معه من سعرها. التأقلم مع الوكيل والاتفاق معه هو أساس نجاح عملية البيع والشراء فى السوق، هو ما شدد عليه حسين خميس، بائع جمال، فأغلب الوكلاء يعرفون ظروف البائعين فى السوق وهم من يتحمل فروق تحويل العملة عند الشراء من الوكيل السودانى سواء كانت بالزيادة أو النقص. ويؤكد خميس أن البائع لا يمكن أن يتعامل مع الوكيل السودانى مباشرة، لعدم وجود وسائل تضمن حقوق الطرفين، فى حالة عدم توافر سعر حمولة الجمال مع البائع المصرى إلا أن التعامل من خلال وكيل مصرى أسهل ويسرع عملية البيع والشراء. وأعرب الكثير من البائعين عن استيائهم من نقل المحجر البيطرى إلى مدينة أبو سمبل، بعد أن كان بجوار السوق فى دراو وهو ما يكلف التاجر مصاريف الانتقال والإقامة فى أبو سمبل والتى تبعد عن دراو ما يزيد على 300 كيلومتر، كما أن أبو سمبل تعد مدينة سياحية وترتفع فيها مصاريف الإقامة والتنقلات، فحسب محمد أصولى، إن مكان المحجر القديم بدراو لم يمثل مشكلة أمام للبائعين أو الوكلاء المصريين والسودانين إلا أن قرار نقله لم يكن صائبا، وهو ما يظهر تخوفا من نقل السوق بأكمله إلى أبو سمبل. وقاطعه الحاج محمد حسن، ليعترض على نقل السوق إلى أبو سمبل ويؤكد أن أول من يعترض على نقل السوق هم الوكلاء السودانيون الذين عملوا لسنوات طويلة فى دراو، لافتا إلى أن سبب الرفض هو عدم توافر وسائل الأمان فى أبوسمبل وعزلتها عن الحياه مثل مدينة دراو، فهى لا تزال مدينة صحراوية لا تمتلك مقومات إقامة سوق جديد للجمال بها على الرغم من قربها من الميناء وإقامة الطريق الدولى بها. «هنا يوجد لبن الإبل» لافتة تراها كثيرا أمام منازل ومحال دراو ليكون لبن الإبل هو السلعة الثانية التى تشهتر بها دراو ويأتى له التجار من جميع المحافظات ليوزع بالطلب والحجز المسبق، ويقول أبوالحجاج منصور إن لبن الإبل يأتى مع الجمال من معبر شلاتين ويباع اللتر ب25 جنيها مصرى ويأتى فى جراكن مجمدة حتى لا يتلف أثناء نقله لمسافات طويلة. ومن جانب آخر، أكد مصدر بهيئة الخدمات البيطرية بدراو رفض ذكر اسمه أنه ليس هناك مجال للحديث عن نقل سوق دراو وأن السوق باقية بدراو طالما أن الهيئة لا تزال موجودة، مؤكدا أن من واجب كل فرد يعمل بالهيئة الحفاظ على الإبقاء بالسوق فى مكانه، مؤكدا بأن من يملك قرار نقل السوق هم التجار أنفسهم وأهالى دراو، لافتا إلى أن السبب الذى أوقف قرار النقل بعد إثارته هو مراعاة البعد الاجتماعى لأهالى دراو الذين يعتمدون بشكل أساسى على تجارة الجمال. ونفى المصدر إصابة أى جمل داخل السوق بأى من الأمراض عابرة الحدود، مؤكدا أن الجمل الذى يمشى على قدمة مسافة 3000 كيلو متر من السودان إلى مصر لا يمكن أن يكون مصابا بأى مرض. وأكد المصدر أنه لم يتم رفض أى رسالة جمال من السودان حتى الآن. وأضاف أن الهيئة لا تتدخل فى أى معاملات تجارية داخل السوق ، ويقتصر دورها على التأكد من وجود البطاقة الصحية لكل جمل مع التاجر لتسهل انتقاله إلى باقى محافظات مصر. الدكتور محمد الوكيل، طبيب الوحدة البيطرية بدراو أكد أن الوحدة تحصل بشكل دورى على اللقاحات الخاصة بمرض الحمى القلاعية والوادى المتصدع وهو ما ينفى وجود حالات نفوق لأى من الجمال الموجودة بدارو، على حد قوله.