أخلت النيابة قبل يومين سبيل الناشر الجميلي أحمد شحاتة بضمان محل إقامته على ذمة القضية المتهم فيها ب" طبع ونشر كتاب يسب الرئيس الليبى معمر القذافى، ويحتوى على ألفاظ خادشة للحياء"، وذلك بعد أن قام بالتوقيع على كميات النسخ التي تمت مصادرتها من الرواية بوصفها "حرز". وكان الجميلي قد تم اعتقاله الثلاثاء الماضي، بعدما اقتحمت الشرطة مقر دار "وعد" التي يملكها بحي شبرا، وقامت بتحريز جميع نسخ رواية "الزعيم يحلق شعره" أحدث أعمال الروائي النوبي "إدريس علي" الصادرة عن الدار وتحكي تجربة شخصية عاشها الكاتب في ليبيا وعانى خلالها هناك، وذلك قبل أن يتم ترحيل الناشر إلى نيابة الجلاء والتحقيق معه في التهم المنسوبة إليه. الجميلي قال ل"الشروق" إنه قضى بحجز قسم شبرا أسوأ يومين في عمره، عومل خلالهما أسوأ معاملة قبل أن يتم ترحيله إلى مباحث أمن الدولة التي أيدت قرار نيابة الجلاء ا بإخلاء سبيله ووجد فيها معاملةً أفضل. وقال الرجل إن التحقيقات التي قادتها النيابة انتهت إلى عدم احتواء الرواية على ما يسيء لليبيا ورئيسها، لتقتصر التهمة في النهاية على طبع ونشر كتاب يحتوي على ألفاظ خادشة للحياء. من ناحية أخرى نفي الناشر تصريحات نائب رئيس الهيئة العامة للكتاب حلمي النمنم بوجود قضية مرفوعة على الدار هي سبب المصادرة، كما انتقد تصريحات النمنم التي قال إنه اتهمه فيها بصفته ناشر الرواية بمحاولة عمل فرقعة إعلامية للترويج للرواية والدار، مرجعاً ذلك إلى خلافات شخصية بينهما. وقال شحاتة الذي يعمل موظفاً بدار الكتب والوثائق القومية التي يجمع د. محمد صابر عرب بين رئاستها و رئاسة الهيئة العامة للكتاب، إن تصريحات النمنم لا تليق بكاتب ليبرالي كان المنتظر منه أن ينتصر للثقافة والمثقفين، لكنه سرعان ما تغير بفعل كرسي نائب الرئيس، واحتلاله من قبل ضباط الجيش الذين قال إنهم يملأون الهيئة، واعتبر الجميلي تصريحات النمنم انتقاماً شخصياً منه بسبب مقالاته في جريدة الأنباء الدولية والتي ينتقد فيها سياسة هيئة الكتاب التي يديرها الأخير. وكان النمنم، قد أكد في تصريحٍ صحفي عدم مصادرة الرواية المذكورة داخل معرض القاهرة الدولي للكتاب، موضحاً أن دار «وعد» ليست بين دور النشر المشاركة في المعرض بجناح مستقل، وأعمالها موزعة على أجنحة دور نشر أخرى، سرعان قامت بإخفاء جميع نسخ الرواية فور علمها بخبر المصادرة وتوقيف الناشر. كما انتقد صاحب دار "وعد" تصريحات عاصم شلبى أمين عام اتحاد الناشرين المصريين، التي رفض فيها قيام الاتحاد بدعم الناشر الذي كان محتجزاً آن ذاك، لعدم عضويته في الاتحاد وحداثة عهده بالنشر، واستنكر الجميلي طريقة أمين الاتحاد في وصفه بأنه "في الأساس كاتب"، وكأنه يصفه بأنه "سمكرياً" على حد تعبيره. جديرٌ بالذكر أن اعتقال صاحب دار "وعد" ومصادرة الرواية المتهمة بالإساءة لرئيس ليبيا، قد جاء قبل يومٍ واحدٍ من القمة المصرية- الليبية التي عقدت الأربعاء الماضي في مدينة سرت، وجمعت بين الرئيس المصري حسني مبارك والزعيم الليبي معمر القذافي.