قالت الصحفية شذا حنايشة، التي كانت موجودة إلى جوار الصحفية شيرين أبو عاقلة خلال عملية إطلاق النار عليها من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي، إن عدد الصحفيين الذين كانوا موجودين في المنطقة بلغ 4 حينها. وأضافت خلال مداخلة هاتفية لفضائية «الجزيرة»، اليوم الأربعاء، أنهم وقفوا في البداية بمنطقة مكشوفة أمام جنود الاحتلال وهم مرتدون الزي الصحفي بشكل كامل، متابعة: «تحركنا كمجموعة صحفيين من باب الحماية، ولنوضح أننا لسنا شخصًا أو شخصين». وذكرت أن جيش الاحتلال الإسرائيلي انتظر وصولهم إلى منطقة مغلقة، مضيفة: «أصبح خلفنا جدار وأمامنا منطقة مفتوحة بها قناصات ومركبات جيش الاحتلال، وبعدها بدأ إطلاق النار». وتابعت: «الصحفي علي السمودي سقط على الأرض في البداية، واستطاع الزحف للوصول إلى الطرف الآخر»، مستطردة: «شيرين صرخت (علي أصيب)، وبعدها مباشرة تم استهدافها وإطلاق النار عليها بشكل مباشر». وقالت: «الشباب ما استطاعوا الوصول عندنا، صرخوا: (خليكي مكانك)؛ لأنه كان في استهداف واضح للزملاء جميعا»، موضحة أن المنطقة التي كانوا فيها، لم تشهد تواجدًا لشبان يرشقون الاحتلال بالحجارة، أو يطلقون النار. واستطردت: «كنا على أطراف مخيم جنين، وكان هناك استهداف واضح للصحفيين وتعمد إطلاق النار علينا، لم يتوقف إطلاق النار بعد إصابة علي أو شيرين، ومنعوا شباب الإسعاف الوصول إلينا». وعن طريقة إخراجهم من المنطقة، روت: «شاب من الخلف سحبني في البداية، ثم تقدم على طرف الحائط ومن تحت الشجرة استطاع سحب شيرين من منطقة إطلاق النار، كان هناك هدف للمزيد من القتل والاغتيال لي أو لزملائي، كما في منطقة مغلقة صعب الرجوع منها، والرجوع شبه مستحيل». وفي وقت سابق، ودعت جماهير غفيرة من أبناء شعب فلسطين، وبمشاركة عشرات الصحفيين من الضفة الغربية، اليوم الأربعاء، الصحفية شيرين أبو عاقلة، التي ارتقت برصاص قوات الاحتلال أثناء تغطيتها لاقتحام مخيم جنين. وبحسب ما نشرته وكالة الأنباء الفلسطينية «وفا»، صباح الأربعاء، انطلق موكب وداع الشهيدة «أبو عاقلة» من أمام مستشفى ابن سينا في جنين، وجاب شوارع المدينة، ومخيمها. ورفع المشيعون جثمان الشهيدة أبو عاقلة على الأكتاف، ملفوفا بالعلم الفلسطيني، ثم أقيمت عليها صلاة الرحمة من قبل الأب فراس ذياب، ولفيف من الخورة، في ساحة دير اللاتين في جنين، وألقت نظرة الوداع الأخيرة عليها. وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، صباح اليوم الأربعاء، استشهاد الصحفية شيرين أبو عاقلة (51 عاما) برصاص جيش الاحتلال، وإصابة الصحفي علي السمودي برصاصة في الظهر ووضعه مستقر، خلال اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي مدينة جنين ومخيمها. وقال الزميل المصاب سمودي لوكالة الأنباء «وفا»، إنه كان يتواجد برفقة الزميلة أبو عاقلة ومجموعة من الصحفيين في محيط مدارس وكالة الغوث قرب مخيم جنين، وكان الجميع يرتدي الخوذ والزي الخاص بالصحفيين. وأضاف أن قوات الاحتلال استهدفت الصحفيين بشكل مباشر، ما أدى إلى إصابته برصاصة في ظهره، واستشهاد زميلته أبو عاقلة بعد إصابتها برصاصة في الرأس. وكانت قوات كبيرة من جيش الاحتلال، قد اقتحمت مخيم جنين، وحاصرت منزلا لاعتقال شاب، ما أدى لاندلاع مواجهات مع عشرات المواطنين. وأوضحت مصادر محلية، بأن قوات الاحتلال أطلقت الرصاص الحي تجاه الشبان والطواقم الصحفية. وأطلق جنود الاحتلال الرصاص على «أبو عاقلة»، رغم أنها كانت ترتدي سترة الصحافة التي تميزهم عن غيرهم أثناء التغطيات.