"هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لَكُمْ مِنْهُ شَرَابٌ وَمِنْهُ شَجَرٌ فِيهِ تُسِيمُونَ {10} يُنْبِتُ لَكُمْ بِهِ الزَّرْعَ وَالزَّيْتُونَ وَالنَّخِيلَ وَالْأَعْنَابَ وَمِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ {11}". من منطلق الآية الكريمة، تستعرض "الشروق" خلال ال10 أيام الثانية من شهر رمضان، سلسلة "النبات في القرآن"، ونتناول خلالها الفوائد العظيمة التي أثبتتها الدراسات العلمية للنباتات التي ذكرها الله في القرآن الكريم. الحلقة الثانية عشر.. القيمة الغذائية والعلاجية للموز حسبما أثبتته الدراسات العلمية • الموز في القرآن الكريم ذكر الله تعالى الموز في كتابه العزيز مرة واحدة فقط، بوصفه من طعام أهل الجنة، وذلك في سورة الواقعة، وتحديدا في الآية 29، باسم "الطلح المنضود"، ولم يرد اسمه صريحا في القرآن بلفظ "موز"، وقد فسره أهل التأويل من الصحابة والتابعين على أنه الموز. يقول الله تعالى في كتابه العزيز "وَأَصْحَابُ الْيَمِينِ مَا أَصْحَابُ الْيَمِينِ (27) فِي سِدْرٍ مَّخْضُودٍ (28) وَطَلْحٍ مَّنضُودٍ (29) وَظِلٍّ مَّمْدُودٍ (30) وَمَاءٍ مَّسْكُوبٍ (31) وَفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ (32) لَّا مَقْطُوعَةٍ وَلَا مَمْنُوعَةٍ (33) وَفُرُشٍ مَّرْفُوعَةٍ (34)". • فوائد صحية للموز الموز غني بالبوتاسيوم والبكتين، وهو شكل من أشكال الألياف، وهو وسيلة جيدة للحصول على المغنيسيوم وفيتامين C وB6. يحتوي الموز على نسبة عالية من مضادات الأكسدة، التي يمكن أن توفر الحماية من الجذور الحرة الضارة في الجسم، التي نتعامل معها كل يوم، من ضوء الشمس إلى المستحضرات التي نضعها على بشرتنا. لا يوفر الموز عددًا كبيرًا من الفوائد الصحية فحسب، بل هو أحد أكثر الفواكه شهرة في العالم، حيث بلغت صادرات الموز العالمية نحو 24.5 مليون طن في عام 2020، بحسب تقرير أولي للأمم المتحدة، وتم استيراد نحو نصفها من قبل الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي معًا. في الولاياتالمتحدة، يأكل كل شخص في المتوسط 6 كيلوجرامات من الموز سنويًا، وفقًا لوزارة الزراعة الأمريكية؛ مما يجعله الفاكهة الطازجة المفضلة لدى الأمريكيين. • مفيد للهضم وفقدان الوزن يحتوى الموز على نسبة عالية من الألياف، التي يمكن أن تساعد في الحفاظ على حمية غذائية، فيمكن أن توفر موزة واحدة ما يقرب من 10% من احتياجاتك اليومية من الألياف. أيضا يمكن أن يساعد فيتامين ب6 في الحماية من مرض السكري من النوع الثاني، ويساعد في إنقاص الوزن؛ لأن طعمه حلو ومشبع. يحتوي الموز بشكل خاص على نسبة عالية من النشا المقاوم، وهو شكل من أشكال الألياف الغذائية، حيث وجدت مراجعة نشرت عام 2017 في نشرة التغذية، أن النشا المقاوم في الموز قد يدعم صحة الأمعاء ويساعد في السيطرة على نسبة السكر في الدم؛ لأنه يزيد من إنتاج الأحماض الدهنية قصيرة السلسلة التي تعد ضرورية لصحة الأمعاء. • صحة العظام الموز مفيد في الحفاظ على قوة العظام، فوفقًا لمقال نُشر عام 2009 في مجلة علم وظائف الأعضاء والكيمياء الحيوية، يحتوي الموز على وفرة من عديدات الفركتوليغوساكاريد، وهذه هي الكربوهيدرات غير الهضمية التي تحفز البروبيوتيك الصديق للجهاز الهضمي، وتعزز قدرة الجسم على امتصاص الكالسيوم. • وقاية من سرطان الكلى تشير بعض الأدلة إلى أن الاستهلاك المعتدل للموز قد يقي من سرطان الكلى، حيث وجدت دراسة سويدية نُشرت عام 2005 في المجلة الدولية للسرطان، أن النساء اللواتي تناولن أكثر من 75 حصة من الفاكهة أو الخضار شهريًا؛ قللن من خطر الإصابة بسرطان الكلى بنسبة 40%، وأن الموز كان فعالًا بشكل خاص، وأن النساء اللاتي يأكلن من 4 إلى 6 حبات موز في الأسبوع؛ يقل لديهن خطر الإصابة بسرطان الكلى بمقدار النصف. وقد يكون الموز مفيدًا في الوقاية من سرطان الكلى؛ نظرًا لاحتوائه على مستويات عالية من المركبات الفينولية المضادة للأكسدة. • كم موزة يمكن تناولها؟ لا توجد آثار جانبية كبيرة مرتبطة بتناول الموز، ومع ذلك فإن تناوله بكميات زائدة قد يؤدي إلى الصداع والنعاس، الذي ينتج عن "الأحماض الأمينية" الموجودة في الموز، التي تعمل على تمدد الأوعية الدموية. كما يحتوي الموز المفرط النضج على المزيد من الأحماض الأمينية مقارنة بالموز الآخر، حيث يمكن أن يساهم الموز في الشعور بالنعاس عند تناوله بكمية كبيرة؛ بسبب الكمية الكبيرة من التربتوفان الموجودة فيه، بالإضافة للمغنيسيوم الذي يعمل على ارتخاء العضلات. كما يعتبر الموز فاكهة سكرية، لذا فإن تناول الكثير منه وعدم اتباع ممارسات صحية يمكن أن يؤدي إلى تسوس الأسنان، كما أنه لا يحتوي على ما يكفي من الدهون أو البروتين ليكون وجبة صحية بمفرده، أو وجبة خفيفة فعالة بعد التمرين. ويصبح تناول الموز محفوفًا بالمخاطر فقط إذا تناول الفرد الكثير من الطعام، حيث توصي وزارة الزراعة الأمريكية، البالغين، بتناول كوبين من الفاكهة يوميًا، أو نحو ثمرتين من الموز، لكن في حال تناول الفرد عشرات من الموز كل يوم، قد يكون هناك خطر من كميات كبيرة من الفيتامينات والمعادن. • فوائد قشر الموز يؤكل قشر الموز في أجزاء كثيرة من العالم، على الرغم من أنه ليس شائعًا جدًا في الغرب، حيث يحتوى القشر على كميات عالية من فيتامين B6 وB12، بالإضافة إلى المغنيسيوم والبوتاسيوم، كما أنه يحتوي على بعض الألياف والبروتين، ومركبات نشطة بيولوجيًا مختلفة مثل البوليفينول والكاروتينات وغيرها، وفقًا لمقال نُشر عام 2011 في مجلة الكيمياء الحيوية التطبيقية والتكنولوجيا الحيوية. من المهم غسل قشر الموز بعناية قبل تناوله؛ بسبب المبيدات الحشرية التي قد يتم رشها في بساتين الموز. عادة يتم تقديم قشور الموز مطبوخة أو مسلوقة أو مقلية في ثقافات مختلفة، على الرغم من أنه يمكن تناوله نيئا أو وضعه في الخلاط مع فواكه أخرى، فهو ليس ذي مذاق حلو مثل لحم الموز، وتكون القشور الناضجة أحلى من غير الناضجة. إلى اللقاء في الحلقة الثالثة عشر.. اقرأ أيضا: نباتات القرآن (11).. العسل فيه شفاء للناس