استقبل الرئيس عبدالفتاح السيسي، صباح اليوم، السلطان مفضل سيف الدين، سلطان طائفة البهرة بالهند، وقال في ترحيبه به "اسمح لي أن أرحب بك ضيفا عزيزا غاليا علينا دائما.. أنت والوفد المرافق لك.. وأشكر حضرتك على الاهتمام والجهد الذي تقدمه تجاه أضرحة آل البيت". جاء ذلك خلال افتتاح الرئيس عبدالفتاح السيسي، صباح اليوم، مسجد الحسين، بعد أعمال التجديد الشاملة له. • ما هي طائفة البهرة؟ هي واحدة من أشهر الطوائف الإسلامية المنتمية للشيعة، وإحدى الطوائف الشيعية الإسماعيلية التى انتصرت لإمامة أحمد المستعلى الفاطمى، ضد أخيه نزار المصطفى لدين الله، وذلك بعد وفاة والدهما الخليفة المستنصر بالله الفاطمى عام 487 هجريا، ويوجد عدد من أتباعها فى مصر. وجماعة البهرة هي "إسماعيلية مستعلية" وأُكسِبوا هذا الاسم الأخير؛ لاعترافهم بالإمام "المستعلى" ضمن الخلفاء الفاطميين في مصر، ومن بعده "الآمر"، ثم ابنه "الطيب"؛ لذا فهم يسمون ب"الطيبية". يقال أيضا إنهم "إسماعيلية الهند، واليمن"، وقد تركوا السياسة واشتغلوا في التجارة، وذهبوا للهند واختلط بهم الهندوس الذين أسلموا، وعُرفوا باسم "البهرة"، أي التاجر في اللغة الهندية. • نشأتها يرتبط ظهور "البهرة" بالطائفة الإسماعيلية، التي دعت في نشأتها الأولى إلى إمامة إسماعيل بن جعفر الصادق، أحد أئمة الشيعة الذي هو من نسل سيدنا علي، حفيد النبي محمد. ويعتقد أن البهرة ظلت تعمل في السر، حتى ظهرت حركة "عبيد الله المهدي" في المغرب، ثم تسلم الإمامة المنصور، ثم المعز لدين الله الفاطمي، ثم العزيز بالله، ثم الحاكم بأمر الله، ثم الظاهر، ثم المستنصر بالله. وبعد وفاة المستنصر، وقع الخلاف بين ولديه نزار والمستعلي، وتمكن الأخير من تسلّم زمام الخلافة والإمامة بالقوة، وبمساعدة خاله الأفضل الجمالي، قائد الجيوش الفاطمية، وبذلك انقسمت الإسماعيلية إلى فرقتين، الأولى "المستعلية"، والثانية "النزارية". • عقيدة البهرة ينقسم البهرة إلى فرقتين: "البهرة الداوودية" نسبة إلى قطب شاه داود، وينتشرون فى الهند وباكستان منذ القرن العاشر الهجرى، فيما يقيم داعيتهم فى بومباى، أما الثانية فهي في اليمن، ويطلق عليها "البهرة السليمانية" نسبة إلى سليمان بن حسن. ويعتقد عدد من المصادر السنية، أن البهرة خليط من عقائد مختلفة، وهي باطنية وجزء من الإسماعيلية، التى كانت من فرق الشيعة، لكنهم غلوا فى أئمتهم. ويصلي البهرة للإمام الإسماعيلي المستور من نسل إمامهم الطيب بن الآمر، ويذهبون إلى مكة للحج، لكنهم يقولون إن "الكعبة هي رمز الإمام علي". • البهرة وأهل السنة حرّمت أغلب الفتاوى السنية، الزواج من نساء البهرة ورجالها، إذ يعتبرونها "فرقة باطنية تخالف أصول الإسلام، وخارجين عنه". ويقيم البهرة صلاتهم وأعيادهم قبل يوم أو يومين عن المسلمين، وكذلك الحج، وذلك بسبب استخدامهم تقويمًا قمريًا إسلاميًا تم تطويره في عهد الفاطميين، يعتمد على حسابات فلكية لتحديد بدايات الأشهر، وهو ثابت ويختلف بفارق يوم أو اثنين عن التأريخ الإسلامى المعتاد. ويرى البهرة أن الكعبة هي رمز للإمام علي، ويتخذون قبر الداعي الحادي والخمسين طاهر الدين المدفون في مدينة بومباي بالهند، قبلة لهم للصلاة، ويطلقون عليه اسم "الروضة الطاهرة". يخالف البهرة، رأي المسلمين، في أن الصلاة فريضة طيلة الحياة، بل يعتقدون أنها "فريضة خلال ال10 أيام الأولى من شهر محرم فقط"، ولا يصلون إلا في مكان خاص بهم يسمى "الجامع خانة"، وإذا لم يذهب الشخص منهم هناك في ال10 أيام الأولى من محرم؛ يُطرد من الطائفة. • ترميم مقامات آل البيت في مصر يعمل البهرة على إحياء كل ما يتعلق بالفاطميين من قبورهم ومساجدهم، ويدفعون أموالًا طائلة لترميمها، حيث ساهم سلطانهم بجهود مقدرة في ترميم وتجديد مقامات آل البيت في مصر، وعدد من المساجد المصرية التاريخية، منها أضرحة السيدة نفيسة، والسيدة زينب، وسيدنا الحسين، وأنشطة خيرية في مصر، بالإضافة إلى دعمهم صندوق "تحيا مصر".