رغم التوترات الشديدة التي تشهدها الأراضي المحتلة بعد سلسلة من الهجمات المميتة داخل إسرائيل، سار الآلاف من المسيحيين لإعادة تمثيل طريق الآلام التي سارها يسوع المسيح حاملا الصليب في القدس يوم الجمعة العظيمة مصحوبين بوجود مكثف للشرطة. وسار الرهبان الفرنسيسكان في البلدة القديمة في القدس إلى كنيسة القيامة، حاملين صلبانا خشبية في ذكرى معاناة يسوع المسيح. يشار إلى أن اليوم الجمعة هي المرة الأولى منذ بداية جائحة فيروس كورونا التي يتمكن فيها السياح والحجاج من دخول المنطقة بمناسبة عيد الفصح. وتأتي هذه الأحداث وسط وضع أمني متوتر في المنطقة بعد أربع هجمات شنها فلسطينيون أسفرت عن مقتل أكثر من عشرة إسرائيليين خلال الأسبوعين الماضيين. وأصيب أكثر من 150 شخصا بجروح بعد اندلاع اشتباكات في الحرم القدسي الشريف بين قوات الأمن الإسرائيلية وفلسطينيين اليوم الجمعة. وأطلقت الشرطة الإسرائيلية الغاز المسيل للدموع والرصاصات المطاطية ، طبقا للهلال الأحمر الفلسطينية. كانت وكالة الصحافة الفلسطينية المستقلة قد ذكرت في وقت سابق أن مواجهات أندلعت منذ ساعات الفجر بين المصلين في المسجد الأقصى المبارك وقوات أسرائيلية. وقد اقتحمت قوات من الشرطة الإسرائيلية ساحات المسجد مرتين، الأولى بعد القاء الحجارة على باحة حائط المبكى، والأخرى بعد تعرض أفرادها للرشق بالحجارة والقاء المفرقعات، مما أدى الى إصابة ثلاثة منهم بجروح طفيفة، حسب هيئة البث الإسرائيلية "مكان". وقالت الشرطة إن أشخاصا ألقوا الحجارة وأطلقوا المفرقعات النارية، وقدرت أن هناك نحو 100 من مثيري الشغب بين المصلين البالغ عددهم 12 ألفا. وقال المتحدث باسم المفوضية الأوروبية، بيتر ستانو، في بيان إن الاتحاد الأوروبي يتابع أحداث العنف في المسجد الأقصى "بقلق بالغ". وأضاف ستانو اليوم الجمعة: "لا بد أن يتوقف العنف على الفور"، داعيا إلى احترام الوضع القائم للمواقع المقدسة وتجنب سقوط قتلى أو مصابين من المدنيين. وأوضح أن "التعاون الأمني الفلسطيني- الإسرائيلي أمر ضروري". وتابع: "يتحمل جميع الزعماء مسؤولية التصرف ضد المتطرفين. ويجدد الاتحاد الأوروبي دعوة جميع الأطراف إلى المشاركة في جهود خفض التصعيد".