ما زالت الفيتامينات تغرى الإنسان بها. إذا غابت كان المرض وإن زادت ظهر العرض فأى قدر منها يفى بالغرض؟! يتفاوت القدر المطلوب من الفيتامينات اللازم لصحة الإنسان وسلامة بدنه من إنسان لآخر بل ويختلف من مرحلة فى العمر لأخرى ما تحتاجه المرأة قد يفوق احتياج الرجل، فالأمر فى حقيقته يتعلق بوحدة الحياة الأساسية: الخلية. تفاعلات الخلية الحيوية هى التى تجدد حاجة الإنسان للفيتامينات. نقص الفيتامينات يظهر أهميته، فعلاج مرض الأسقربوط الخطير يعتمد على العلاج بتناول جرعات من فيتامين (ج) دون غيرها من أدوية. ويعالج فيتامين (أ) مرض العشى الليلى بينما تحافظ مجموعة فيتامين (ب) المركب على حيوية الإنسان وسلامة ذهنه حقائق أكدها العلم عن الفيتامينات فسعى الإنسان إليها طالبا فائدتها، لكن الحقيقة الأهم أن الفيتامينات لا تؤدى دورها بالكفاءة المتوقعة منها إلا إذا توافرت بقدر محدد ومحدود يتيح لها أن تجتهد فى أن تصل إلى هدفها فى الوقت المناسب. فيتامين (ج) يعد أول ما عرف الإنسان من فيتامينات حينما سجل العلم نجاحه فى علاج مرض البحارة الأسقربوط. هو أول ما تتبادر للذهن من أسماء إذا ما بدأ الحديث عن دور هام تلعبه الفيتامينات فى دعم صحة ومناعة الإنسان. يأتى ذكره دائما مرتبطا بعلاج نزلات البرد فهل بالفعل هذا أهم أدواره؟ الواقع أن العلم لم يؤكد حتى الآن ما يعتقده الناس من أن هناك علاقة مؤكدة بين الجرعات الكبيرة منه والوقاية من أمراض الشتاء المعروفة وأعراض نزلات البرد. الحقائق العلمية تؤكد أنه يلعب دورا حيويا فى دعم مناعة الجسم ويساعد إلى حد كبير فى امتصاص الحديد. لا يقوم الجسم بتصنيع فيتامين (ج)، لذا فالإنسان يعتمد على مصادرر خارجية فى الحصول عليه سواء كان الطعام أو الصور الكثيرة المختلفة المصنعة له من أقراص أو أمبولات للحقن أو الشكل الأكثر شيوعا الأقراص الفوارة. أهمية فيتامين (ج) تجعل الإنسان حريصا على معرفة بعض الحقائق الهامة التى تساعده على الحصول على القدر اللازم بالفعل من هذا العنصر الطبيعى عظيم الفائدة. الجسم لا يقوم بتخزين هذا الفيتامين الهام، لذا يجب أن يحرص الإنسان على الحصول عليه من مصادره الطبيعية، فيتامين (ج) يوجد فى قطاع عريض من الفواكه والخضراوات الطازجة، يختلف تركيز فيتامين (ج) فى أنواع الخضر والفاكهة، أعلاها فى الفلفل الملون والقرنبيط والكرنب والبابايا والمانجو وكل الجمعيات بلا استثناء مثل الجريب فروت والبرتقال واليوسفى ثم الكيوى والأناناس والليمون والفراولة. يرتبط فيتامين (ج) بالطزاجة نظرا لأن فاعليته تتبدد بسرعة فهو سريع العطب تتناقص قيمته كلما احتفظنا به حتى فى الثلاجة. طهو الخضراوات يفقدها قدرا كبيرا من محتواها من فيتامين (ج)، بينما إعادة تسخين الطعام تقضى عليه تماما. غسل الخضراوات ونقعها فى الماء لفترة طويلة يتيح لفيتامين (ج) الذوبان فى الماء فيتناقص قدره فى الخضراوات وتنعدم قيمتها، لذا يجب غسل الفاكهة والخضراوات تحت الماء الجارى وتجفيفها وتناولها دون تأخير حفاظا على محتواها من فيتامين (ج). فيتامين (ج) يلعب أدوارا هامة فى الخلية الحية، فهو أحد أهم العوامل المضادة للأكسدة فله دوره فى تأخير معالم الشيخوخة على الخلايا والتصدى لما يحدثه التلوث من أضرار للخلايا. يساهم فيتامين (ج) فى صنع الكولاجين الذى يدخل فى نمو الغضاريف والأسنان وأوتار العضلات والأوعية الدموية بل ويساهم فى التئام الجروح وإنضاج كرات الدم الحمراء فى مراحلها المختلفة وصنع الهيمجلوبين، المادة التى تحمل ذرات الأكسجين فى داخل الخلية الحمراء إلى كل مكان تصله الشرايين من جسم الإنسان. لا تعد الجرعات الزائدة من فيتامين (ج) إذا ما تناولها الإنسان كمكملات غذائية ضارة؛ إذ إنها تغادر جسده عبر الكلى مع البول لكنها قد تحدث بعضا من أعراض الإسهال أو قد تفسد بعضا من نتائج تحاليل الدم إذا ما أجريت وقت تعاطيها. فيتامين (ج) كالسهل الممتنع إذا أردت أن يمنحك الفائدة خالصة أحرص دائما على البحث عنه فى الطبيعة الخضراوات والفاكهة الطازجة. ابدأ دائما بطبق من السلاطة مختلف الألوان تكتمل فائدته بقطرات من الليمون وزيت الزيتون.