قال الدكتور علي جمعة، مفتي الديار المصرية السابق، ورئيس اللجنة الدينية بمجلس النواب، إن الشيخ الراحل محمد متولي الشعراوي كان عالمًا أزهريًا بمعنى الكلمة، مؤكدًا أن «الشعراوي» كان النموذج الأتم والأسوة الحسنة للعالم الأزهري. وأضاف خلال برنامج «مصر أرض المجددين»، الذي يقدمه الإعلامي عمرو خليل عبر فضائية «CBC»، اليوم الثلاثاء، أن «الشعراوي» ولد عام 1911 وانتقل إلى رحمة الله تعالى عام 1998، موضحًا أن الراحل تعلم العلم وأتقنه على النظام القديم الذي يتسم بتدريس كل العلوم. وأشار إلى أن النظام القديم كان يتسم بوجوب حفظ العالم الأزهري للقرآن الكريم، وأن من حفظ المتون حاز الفنون، وأن اللغة والفكر وجهان لعملة واحدة، متابعًا: «شاهد القرن وما فيه من أحداث، ووصل الأمر إلى أن أصبح مديرًا لمكتب شيخ الأزهر حسن مأمون». وأوضح أن «الشعراوي» أصبح رئيسًا لبعثة الأزهر إلى الجزائر، مضيفًا: «في ذلك الوقت كانت الجزائر تحتاج إلى تغيير الاعتماد على اللغة الفرنسية، وزيادة شيوع اللغة العربية، والشعراوي كان رئيسًا للبعثة التي ذهبت لتؤدي الواجب الأخوي والعربي للجزائر». ولفت إلى أن الراحل ذهب إلى السعودية بعدها أستاذًا زائرًا في جامعة الملك عبدالعزيز، وقوبل هناك بعدما عرف عمله الكبير بحفاوة، مستطردًا: «أتذكر أنه خطب في مِنى وهو أمر عسير، لأنه يوم عرفة، وعندما يخطب شخص من خارج المملكة فقد بلغ الغاية والمكانة والمقام». وذكر مفتي الديار المصرية السابق، أن مشروع «الشعراوي» التجديدي مبني على ما يسمى بالاتصال الجماهيري، وأن الدعوة سابقة على العلم، منوهًا إلى أن التجديد في الوقت الحالي أسير في صندوق العلم. وتابع: «إنما الشعراوي أضاف شيئًا جديدًا أن الدعوة أهم من العلم، وأن مساحة الوقت والجهد والذهن والعمل في الدعوة، يجب أن تكون أكثر من العلم وتحصيله في الوقت والمجهود والكيفية والأداء، وكنا نقول له إنه لو عرق ينزل علمًا».