رئيس مكتبة الإسكندرية الدكتور مصطفى الفقى أكد على أهمية الاحتفاء بكتاب وزير الخارجية الأسبق نبيل فهمى، مشيرا إلى أهمية الدور الذى يلعبه الناشر إبراهيم المعلم، الذى استطاع أن يجعل من كتاب الوزير الأسبق نبيل فهمى «مادة جذابة»، ضمن عديد من الإصدارات والمطبوعات المهمة، والتى جاء من أهمها مذكرات وزير الخارجية الأسبق عمرو موسى، بجزأيها، وبذلك نرى أن دار الشروق تقوم بإكمال دورة كاملة لما يجب أن يكون عليه العمل الثقافى. وأضاف: إن الحديث عن كتاب «فى قلب الأحداث»، لا ينفصل عن الحديث عن المؤلف الذى يعد ابنا للوطنية المصرية، صاحب الكبرياء الوطنى وأن والده إسماعيل فهمى يمكن اعتباره مؤسسا للمدرسة الدبلوماسية المصرية الحديثة، والذى ظل أيقونة وزارة الخارجية حتى الآن، ومدرسة استقلال الخارجية والكبرياء الوطنى تضم أيضا قامات بحجم نبيل فهمى وعمرو موسى. وأوضح الفقى، أن الحديث عن إسماعيل فهمى لا ينفصل عن ابنه نبيل، لأن الأخير قد ورث من الأول الكبرياء الوطنى والأمانة والكرامة بشكل ملحوظ، مضيفا: علاقتى بوزير الخارجية الأسبق نبيل فهمى «طيبة للغاية»، وأنه قد بدأ يلمع حينما بات مستشارا لوزير الخارجية عمرو موسى، ليصبح قريبا من عقل الوزير، ويتخطى مساعديه بأدوار مهمة، ويقوم بإعداد ما يلزم الوزير من ممارسة مهام منصبه، وأن فهمى استطاع ترسيخ مقولة أن «معيار الكفاءة» يغلب على «معيار الأقدمية»، واستطاع أن يجد لنفسه مساحة قيمة فى كل مايقوم به. واستطرد، أن الكتاب هو جزء من كتب السير الذاتية التى انتعشت فى الأعوام الأخيرة، وأنه حسنا فعلت دار الشروق بنشر هذا الكتاب الذى وثق للوقائع التاريخية المهمة، وأننى قد بدأت فى التعاون مع الدار، خلال بداية الثمانينيات، عبر كتابى «الأقباط فى السياسة المصرية»، وشرفنى بمراجعة الكتاب الوالد الراحل «محمد المعلم»، والذى اعتبره «مناضلا» وليس مجرد كاتب أو صحفى، وكانت قيمته كبيرة للغاية، وأن المهندس إبراهيم المعلم ورث عنه جميع صفاته العلمية والثقافية والفكرية. وتابع: مذكرات نبيل فهمى يمكن تقسيمها إلى عدة مراحل، الأولى الخاصة بعمله فى وزارة الخارجية، بكل ما فيها، ومرحلة كونه سفيرا فى اليابان وواشنطن، قبل أن يشغل المنصب المرموق وزيرا للخارجية، والذى تولاه فى ظروف صعبة للغاية، خلال سياق بالغ الصعوبة والتعقيد، وفى رأيى أنه استطاع أن يعبر بنا فى هدوء، وأن يتعامل مع شخصية عاقلة كالمستشار عدلى منصور، وأن يتعامل مع زملائه بقدر كبير من النبل، ووسط ذلك كله لم يفرّط فى أى موقف من مواقفه، وهى الصفة التى ورثها من والده إسماعيل فهمى، والأخير قد سبق واعتذر عن منصبه اعتزازا بوجهة نظره. وواصل الفقى: ظل نبيل فهمى متمسكا بمواقفه، ومتسقا معها، ودوما ما يضع أمام عينيه، ما يمليه عليه كبرياؤه ومكانته واسمه، لذا أدعو الأجيال الجديدة أن تقرأ وتطالع كتاب «فى قلب الأحداث»، والذى تتلمس معه فورا أن من كتبه «دبلوماسى قدير»، لأنه مكتوب بلغة دبلوماسية، طغت عليه المصداقية أكثر من «الجاذبية» التى لا يخلو منها أيضا، وأننى أهنئه لما كتبه، وأنه قد استطاع أن ينضم لصفوف وزراء الخارجية العظماء، الذين دونوا وكتبوا مؤلفات تبرهن على أن المدرسة الدبلوماسية المصرية عريقة للغاية، صاحبة الخبرات التى استقرت فى ذهن الشعب المصرى.