رئيس مجلس السيادة السودانى فى لقاء مع الإعلام المصرى: وليس لدينا قيود ولا حدود فى التعامل معها الجيش السودانى ليس لديه نية للسيطرة على السلطة... وقريبا جيش واحد فقط في السودان. إذا تعثر التوافق لن يكون هناك بديل سوى الانتخابات..و «التمويل» أبرز التحديات أمام تنفيذ اتفاق «سلام جوبا» أعرب رئيس مجلس السيادة السودانى الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان، أمس الأول، عن تفاؤله بشأن مستجدات أزمة سد النهضة الإثيوبى، مرجحا الوصول إلى تفاهمات مشتركة قريبا فى هذا الملف، مشيرا فى الوقت ذاته إلى أن هناك جهات تسعى لتعكير العلاقات مع مصر. جاء ذلك ردا على أسئلة «الشروق» خلال لقاء جمعه بعدد من الصحفيين ووسائل الإعلام المصرية على هامش زيارته إلى القاهرة. وبسؤاله عن وجود بعض الأطراف التى تتحدث بشكل سلبى عن العلاقات «المصرية السودانية»، أكد البرهان علي أن العلاقات بين البلدين أساسها العلاقات الشعبية وليست السياسية، موضحا أن علاقات الشعبين المصرى والسودانى لم تتأثر بأى تجاذبات سياسية بين حكومات البلدين فى أى مرحلة من المراحل. وأشار إلى وجود أطراف سودانية لديها حساسية تجاه العسكريين فى السودان، وهى ترى أن مصر تدعم العسكريين فقط ! ولكن فى حقيقة الأمر مصر تقدم الدعم للشعب السودانى باكمله، بهدف الحفاظ على أمن واستقرار ووحدة البلاد، مؤكدا علي أن هناك جهات تريد تعكير صفو العلاقة بين البلدين، وهو ما لن يحدث. وقال رئيس مجلس السيادة السودانى إن زيارته للقاهرة تأتى فى إطار إحاطة القيادة السياسية المصرية بتطورات الأوضاع الراهنة فى السودان، مضيفا أن الخرطوموالقاهرة تجمعهما العديد من القضايا ذات الاهتمام المشترك، مشددا على تطابق وجهات النظر بين البلدين فى الشأن الإقليمى والدولى، كما تم بحث تطورات قضية سد النهضة، وأمن البحر الأحمر، مضيفا أن بلاده تنظر إليها بتفاؤل شديد، وسوف نصل إلى تفاهمات مشتركة قريباً. وقدم البرهان الشكر للرئيس عبدالفتاح السيسى على دعم مصر لبلاده من أجل استكمال الفترة الانتقالية الحالية، قائلا: «مصر قدمت الدعم للسودان ولا تزال خلال المرحلة الانتقالية منذ ثورة ديسمبر وحتى اللحظة الراهنة»، لاسيما أن أمن السودان من أمن مصر. كما أثنى رئيس مجلس السيادة السودانى على العلاقات بين البلدين، قائلا: «العلاقات بين مصر والسودان أزلية وتربطهما العديد من الروابط التاريخية، مشيدا باحتضان مصر لما يقرب من 4 ملايين سودانى، وكذلك بالمنح التعليمية التى تقدمها مصر للطلاب السودانيين والتى تقدر ب 4 آلاف منحة سنوية، فضلا عن توافد ما يقرب من 10 آلاف مواطن سودانى على مصر بغرض العلاج». وكشف البرهان عن أنه فى نهاية العام الجارى سيتم رفع قدرة خط الربط الكهربائى بين مصر والسودان من 80 ميجاوات إلى ما يقرب من 200 ميجاوات، مما يساهم بصورة إيجابية فى حل كثير من مشكلات انقطاع الكهرباء فى السودان. وأضاف أن هناك مشروعات مشتركة فى المجال الزراعى لاسيما فى ظل الحرب الروسية الأوكرانية قائلا: «نعلم مخاطر تلك الحرب وليس لدينا قيود أو حدود فى التعامل مع مصر»، مؤكدا علي أن «مصر أم الدنيا». كما أشاد رئيس مجلس السيادة السودانى باهتمام الإعلام المصرى بقضايا السودان وشواغله الداخلية، معربا عن أمله فى زيادة ذلك الزخم والاهتمام الصحفى والإعلامى والتعاون المثمر بين مصر والسودان فى ذلك المجال. وبسؤاله عن اتفاق «سلام جوبا» الموقع عام 2020، أوضح البرهان أن الاتفاق يواجه بالفعل العديد من الصعوبات والتحديات أمام تنفيذه، أبرزها «التمويل» الذى يمثل العقبة الرئيسية فى تحقيق تقدم فى تنفيذ بند الترتيبات الأمنية. وتابع «نأمل بإيفاء الدول بوعودها لنا بشأن دعم الاتفاق، ولكن هناك بعض الخطوات التى بدأ اتخاذها كالبدء فى تجميع القوات وفرزهم ودخول معسكرات التدريب»، مؤكدا علي أن «السودان يستكمل إنهاء هذا الملف وسيصبح لنا جيش واحد فقط». وبخصوص الوضع الراهن فى السودان، أكد رئيس مجلس السيادة أنه فى حال التوافق بين القوى السياسية سنقدم لهم كل ما يطلبونه من دعم، مشددا على أن الجيش السودانى ليس لديه نية للسيطرة على السلطة. وأوضح البرهان أن السودان يعانى فى الفترة الراهنة من غياب للقوى السياسية والتدخلات الأجنبية، وذلك لن يُمكن البلاد من المُضى قدما نحو الاستقرار، قائلا: «نحن نريد إدارة الفترة الانتقالية سويا» ولكن منذ حدوث التغيير فى البلاد عقب ثورة ديسمبر عام 2019 وحتى اتخاذ قرارات 25 أكتوبر العام الماضى، والفترة شهدت نزاعا. وأضاف البرهان: «كنا نتمنى أن يقف الجميع معنا» ولكن بعض القوى السياسية ظنت أن الجيش يريد السيطرة على السلطة وإزاحتهم، وقد سعينا لجمع الصف الوطنى وتعاونا مع رئيس الوزراء السابق الدكتور عبدالله حمدوك حتى يتحقق التوافق المنشود، لاسيما أن القوات المسلحة لم تأت عبر تفويض بل بشرعية ثورية للشارع السودانى. ودعا رئيس مجلس السيادة السودانى القوى السياسية التى لديها رغبة فى إبرام اتفاق وتؤمن بالشراكة إلى التكاتف والتوافق، قائلا: «القوات المسلحة تتعامل مع القوى السياسية التى تريد التعاون والتكاتف والتوافق معها وأيضا مع كل من جاء إلى السودان داعيا للوحدة بما يحمى البلاد من حالة عدم الاستقرار. وشدد البرهان على أنه فى حال تعثر ذلك التوافق لن يكون هناك بديل سوى الانتخابات، قائلا: «التوافق أو الانتخابات.. فليس أمامنا إلا إجراء انتخابات»، مضيفا أن الأوضاع الأمنية والاقتصادية ليست جيدة، مشيرا إلى أن أولويات الفترة الانتقالية يجب أن يتم الاتفاق حولها بين المكونين المدنى والعسكرى، وأبرزها «إجراء الانتخابات، استكمال ملف السلام». وعن العلاقات بين السودان وكل من إسرائيل وروسيا، قال البرهان إن «السودان يريد الانفتاح على جميع دول العالم»، وأن بلاده تؤمن بأن الأساس فى العلاقات مع الدول هى المصالح المتبادلة، والتسامح بين مختلف الشعوب والأديان. وعن الأوضاع فى ليبيا، قال رئيس مجلس السيادة السودانى إن هناك تنسيقا مصريا سودانيا بشأن هذا الملف، مضيفا أن السودان يدعم جميع محاولات التوافق الوطنى المطلوب لإنهاء الأزمة الداخلية وعدم الدخول فى نزاعات، مؤكدا «ندعم الشرعية التى يتوافق عليها الليبيون».