اليوم، وبعد أن فشلت وساطات عربية رفيعة فى جمع الرئيسين المصرى والجزائرى فى قمة تصالحية يستعد البلدان لمواجهة حاسمة فى الدور قبل النهائى لكأس الأمم الأفريقية فى أنجولا. ومنذ أمس الأول، ومع صعود مصر على حساب الكاميرون، عادت لحظات الشحن العاطفى التى سبقت مباراة أم درمان. الجماهير المصرية، التى حزنت بشدة لخسارة فريقها الوطنى لكرة القدم أمام نظيره الجزائرى بهدف مقابل لا شىء، تتحدث عن رغبة فى رد الاعتبار. «لو لعبنا معاهم لازم نعلمهم الدرس»، هكذا قال عادل سائق تاكسى بالقاهرة فى وقت مبكر من المنافسة على كأس الأمم الأفريقية الذى فازت به مصر مرتين متواليتين. لم يرجع عبدالعزيز سيف النصر سفير مصر إلى الجزائر بعد لاستئناف مهام منصبه على رأس السفارة المصرية بالجزائر منذ استدعائه فى أعقاب موقعة ديسمبر الماضى. أما عبدالقادر حجار سفير الجزائربالقاهرة الذى لم تستدعيه بلاده فى المقام الأول فقد عاد إلى القاهرة أمس بعد عطلة اختيارية طويلة أمضاها فى العاصمة الجزائرية. «الآن سنعيش الجزء الثانى من الكابوس.. لا أصدق عودة الحملات الإعلامية والحراسات المكثفة حول السفارة» الجزائرية بمقرها بشارع حسن صبرى بالزمالك، هكذا قالت زبيدة، المواطنة الجزائرية التى تعيش فى مصر منذ سنوات. دبلوماسى مصرى قال ل«الشروق» بعد لحظات من انتهاء مباراة مصر والكاميرون مساء الاثنين إن «ترتيبات ستجرى بالتأكيد مع الجانب الجزائرى لتفادى ما حدث فى أعقاب المباراة الماضية». وحسب معلومات «الشروق» فإن تفاهمات يجرى التشاور حولها بين مصر والجزائر، على مستويات عالية، لتفادى عمليات الشحن الإعلامى، وأفادت مصادر رسمية مصرية بتكثيف الوجود الأمنى حول مبنى سفارة الجزائر ومقر السفير وأماكن تجمع الجزائريين، على أن تتخذ الجزائر إجراءات مماثلة لحماية المصريين هناك. وأعلنت وزارة الخارجية أن اتصالا هاتفيا جرى أمس الثلاثاء بين الوزير أحمد أبوالغيط ونظيره الجزائرى مراد مدلسى، أكدا خلاله «على أهمية التعامل الحكيم مع مباراة الخميس». وفى بنجيلا، وبمجرد انتهاء مباراة مصر والكاميرون، بدأ السفير أحمد طه مساعد وزير الخارجية المصرى الموجود فى العاصمة الأنجولية مرافقا لبعثة المنتخب اتصالاته بشأن تأمين منتخب كرة القدم المصرى والجماهير التى سوف تحضر من القاهرة. فى الوقت نفسه تجرى الاتصالات بين مصر وأنجولا للتأكيد على أهمية توفير أقصى درجات الحماية للفريق الوطنى المصرى وللمشجعين المصريين. وعلمت «الشروق» أن الاستعدادات تجرى لسفر نحو 3 آلاف مشجع، وأن هناك أكثر من جهة تشرف على تنظيم السفر، منها أمانة الشباب بالحزب الوطنى. وطلبت روابط المشجعين بالأندية الشعبية حجز أماكن لأعضائها ضمن الوفود المسافرة. وقال محمد هيبة أمين الشباب بالحزب الوطنى إن الحزب اتفق مع روابط تشجيع الأندية على ترشيح من يملكون جوازات سفر لإنهاء الإجراءات بسرعة، على أن يبقى المشجعون فى أنجولا فى حالة تأهل مصر للنهائى. وطالب أنس الفقى وزير الإعلام فى لقائه برؤساء القنوات الخاصة بالتزام الاحترافية والتعامل الإعلامى الهادئ مع المباراة، «لأن الفائز فى النهاية فريق عربى، ولأنها مباراة رياضية وليست حدثا سياسيا». وأعرب السفير هشام يوسف مدير مكتب الأمين العام للجامعة العربية عن أمله فى أن يتم «تجاوز أية خلافات بين البلدين لأن العلاقات الثنائية لن تتأثر بأزمة عابرة، وأن يتم التعامل مع المباراة المقبلة فى إطارها الرياضى فقط».