كد مصدر دبلوماسي غربي في الرياض أن رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون سيصل إلى العاصمة السعودية الأربعاء المقبل في زيارة رسمية. وقال المصدر في تصريح خاص لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ)، شريطة عدم كشف هويته لأنه غير مصرح له بالتحدث إلى الإعلام، إن الموضوع الرئيسي على طاولة البحث بين جونسون وولي العهد السعودي يتمحور حول حث الرياض على زيادة إنتاج النفط للتخفيف من أزمة الطاقة العالمية عن الغربيين في ظل وطأة تداعيات العقوبات المفروضة على روسيا بعدما أعلنت بريطانياوالولاياتالمتحدة حظر الواردات النفطية الروسية. وألمح المصدر، إلى أن الأمير محمد بن سلمان سيجدد لرئيس وزراء بريطانيا "دعم المملكة لاتفاق "أوبك+" من أجل الحفاظ على استقرار سوق النفط العالمي وهو الموقف الذي أكده بيان مجلس الوزراء السعودي مطلع شهر مارس الجاري". وينص اتفاق "أوبك+" على زيادة إمدادات مصدري الخام من دول المنظمة والمنتجين 400 ألف برميل يوميا كل شهر. وقال المجلس خلال جلسة برئاسة العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز إنه "يتابع ما يشهده العالم من تطورات على المستويات السياسية والأمنية"، مشيرا إلى ما صدر عن مجلس التعاون الخليجي من التأكيد على دعم الجهود الدولية لخفض التصعيد في أوكرانيا من خلال الحوار والدبلوماسية. ويشار إلى أن الولاياتالمتحدة ودول أوروبية أبرزها فرنسا طالبت السعودية إلى جانب الإمارات خلال الأيام الماضية بزيادة إنتاج النفط إلا أن الدولتين رفضتا ذلك وأعلنتا التزامهما بخطة تحالف "أوبك+" المتعلقة بتقنين الإنتاج. كما أطلق وزير الاقتصاد الألماني روبرت هابيك الثلاثاء الماضي "نداء عاجلا" لمنظمة الدول المنتجة للنفط "أوبك" التي تقودها السعودية طالبها فيه بزيادة إنتاجها "لإراحة السوق". وأدت تداعيات العقوبات المفروضة على روسيا التي تعد أكبر منتج للغاز وثاني أكبر منتج للنفط بعد السعودية إلى ارتفاع أسعار البنزين ووقود الديزل في بريطانيا إلى مستويات قياسية ما فاقم أزمة معيشية تواجهها الأسر مع ارتفاع تكلفة التدفئة. وكان من المقرر أن يزور جونسون المملكة العربية السعودية مرتين في السنوات الأخيرة كان آخرها الشهر الماضي في رحلة تم تأجيلها بسبب الأزمة الأوكرانية واستبدلت بمكالمة هاتفية مع الأمير محمد بدلا من ذلك. ويعتقد نواب محافظون بريطانيون بارزون أن بمقدور جونسون لعب دور الوسيط للتوصل إلى اتفاق قد يكون حاسما في تخفيف حدة أزمة الطاقة. وفي مقابلته مع قناة "سكاي نيوز" الخميس الماضي قال جونسون: "ما سنفعله هو دراسة إمدادات الطاقة الخاصة بنا.. للابتعاد عن الاعتماد على النفط والغاز الروسي. وذكر معهد أكسفورد لدراسات الطاقة في تقرير صدر في مارس الجاري أن حوالي 60 % من صادرات روسيا من النفط الخام تذهب إلى القارة الأوروبية فيما تحصل آسيا على حصة تبلغ 35 % منه. وبهذه النسبة التي تقترب من 60% تزود روسيا القارة الأوروبية بنحو ثلث احتياجاتها من النفط فيما يقدر الخبراء أنه وفقا لأسعار الطاقة الحالية فإن أوروبا تدفع لروسيا حوالي 350 مليون يورو (382 مليون دولار) يوميا مقابل الصادرات النفطية. وأوردت صحيفة " تايمز" البريطانية أن جونسون أكثر قدرة على ممارسة الضغط على محمد بن سلمان بما أنه بقي على تواصل معه عبر تطبيق واتساب. ويرى خبراء نفطيون إنه من الصعب أن يحل النفط السعودي والإماراتي محل النفط الروسي بشكل سريع على اعتبار أن زيادة الإنتاج النفطي لا تعني بالضرورة وبشكل مباشر زيادة الصادرات النفطية إلى أوروبا لأنه لا يمكن إعادة توجيه ظروف أسواق النفط بهذه السهولة وإنما الفارق الذي قد يحدثه زيادة إنتاج النفط السعودي سوف يتمثل في خفض الأسعار. وقال وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط السابق أندرو موريسون: "حافظت المملكة المتحدة دائمًا على علاقة إيجابية وبناءة مع السعودية قائمة على الحوار. وأنا متأكد من أن ذلك سيكون مفيدًا في السياق الحالي". وأوضح المصدر في سياق تصريحه ل (د.ب.أ ) أن محادثات الجانبين ستتناول الحرب في اليمن وسبل إجبار جماعة الحوثي على قبول نداءات السلام الإقليمية والدولية والاحتكام إلى طاولة المفاوضات مع الحكومة الشرعية اليمنية ومستجدات مفاوضات الملف النووي الإيراني في ظل شعور سعودي بوجود "تراخ" أمريكي أوروبي في التعاطي مع هذين الملفين فضلا عن تعزيز التعاون بين لندنوالرياض في المجالات الأمنية والعسكرية والاقتصادية والاستثمارية بما يتفق والرؤية السعودية " 2030 ".