زيلنيسكى: إنشاء إدارة جديدة للإشراف على أسرى الحرب الروس.. ومنظمة أطباء بلاحدود: الوضع فى ماريوبول «ميئوس منه» السلطات الأوكرانية تعلن إجلاء مليونى شخص من مناطق الحرب.. ووصول أول شحنة مساعدات إنسانية صينية استأنفت قافلة عسكرية روسية ضخمة، تحركها باتجاه العاصمة الأوكرانية كييف عقب توقف استمر أسبوعين، فيما أكد مسئولون أوكرانيون أن كييف تستعد ل«معركة شرسة كبرى». وسُمع دوى انفجارات فى الساعات الأولى من صباح اليوم فى كييف، فيما تقترب القوات الروسية أكثر من وسط المدينة، وفق شبكة «سى.إن.إن» الإخبارية الأمريكية. ولا يزال القتال مستمرا فى ضواحى العاصمة الأوكرانية، حيث قالت إدارة المدينة إن المناطق الواقعة فى الشمال لا تزال الأكثر خطورة، بما فى ذلك ضواحى بوتشا وإربين وهوستوميل، فضلا عن منطقة فيشورد الواقعة شمال كييف. وتصاعد القتال أيضا فى بروفارى عبر نهر دنيبر شرقى المدينة. وتضغط القوات الروسية من عدة اتجاهات، وتتخوف الحكومة من سقوط المدينة فى حصار كامل. من جهته، قال رئيس بلدية كييف فيتالى كليتشكو لشبكة «سى إن إن» الإخبارية الأمريكية، إن «المدينة لديها حاليا موارد تكفى لأسبوع أو أسبوعين فقط»، بما فى ذلك «المواد الغذائية والإمدادات الطبية»، مؤكدا استعداد القوات الأوكرانية ل«معركة شرسة كبرى». وأعادت القوات الروسية تنظيم صفوفها، أمس، لشن هجوم محتمل على كييف، حيث أظهرت صور الأقمار الصناعية قيام تلك القوات بإطلاق نيران المدفعية أثناء تقدمها صوب العاصمة الأوكرانية. وقال مسئول دفاعى أمريكى كبير فى مؤتمر صحفى من مقر وزارة الدفاع الأمريكية «البنتاجون» إن «بعض المركبات تركت الطريق وتوقفت بين الأشجار». وذكر المسئول «إنهم لن يذهبوا لأى مكان، لا يبدو أنهم يسيرون فى طرق غير ممهدة فى طريقهم إلى كييف، لكننا نعتقد أنهم يتحركون داخل خطوط الأشجار فى محاولة لإخفاء المركبات بشكل أفضل، لأن الأوكرانيين مرة أخرى يستمرون فى محاولة البحث عن سبل للهجوم على المركبات». ولم يستطع «البنتاجون» تقديم معلومات محددة عن حجم ما تم تطويقه بالفعل من كييف. وتقدم الجنود الروس داخل ضواحى العاصمة وحولها، لكن فى أماكن أخرى يحققون تقدما أكبر. ووصفت صحيفة «ديلى ميل» البريطانية، القافلة الروسية التى تمتد على مسافة 64 كيلومترا شمال العاصمة الأوكرانية، ب«قافلة الموت»، ورصدت صور فوتوغرافية عناصر قوات الدفاع الإقليمية (متطوعون للقتال)، وهم يحفرون الأنفاق وينصبون المتاريس، إلى درجة أن كييف تحولت إلى «حصن»، كما يقول رئيس البلدية فيتالى كيتشكو. وذكرت وسائل إعلام أوكرانية محلية أن صفارات الإنذار بحدوث قصف دوت فى كل الأراضى الأوكرانية، بما فى ذلك فى المدن الكبرى كييف وأوديسا ودنيبرو وخاركيف. وقالت المنظمة غير الحكومية أطباء بلا حدود أن مدينة ماريوبول الساحلية الاستراتيجية المحاصرة منذ نحو 12 يوما وتتعرض لقصف روسى باستمرار، باتت فى وضع «شبه ميؤوس منه»، مضيفة أن «مئات الآلاف من الأشخاص» يقيمون فيها بلا مياه وبلا تدفئة، بينما تتحدث حصيلة رسمية عن سقوط 1582 قتيلا. وقد ترك عدد من الجثث فى الشوارع وتم حفر مقبرة جماعية كبيرة لأخرى. وفى الأيام الأخيرة، شوهد سكان يتشاجرون من أجل الطعام. وقال ستيفن كورنيش رئيس منظمة أطباء بلا حدود سويسرا وأحد منسقى عمل المنظمات غير الحكومية فى أوكرانيا فى مقابلة مع وكالة الصحافة الفرنسية إن «الحصار ممارسة من العصور الوسطى» محظورة بموجب قوانين الحرب الحديثة. وقالت وزارة الخارجية الأوكرانية إن مسجدا لجأ إليه 80 مدنيا بينهم أتراك تعرض للقصف فى ماريوبول، فيما اتهم مسئولون أوكرانيون القوات الروسية بإلحاق أضرار بمستشفى السرطان والعديد من المبانى السكنية فى مدينة ميكولايف جنوبى البلاد، إثر قصف مدفعى ثقيل. فى غضون ذلك، قال الرئيس الأوكرانى فولوديمير زيلينسكى، إنه بصدد إنشاء إدارة جديدة للإشراف على من قال إنهم «آلاف أسرى الحرب الروس»، الذين استسلموا أو تم أسرهم منذ الغزو. وأضاف زيلينسكى، إن «الأسرى يتلقون العلاج الذى تنص عليه الاتفاقيات الدولية»، بحسب صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية. ودعا الرئيس الأوكرانى أمهات الجنود الروس إلى منع إرسال أبنائهن إلى الحرب فى أوكرانيا، وفقا لوكالة الصحافة الفرنسية. وأقرت روسيا، الأربعاء الماضى، للمرة الأولى بوجود مجندين فى أوكرانيا وأعلنت أن عددا منهم تعرض للأسر. ونشرت وزارة الدفاع الأوكرانية أرقام هواتف وبريدا إلكترونيا يمكن للأمهات من خلالها الحصول على معلومات بشأن أبنائهن الأسرى فى أوكرانيا. فى سياق متصل، أعلنت شركة السكك الحديدية الأوكرانية، أنها وفرت الإجلاء الآمن لأكثر من مليونى شخص من الفارين من القتال خلال الحرب التى اندلعت قبل أكثر من 15 يوما. وقالت الشركة فى بيان على موقع تلجرام إنه من بين المليونى شخص، استقل 226 ألف شخص قطارا إلى خارج البلاد،، وفقا لوكالة يوكرينفورم الأوكرانية. وأشارت الشركة إلى أنه تم إجلاء الأشخاص من كييف وخاركيف، وهما المدينتان الأكثر عرضة للتهديد من جانب القوات الغازية، فى اشارة إلى القوات الروسية. وأضاف البيان أن طريق السكك الحديدية الدولى الأكثر استخداما هو الطريق المؤدى إلى بولندا. وكانت بولندا قد أعلنت، الخميس الماضى، أن عدد اللاجئين الذين وصلوا إلى أراضيها بلغ 1.4 مليون منذ بدء الحرب فى أوكرانيا. من جهتها، قالت نائبة رئيس الوزراء الأوكرانى إيرينا فيريشوك إن عددا من الممرات الإنسانية للخروج من البلدات والقرى الأوكرانية، ومنها ميناء ماريوبل الجنوبى المُحاصر، سيتم فتحها خلال ساعات حتى يتمكن المدنيون من المغادرة، مضيفة أنها تأمل بالتزام روسيا بوقف إطلاق النار للسماح بحدوث ذلك. وأضافت أن أوكرانيا تعتزم إجلاء سكان بلدات عدة وقرى فى منطقتى كييف وسومى وبعض المناطق الأخرى التى تدور فيها المعارك. وقالت فيريشوك فى كلمة مصورة: «آمل أن يمضى اليوم بشكل جيد، وأن تفتح كل الطرق وفق الخطط وأن تفى روسيا بالتزاماتها بضمان نظام وقف إطلاق النار». إلى ذلك، وصلت الشحنة الأولى من المساعدات الإنسانية الصينيةلأوكرانيا إلى مدينة تشيرنيفتسى، غرب البلاد، بعيدا عن خطوط المواجهات. وعبرت الشحنة التى تضم 1000 مجموعة من مواد المساعدات العائلية، تحتوى على إمدادات يومية بقيمة 800 ألف دولار، الحدود الأوكرانية الرومانية، أمس، بعد نقلها جوا إلى مطار بوخارست، وفق ما ذكرت «شبكة تلفزيون الصين الدولية». وتضم العبوات بطانيات ومناشف وأدوات مائدة وحصائر مقاومة للرطوبة ودلاء ومصابيح، وقد أرسلتها جمعية الصليب الأحمر الصينية. ومن المقرر أن تغادر الشحنة الثانية من المساعدات العاصمة بكين اليوم الأحد. فى سياق متصل، حذر نيكولاى كوبرينتس المسئول بوزارة الخارجية الروسية، من أن الاتحاد الأوروبى يواجه ارتفاعا فى أسعار الطاقة فى أعقاب العقوبات التى فرضت على موسكو. وقال كوبرينتس إن «روسيا كانت موردا موثوقا به للطاقة؛ ولكنها مستعدة لمواجهة صعبة فى هذا القطاع إذا لزم الأمر»، حسب وكالة «إنترفاكس» الروسية. وأضاف المسئول أن الوضع فى أسواق الطاقة العالمية سيؤدى إلى زيادة ما يدفعه الاتحاد الأوروبى ثلاث مرات على الأقل للنفط والغاز والكهرباء. وتابع: «أعتقد أن الاتحاد الأوروبى لن يستفيد من العقوبات فنحن نملك إمدادات مستقرة بشكل أكبر وأعصابا أقوى».