روسيا تصعد هجماتها على أوكرانيا.. وتحشد قواتها لحصار كييف

صعدت روسيا من هجماتها الصاروخية وغاراتها الجوية، فى اليوم السادس للحرب على أوكرانيا، وتعرضت غالبية المدن الأوكرانية، وأبرزها العاصمة كييف، وخيرسون وخاركايف، لهجمات وغارات غير مسبوقة، مما أدى إلى مقتل عشرات الجنود الأوكرانيين، وحشد الكرملين قوافل عسكرية وصفت ب«الهائلة»، مدعومة بدبابات ومدرعات وأنظمة رادارات ومختلف أنواع الأسلحة، وباتت تقترب من كييف فى مسعى لفرض حصار مطبق عليها، وأفادت أنباء بعمليات إنزال جوى روسية شمال العاصمة الأوكرانية.
وتعرض محيط كييف لقصف براجمات الصواريخ وغارات مكثفة، أمس، وقال مستشار للرئيس الأوكرانى إن القوات الروسية تحاول فرض الحصار على كييف وخاركيف، وإن الجيش الأوكرانى أسقط 5 طائرات روسية، ليل أمس الأول، وأكد الجيش الأوكرانى أن روسيا قصفت البلاد ب113 صاروخا من نوع «إسكندر» وصواريخ جراد وكروز. وقال الرئيس الأوكرانى، فلوديمير زيلنيسكى، إن الأولوية هى الدفاع عن كييف التى باتت الهدف الأول للرئيس الروسى فلاديمير بوتين، وأفاد مسؤولون غربيون وبريطانيون بأن موسكو تستعدّ لشنّ هجوم وشيك على العاصمة، وقال مسؤول بريطانى إن لندن تعمل على تأخير سقوط كييف لأطول فترة ممكنة، فى حين أعلن مسؤولون أمريكيون أن القوات الروسية تعرضت خلال الأيام الخمسة الأولى من الحرب إلى مشكلات لوجيستية فى الإمدادات، وبخاصة الوقود، مما أبطأ حركتها، بينما نقلت «بى.بى.سى» عن باحث عسكرى بريطانى قوله إن 75% من القوات الروسية أصبحت داخل الأراضى الأوكرانية.
وفى الوقت نفسه، أعلن أوليج سينيجوبوف، رئيس مدينة خاركيف، ثانية كبرى مدن أوكرانيا، أن الهجمات الصاروخية الروسية المكثفة على المدينة أصابت مركزها والمناطق السكنية بها ومبنى الإدارة، مما أسفر عن مقتل أكثر من 70 عسكريا أوكرانيا، كما قتل 10 أشخاص فى قصف لاحق، واعتبر زيلينسكى أن قصف خاركايف جريمة حرب وإرهاب دولة، وأضاف أن القوات الروسية تقصف محطات توليد الكهرباء ليسود الظلام.
وألغى زيلينسكى تأشيرة الدخول للأجانب الراغبين فى القدوم إلى أوكرانيا للقتال ضد روسيا، ودعت الخارجية الأوكرانية إلى فرض عزلة دولية كاملة على روسيا بعد قصف خاركيف.
ودخل الجيش الروسى، أمس، مدينة خيرسون جنوبى أوكرانيا، قرب شبه جزيرة القرم الخاضعة لسيطرة موسكو، وأقام نقاط تفتيش على مشارفها، وفق رئيس البلدية إيجور كوليخايف، مؤكدا أن «خيرسون كانت وستبقى أوكرانية»، وقال: «أنا مسؤول عن حياة مدينتنا، وأقدم الحماية بقدر ما تسمح إمكانياتنا»، وكان الجيش الروسى سيطر، أمس الأول، على مدينة برديانسك المطلة على بحر أزوف شمال غربى القرم. وأعلن الانفصاليون فى إقليم دونيتسك الانفصالى تعرض الإقليم لقصف أوكرانى استهدف المدنيين والمنشآت الحيوية فى دونباس، وأكد الإقليم انقطاع الكهرباء عن مدينة ماريوبول جنوب شرقى أوكرانيا وسط الهجمات الروسية.
وأظهرت صور التقطتها أقمار اصطناعية فى أوكرانيا، فى وقت متأخر مساء أمس الأول، رتلاً عسكرياً روسياً هائلاً يزيد طوله عن 60 كيلو مترا يتقدم باتجاه كييف، ونشرت شركة «ماكسار»، الأمريكية المتخصصة بالتصوير، بواسطة الأقمار الاصطناعية، صورا للرتل العسكرى الذى يمتدّ من تخوم مطار أنطونوف، على بعد حوالى 25 كيلو متراً من وسط كييف، فى الجنوب إلى تخوم بريبيرسك شمالا، كما نشرت الشركة صوراً أظهرت انتشاراً جديداً للقوات الروسية- مروحيات هجومية جاثمة وعربات عسكرية فى بيلاروسيا.
وأكد وزير الدفاع الروسى سيرجى شويجو، أمس، أن القوات الروسية فى أوكرانيا ستواصل القيام بعملية عسكرية خاصة حتى تحقيق أهدافها، وأكد أن «حماية روسيا من تهديد عسكرى من الغرب هى المهمة الرئيسية للعملية الخاصة فى أوكرانيا»، وشدد على أن الجيش الروسى لا يحتل الأراضى الأوكرانية، وإنه يتخذ كافة الإجراءات للحفاظ على أرواح المدنيين وسلامتهم، مؤكدا أن الضربات أثناء العملية لا تستهدف إلا المنشآت العسكرية وتنفذ باستخدام أسلحة عالية الدقة فقط، متهما كييف باستخدام المدنيين كدروع بشرية. وذكرت وكالة «تاس»، الروسية، أن وزارة الدفاع اقترحت منح امتيازات «المحاربين القدامى» للعسكريين المشاركين فى العملية الروسية الخاصة فى أوكرانيا، وذكر مشروع قانون رفع لمجلس الدوما أن «نفقات الميزانية المقدرة لهذه الأغراض عام 2022 تزيد عن 5 مليارات روبل.
وفى المقابل، أعلن متحدث باسم هيئة الأركان العامة الأوكرانية، مقتل 5710 جنود روس، وأسر أكثر من 200 جندى روسى، وتدمير 198 دبابة و29 طائرة و846 مدرعة و29 مروحية من عتاد القوات الروسية.
وأعلن زيلينسكى أن محادثات، أمس الأول، مع روسيا لم تحقق نتائجها المرغوبة، فى حين اتفق الوفدان الروسى والأوكرانى على استئناف المباحثات بينهما فى وقت لاحق لم يحدد موعده، بينما أكد الكرملين، أمس، أنه من المبكر تقييم الجولة الأولى من المحادثات، ووضعت روسيا شروطها لوقف الحرب، وأبلغ بوتين نظيره الفرنسى ايمانويل ماكرون، خلال اتصال بينهما، أنه يشترط لوقف غزو أوكرانيا الاعتراف بالقرم كأرض روسية وإعلان حياد كييف وتخلى الحكومة الأوكرانية «عن نازيتها»، وذكرت وكالة «سبوتنيك»، الروسية، أمس، نقلا عن مصادر قولها إن أعضاء وفدى المفاوضات الروسية- الأوكرانية بدأوا، مساء أمس، التوجه إلى بيلاروسيا، وإن الجولة الثانية من المباحثات قد تعقد اليوم.
وحول الاتهامات الغربية بإمكانية تدخل مينسك فى الحرب، قال رئيس بيلاروسيا، إلكسندر لوكاشينكو، إن بلاده عززت الحدود الجنوبية مع أوكرانيا، ونشرت كتائب إضافية، ونفى عزم بلاده دخول الحرب، بينما أكدت الأمم المتحدة أن أكثر من مليون شخص فروا من الحرب داخل وخارج أوكرانيا إلى الدول المجاورة وبخاصة بولندا.