استكمالا لحالة التهافت على سير المشاهير لتقديمها فى أعمال درامية، والتى وصلت لظهور 8 أعمال عن أربعة أشخاص فقط، تبقى الأكثر إثارة للجدل هى قصة حياة حسن البنا، مؤسس جماعة الإخوان المسلمين فى مصر، التى بدأت بالفعل فى التنفيذ على يد الكاتب الكبير وحيد حامد والمخرج محمد ياسين فى مسلسل «الجماعة»، الذى يتناول تاريخ جماعة الإخوان وتأثيرها فى المجتمع المصرى، بينما تعكف جماعة الإخوان المسلمين الآن على مراجعة مسلسل درامى آخر من 30 حلقة تمت كتابته بالفعل، وفى طريقه لاستوديوهات التصوير وفق تصريحات محسن راضى المشرف على كتابة العمل. ويكمن الجدل فى أن حسن البنا شخصية خلافية بصورة كبيرة، لأن أتباعه من جماعة الإخوان المسلمين يرونه أبا روحيا، ومثلا أعلى، بينما تختلف بالطبع رؤية وحيد حامد عن هذا الأمر، لأنه يقدمه كشخصية لعبت أدوارا سياسية فى فترة من تاريخ مصر، ويرصد آثار هذا الدور على المجتمع المصرى سياسيا وثقافيا واجتماعيا. وتتقاطع خطوط عديدة حاولنا فض اشتباكها مع عضو الكتلة البرلمانية للإخوان محسن راضى، والذى عمل مع أحمد سيف الإسلام نجل الراحل حسن البنا على كتابة العمل من خلال ورشة للسيناريو. فى البداية أكد راضى أنهم انتهوا بالفعل من كتابة 30 حلقة كاملة، تتم الآن مراجعتها من قبل 3 جهات هى أسرة الراحل حسن البنا، وجماعة الإخوان وقياداتها، وجهة ثالثة سماها راضى بالمحايدة، ومنهم مجموعة من الخصوم السياسيين للإخوان، ولكن رفض راضى الكشف عن أسماء هؤلاء الشخصيات لطبيعة العلاقة المتوترة بين الحكومة والجماعة وقال سيتم الإعلان عن تفاصيل العمل فى المؤتمر الصحفى، الذى سنفصح فيه عن جميع الأمور المتعلقة بمشروع المسلسل، والمقرر إقامته فى ذكرى اغتيال البنا الذى يوافق 12 فبراير. قال راضى إننا ركزنا على الجانب الشخصى لحسن البنا، ثم الجانب الوطنى ورؤيته للواقع ورغبته فى تغيير المجتمع على جميع المستويات، ولذلك واجهنا مشكلة فى كيفية توثيق الأحداث، وحللنا تلك الأزمة عن طريق الاعتماد على جميع المصادر واستعنا بكتابات الخصوم قبل الأصدقاء . ونفى راضى أن يكون العمل مجرد تقديم صورة ملائكية عن البنا، فسألناه عن السلبيات التى يمكن تقديمها عن البنا من وجهة نظر الإخوان فقال: «البنا نفسه أكد أشياء أخطأ فيها وتمنى ألا يفعلها، منها انشغاله ببناء الجماعة عن تأليف الكتب، أيضا موقف آخر كان يريد أن يسافر للخارج بحثا عن الرزق، لكن فشل وشعر بخطأ تفكيره. وأما عن اغتيال البنا فأكد راضى أنه سيظهر نتيجة لتأمر بين الإنجليز واليهود نتيجة لكتاب البنا «النار والدمار فى فلسطين»، والذى رآه الإنجليز كتابا إرهابيا لذلك قرروا تصفيته.. وكشف محسن راضى عن مفاجآت يعرضها العمل لأول مرة منها مثلا، أنه صاحب الفضل فى قرار إسلام ليلى مراد، وكيف أنه كان صاحب الفضل فى إغلاق كثير من بيوت الدعارة فى مصر أما عن كيفية إخراج العمل، فأكد راضى أن العديد من الأفكار أولها أن المسلسل سيخرج فى إطار الشريعة الإسلامية ولن يحتوى على أى ممثلة تظهر دون حجاب أو بملابس غير شرعية، كما أنه سيحتوى على أغانى لرجال وأطفال فقط ولن تظهر أصوات نسائية فى أداء الأغنيات، ولكنه أكد فى النهاية أن هذا سيتم فى إطار فنى رفيع! وقال إن فن يوسف شاهين مثلا ليس له علاقة بالفن الذى ستقدمه الإخوان. وقال إن للمخرج أساليبه فى إظهار مثلا امرأة غير محجبة بأن يظهر ظلها فقط وليس ضروريا أن تظهر كاملة، وفى النهاية أكد أن للمخرج رؤيته التى لن تفرض الجماعة عليها شيئا! وأضاف أن هناك الآن مخرجا يقرأ العمل وان هناك حديثا مع شركات إنتاج، لكن لن يعلن شيئا قبل المؤتمر الصحفى، ونفى أن يكون هناك تخوف لدى شركات الإنتاج والقنوات من شراء العمل، لأن علاوة على أن هذا اختصاص المنتج إلا أنه يرى أن القناة التى تريد العلو لاسمها ستتهافت على شراء المسلسل. وفيما يتعلق بالمسلسل الذى كتبه السيناريست وحيد حامد، أكد راضى أن له تحفظات كثيرة على العمل لأنه قرأ أنه يحمل حسن البنا مسئولية كل الاغتيالات السياسة التى حدثت فى مصر، وهذا غير صحيح إطلاقا من وجهه نظر راضى وتعجب من أن وحيد حامد لم يجلس مع أحمد سيف الإسلام نجل البنا ليحصل منه على أى معلومة تخص والده.