توصل الجانبين الروسي والأوكراني إلى تفاهم بشأن إنشاء ممرات إنسانية لإجلاء المدنيين، مع دخول الحرب أسبوعها الثاني في ظل محاصرة المدن الأوكرانية وتعرضها للقصف، حيث أفاد مستشار الرئيس الأوكراني ميخايلو بودولياك، بأن الجانبين توصلا إلى وقف إطلاق نار مؤقت محتمل للسماح بإجلاء المدنيين، لكنه أوضح أن "هذا ليس في كل مكان، ولكن فقط في تلك الأماكن التي ستقع فيها الممرات الإنسانية نفسها، سيكون من الممكن وقف إطلاق النار طوال مدة الإخلاء". ويحاول كثير من الأوكرانيين الخروج من أراضيهم هرباً من الصراع العسكري القائم، وتسببت الحرب في أوكرانيا في أسوأ أزمة لاجئين في أوروبا منذ عقود، ومعظم النازحين يصلون إلى البلدان المجاورة، وقد بُذلت جهود كبيرة على الصعيدين الرسمي وغير الرسمي لمساعدتهم، ففي أسبوع واحد فقط فر أكثر من نصف مليون لاجئ من أوكرانيا، بحسب الأممالمتحدة. ووصل الجزء الأكبر من الذين تم إجلاؤهم من مناطق الحرب في أوكرانيا إلى بولندا، واتجه آخرون نحو الغرب أو الجنوب ودخلوا في الغالب المجر ومولدوفا وسلوفاكيا ورومانيا. وتوفر بولندا الإقامة وتضمن السفر بالقطار مجانًا، أما في رومانيا، كان السكان المحليون يظهرون في مراكز الاستقبال لتقديم الطعام والماء للاجئين، بحسب موقع World Economic Forum. بالنسبة لجمهوريتي التشيك وسلوفاكيا، فقد مرا بنفس الظروف منذ أعوام طويلة، حيث دخلت الدبابات السوفيتية بودابست في عام 1956 لسحق انتفاضة بدأت هناك، وتمددت إلى ما كان يعرف آنذاك بتشيكوسلوفاكيا في عام 1968 وظلت باقية لعقود، وغادر ما يصل إلى 100 ألف من التشيك والسلوفاك في الأشهر التي تلت الغزو، وتستقبل هذه البلدان الآن الوافدين من أوكرانيا على الرغم من تصاعد المشاعر المعادية للمهاجرين والخطاب في المنطقة خلال السنوات الأخيرة تجاه القادمين الجدد من الشرق الأوسط. وذكرت منظمة الصليب الأحمر أنها تعمل مع شركاء إقليميين لمساعدة الأشخاص الذين فروا إلى بولندا والمجر وسلوفاكيا ورومانيا ومولدوفا وكرواتيا وليتوانيا وروسيا، من خلال توفير الأساسيات وبطاقات SIM للهواتف المحمولة ودعم الصحة العقلية. وكان خوسيه أندريس، طاهٍ أمريكي إسباني معروف، في بولندا يقدم الدجاج وفطيرة التفاح للاجئين الفارين من الصراع بشكل تطوعي، وأشار فور وصوله إلى أنه وجد البولنديون يقومون بالفعل بإطعام الناس عند عبورهم الحدود كما عملت منظمته غير الربحية مع السكان المحليين لتوزيع وجبات الطعام في مولدوفا ورومانيا. وكانت أوكرانيا نفسها أيضًا وجهة للاجئين، من منتصف عام 2020، حيث كانت تستضيف أكثر من 2000 لاجئ معترف به وعدد متساوٍ تقريبًا من طالبي اللجوء، من حوالي 60 دولة مختلفة. وذكرت تقارير صحفية لواشنطن بوست، أنه على عكس عام 2015 عندما كانت العديد من الدول الأوروبية معادية لتقاسم عبء هذا العدد الكبير من اللاجئين، قالت وزيرة الداخلية الألمانية نانسي فيزر إن ألمانيا مستعدة لتقديم الدعم لبولندا ودول أوروبا الشرقية الأخرى للتعامل مع الزيادة المفاجئة في الأوكرانيين. يعمل خلال هذا الإطار من المساعدات كثير من النشطاء المدنيين، على سبيل المثال الناشطة البولندية في مجال حقوق المرأة، مارتا ليمبار، والتي قالت: "أرى أن هناك استجابة كبيرة من المواطنين العاديين" ، وقد انتقلت مجموعتها الحقوقية من أنشطتها المرتبطة بقضايا بولندية إلى تنظيم المأوى الفوري والطعام والرعاية الطبية وتبرعات للأوكرانيين القادمين. أما على المستوى الرسمي.. خرجت تصريحات داعمة للاجئين، حيث قال وزير الداخلية البولندي ماريوس كامينسكي: "سنبذل قصارى جهدنا لتوفير مأوى آمن في بولندا لكل من يحتاج إليه". بينما صرح مسؤولون آيرلنديون بدعهم للاجئين، حيث قال مارك دراكفورد، الوزير الأول لويلز، إن "أمته الملجأ" ومستعدة لاستقبال الأوكرانيين، على الرغم من أن أيرلندا ليست ضمن قائمة الدول الأوروبية الشنغن، حيث يمكن لأي شخص البقاء في أي مكان في منطقة شنغن بالاتحاد الأوروبي لمدة تصل إلى 90 يومًا دون تأشيرة.