تتوالى أيام الحرب على أوكرانيا ومعها النزوح والفرار عبر الحدود، حيث تجاوز عدد المواطنين الذين غادروا البلاد، منذ غزو روسيا قبل أسبوع، المليون شخص، وفقًا لإحصاءات الأممالمتحدة. وكانت الحدود مع أربع دول، تحديدًا بولندا والمجر وسلوفاكيا ومولدوفا، هى السبل التى فروا إليها دون علم ما إذا كانوا سيعبرونها مرة أخرى إلى داخل أوطانهم أم لا. ووسط الحرب الدائرة، تتبارى عدسات الصحافة العالمية فى رصد معاناة المدنيين، الذين تحولت حياتهم بين عشية وضحاها من الرفاه إلى الفرار والاحتماء بمحطات القطار وداخل المخيمات التى نُصبت لهم. حيث كشفت عدسة صحيفة «جارديان» البريطانية عن الكثير من تلك التفاصيل، ففى إحدى الصور تظهر مجموعة من النساء والأطفال نيامًا فى مأوى مؤقت بمحطة قطار فى مدينة برزيميسل ببولندا، بينما ركزت العدسة فى صورة أخرى على سيدة تصلى فى مخيم للاجئين فى إحدى قرى سلوفاكيا على الحدود الأوكرانية. ويظهر فى مجموعة أخرى من الصور لاجئون أثناء تجمعهم فى بهو فندق Mandachi الفاخر فى رومانيا، والذى حوّله مالكه، ستيفان مانداتشى، إلى مركز لاستقبال اللاجئين الأوكرانيين. وفى بلدة زاهونى الحدودية المجرية، التقطت الكاميرا صورة لطفل يبلغ من العمر تسع سنوات، يُدعى «كيريل»، من كييف، وهو يحمل كلبه فى رحلة هروبه إلى المجر، حيث حرص الفارُّون على اصطحاب حيواناتهم الأليفة معهم، بينما التُقطت صورة لعشرات الركاب وهم يهرعون لركوب قطار متجه إلى سلوفاكيا من محطة سكة حديد فى مدينة لفيف الأوكرانية. بينما يسير آخرون جنبًا إلى جنب مع قافلة من السيارات متوجهة لإحضار الأقارب واللاجئين الآخرين عند معبر بالانكا الحدودى بين أوكرانيا ومولدوفا، ويصطف آخرون عند مواقع مراقبة الحدود فى مطار باريس بوفيه فى تيل ترقبًا لوصول ذويهم ومحبيهم. والواقع أنه حتى عمليات الفرار لم تَخْلُ من عناء ضاعفته الساعات الطويلة التى مكثوها داخل القطارات، التى قطعت مسافات زادت على 32 ساعة، قبل أن تصل بهم إلى محطات الوصول، كرحلة الفرار مدينة برزيميسل فى بولندا. وفى بولندا أيضًا التقطت الكاميرا صورة لجندى بولندى، وهو يحمل طفلًا أوكرانيًا وصل مع أحد والديه عند المعبر الحدودى فى ميديكا.