دير سانت كاترين المكان الوحيد في العالم الذي يجمع أماكنا مقدسة للديانات السماوية الثلاث. تمثل كنيسة الدير الديانة المسيحية، والمسجد الفاطمي الديانة الإسلامية، و شجرة العليقة الديانة اليهودية، لذا يستقبل الدير الزائرين من كافة الديانات السماوية، لحرصهم على زيارة معالم الدير المختلفة، ومنها أيضًا متحف الدير، الذي يخر بالعديد من الكنوز الأثرية. قال الدكتور محمود عثمان، مفتش آثار سانت كاترين، إن متحف دير سانت كاترين، يضم العديد من الكنوز الأثرية، منها ما هو مقدس، ومنها ما كان يحمل فيه الكتب المقدسة، مثل "الزنبيل" بمعنى القفة الكبيرة أو الجراب، وهذا يدل على الاهتمام بالاحتفاظ بكل شيء يتعلق بما هو مقدس. وأكد مفتش آثار سانت كاترين في تصريح ل"الشروق" اليوم الأربعاء، أن "الزنبيل" يوجد ضمن الكنوز الأثرية التي يحويها متحف الدير، ويحرص السائحون من مختلف الجنسيات على الاستفسار عنه، ومعرفة استخداماته. وذكر أنه أحد الأسفار العتيقة بالدير لكونه استخدم كأداة لحمل المخطوطات خلال نقلها من كنيسة إلى أخرى داخل الدير، أو نقلها خارج للحفاظ عليها، وكان يجري وضعه على الجمال عند نقل المخطوطات خارج الدير. وأشار إلى أن متحف دير سانت كاترين "مذخرة الكنوز المقدسة"، نظرًا لحجم الأيقونات والكنوز والمصوغات المعدنية، والمنسوجات المطرزة والنفيسة التي يحتويها المتحف، والتي منها أيقونات من العصر البيزنطي، وأيقونات خاصة بالنبي موسى، والسيدة العذراء، والقديسة كاترينا، والحلل الكهانوتية، ومخطوطات ومطبوعات قديمة، والعهدة المحمدية، ومصوغات معدنية كنائسية للاستعمال الكنائسي، إضافة إلى العديد من الوثائق والصور. وأوضح أنه جرى حمل كافة المخطوطات التي توجد بمكتبة الدير عبر "الزنبيل". وأكد أن المكتبة تضم أكثر من 3 ألاف مخطوط، لذا تعد ثاني أكبر مكتبة في العالم من حيث الأهمية بعد مكتبة الفاتيكان، لقيمة وعدد المخطوطات التي توجد به، وهذه المخطوطات ثلثها يوناني، والباقي ما بين العربية، والإسلامية، والقبطية والأرمينية وغيرها، وأغلبها ذات فحوى مسيحي، ومنها ما هو تاريخي، وجغرافي، وفلسفة، لافتًا إلى أن الآلاف من هذه الكتب يرجع بعضها إلى عشرات السنين الأولى من الطباعة. كما يوجد عدد غير قليل من الفرمانات التي أعطاها الخلفاء والولاة لرهبان الدير.