منذ الساعات الأولى من صباح الخميس، بدأ دوي الانفجارات في أنحاء أوكرانيا، بعدما شرعت روسيا في تنفيذ عملية عسكرية واسعة النطاق من خلال هجمات برية وبحرية وغارات جوية. وأعلنت أوكرانيا أن مركبات عسكرية روسية دخلت أراضيها من عدة اتجاهات، من بينها شبه جزيرة القرم، ومن بيلاروسيا إلى الشمال. تصدرت الحرب الروسية علي أوكرانيا، عناوين الصحف وشاشات التلفاز ووسائل التواصل الاجتماعي، وينتظر العالم تداعيات هذه الخطوة الروسية على العلاقات الدولية. ومن بين أبرز الملفات في هذا الإطار، وضع الطلاب الأجانب المقيمين في روسياوأوكرانيا. «الشروق» تواصلت مع عدد من الطلاب العرب والمصريين المقيمين في روسيا ليروون تفاصيل وتداعيات الحرب الأوكرانية على أوضاعهم في روسيا. يقول أحمد بن محمد، طالب سعودي مقيم في مدينة فارونيش الروسية: بعد سماع خبر التدخل العسكري الروسي في أوكرانيا، بدأت أفكر في العواقب، وكان أولها موقف البنوك، وبالفعل بعض البنوك هنا رفضت تغيير الدولارات لأن البورصة توقفت عن العمل، وسعر صرف الدولار يزيد بشكل غريب جداً، وإذا استمر الحال على ذلك ستحدث مشكلة كبيرة، ولا ندري ما الحل. وتابع أحمد: من ناحية الأمان، فلا شيء يدعو للقلق، ولا يوجد ما يدعو للخوف، حتى مدينة بلجورود الحدودية بجوار كييف الأوكرانية، ليس بها أي أضرار.. كل الأضرار في أوكرانيا، ولا خوف علي الطلاب في روسيا غير من ناحية الاقتصاد وتغيير العملة لأنني ذهبت لاستبدال العملات، ولكن البنك رفض، حتى أنني وجدت صعوبة اليوم في استقبال أموال من السعودية. وأضاف: إذا صدر أي قرار بمغادرة روسيا، سنغادر فوراً دون تردد، وسنستغل أي فرصة للرحيل، أما بالنسبة للشوارع في روسيا فهي عادية وليس بها أي مشكلات، ولا أي شيء يدل على وقوع حرب، عدا البنوك، أي أن الأزمة حالياً تكمن في الوضع الاقتصادي، بالإضافة لتوقف رحلات الطيران تماما. ومن فارونيش إلى مدينة فولجاجراد، يقول الطالب المصري محمود هشام: حالياً الحياة تسير بشكل طبيعي ولا يوجد أي تغيير، بالنسبة للجامعة حالياً، نذهب لحضور المحاضرات بشكل عادي، ولكن غير مسموح لنا بالعودة إلى بلادنا حالياً إلا إذا سمحت لنا الجامعة بالمغادرة، وبحسب ما يتم تداوله إعلاميا فإنه جرى غلق 12 مطارا داخليا بروسيا، أما عنا نحن الطلاب، فالحقيقة أن بداخلنا شيئا من الخوف، فمعظمنا يرغب في العودة لبلاده لكن المدينة في حاله استقرار. ومن مدينة روسية أخرى، يتحدث الطالب السوري عبدالكريم، قائلاً : الوضع في مدينة أوفا مستقر وآمن الحمدلله، والناس يعيشون في حالة طبيعية للغاية، وحتى الطلاب يمارسون دوامهم المعتاد والذهاب إلى الجامعات، والشوارع ما زالت تَعُج بالناس، ووسائل النقل لم تتوقف عن العمل. وذكر: بالنسبة للطلاب، شعورهم طبيعي ولا يساورنا أي قلق كون المدينة بعيدة عن مواقع الاحتكاك العسكري، كما أن المصالح الحكومية تعمل والنوادي الرياضية وأماكن التسوق، وعن نفسي ووجهة نظري بالطبع سوف أُكمِل ما أتيت لأجله ولا رغبة في العودة لأنني لم اسمع شيء يثير القلق أو أرى شيء مخيف يستدعي الرحيل. وتحدث الطالب هاني مصطفى، قائلاً : أنا مقيم في مدينة سمارا، وكل مدينة لها وضع مختلف في هذه الحرب لأن روسيا بلد كبير، وبالنسبة لمدينة سمارا، الوضع مازال مستقر، غير أن سعر الدولار ارتفع جدا. وتابع: مستحيل أن أعود إلى بلدي مهما حدث، لأنني طالما حلمت بالدراسة في روسيا، أما عن الأوضاع داخل البلاد، فالمطارات الداخلية أغلقت عدة ساعات وجرى إعادة فتحها مرة أخرى، وأنصح كل مصري، أن يركز على دراسته ولا يلتفت للحرب، فحتى الروس أنفسهم غير مكترثين بهذا الأمر ويمارسون حياتهم بشكل طبيعي. ومن مدينة فولجاجراد، يقول محمود حسن طالب مصري بالسنة الثالثة طب بشري: الأمور مستقرة جداً، وأسعار السلع إلى الآن كما هي، وسأظل في روسيا، وبالنسبة لنا كطلاب نمارس حياتنا الدراسية بشكل طبيعي، وعن المطارات فقد تم إغلاقها حتى 2 مارس المقبل. وفي منطقة الأورال، يقول الطالب، مجدي محمد: حتى الآن الأمور مستقرة؛ لأننا إلى حد ما بعيدين عن الحدود الأوكرانية، لذلك نحن في مأمن عن مواقع الضرب. وتابع: نحن نقيم في مدينة بكاترنبورج، وندرس في جامعة الأورال الفيدرالية، وبالنسبة للشوارع فهى هادئة، ولا يوجد إلا بعض المظاهرات من الروس المطالبين بمنع الحرب، معبرين عن رفضهم فكرة الحرب على أوكرانيا. وأضاف مجدي: كل شيئ على ما يرام، والمصالح الحكومة مستمرة في العمل والحياة تسير بشكل طبيعي، وبالنسبة لي كأحد الطلاب الأجانب في روسيا، سوف أكمل دراستي وما جئت لأجله، وطالما أن الجامعات ما زالت مستمرة فلا داعي للقلق. وأردف: ما يشغلنا نحن المصريين، هو حال إخواننا الطلاب والجالية المصرية كلها في أوكرانيا وفي مدينة بيلجورد الروسية، لأنهم يتواجدون في مرمى التفجيرات، خصوصاً بالمناطق الحدودية، وأتمنى إذا تطورت الأمور أن تسرع مصر في مساعدتهم وإجلاءهم.