تصدرت وقائع "العنف الزوجي" المشهد المصري مؤخرا، حيث أبرزت عناوين الصحف خلال الأيام القليلة الماضية حادثة اعتداء عريس على زوجته بفستان الزفاف في وضح النهار وأمام المارة بالإسماعيلية. وفي دراسة للجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، رصدت البيانات مستوى انتشار العنف على يد الزوج من خلال قياس نسب النساء اللائي ذكرن أنهن تعرضن في أي فترة من حياتهن أو خلال الإثني عشر شهرا السابقة لحالات من العنف البدني أو النفسي أو الجنسي في علاقتهن مع أزواجهن. ووفقا للدراسة، التي نشرت عام 2015، أفاد نحو 46% من النساء السابق لهن الزواج في الفئة العمرية (18- 64 سنة) بأنهن تعرضن لمرة واحدة على الأقل للعنف النفسي أو البدني أو الجنسي على يد الزوج الحالي أو الأخير في أي وقت من حياتهن، في حين أفاد 24% بأنهن عانين من عنف من هذا القبيل خلال الإثني عشر شهرا السابقة على إجراء المسح. ويعد العنف النفسي أكثر أنواع العنف الزوجي شيوعاً، فقد تعرض نحو 43% من النساء لشكل ما من أشكال العنف النفسي على يد الزوج خلال حياتهن، و22% مؤخراً. وعلى النقيض من ذلك، أظهرت نتائج المسح السكاني الصحي السابق، أن العنف الجسدي هو الأكثر شيوعاً بين النساء السابق لهن الزواج في الفئة العمرية (15- 49 سنة)، وجاء العنف النفسي في المرتبة الثانية. ويتمثل أكثر أشكال العنف النفسي ضد المرأة على يد الزوج شيوعاً في إهانتها وجعلها تشعر بالسوء، وهي نفس النتيجة التي أظهرتها نتائج المسح السكاني الصحي السابق، إذ ذكرت 4 من كل 10 من النساء أن الزوج الحالي أو الأخير قد أهانها أو أشعرها بالسوء. وذكرت نسبة كبيرة من النساء أن أزواجهن حطوا من شأنهن أو قاموا بإذلالهن أمام الآخرين (27%)، كما تعرض 16% للتخويف أو الترهيب المتعمد، وذكر 4% أن أزواجهن قاموا بتهديدهن كلامياً بإلحاق الأذى بهن أو بأي شخص قريب منهن، فيما تعرض نحو ثلث النساء (32%) للاعتداء البدني من أزواجهن خلال حياتهن، و12% خلال العام السابق. وأكثر أنواع العنف البدني شيوعاً على يد الزوج ضد زوجته صفعها أو قذفها بأي شيء (29%)، ودفعها بشدة أو بعنف أو شد شعرها (20%)، وهي نفس النتيجة التي أظهرها المسح السكاني الصحي السابق. وفيما يتعلق بالعنف البدني المبرح، تعرضت 15% تقريباً من النساء للكم بقبضة اليد أو القذف بما قد يؤذي، كما تعرضت 7% للركل أو السحب أو الضرب بقسوة، وتعرض 1.4% من النساء للخنق أو الحرق عن قصد، وتعرضت نسبة مشابهة للتهديد باستخدام سكين أو سلاح ناري أو أي سلاح آخر. وكان العنف الجنسي أقل شيوعاً من العنف البدني والنفسي، فكانت نسبة النساء اللائي تعرضن لأي واقعة عنف جنسي على يد الزوج في فترة ما من حياتهن 12%، في حين كانت نسبة من تعرضن لهذا خلال الإثني عشر شهرا السابقة على إجراء المسح 7%. وأجبر ما يقرب من 10% من النساء على إقامة علاقة حميمة مع الزوج رغماً عنهن، وأفاد 9% بأنهن أقمن علاقة حميمة مع الزوج خوفاً من غضبه في حالة الرفض، وذكر عدد قليل من النساء أنهن أجبرن على القيام بأعمال جنسية تحط من شأنهن أو تذلهن، وهو نفس النمط الذي كشف عنه المسح السكاني الصحي السابق. ووفقا للدراسة فإن النساء قد يعانين أحيانا من أكثر من نوع من أنواع العنف، فذكر 10% من النساء أنهن تعرضن لعنف بدني وجنسي من الزوج، وذكرت نفس النسبة تعرضهن لجميع الأنواع الثلاثة من العنف على يد الزوج، وأفاد 6% بتعرضهن لهذا العنف مؤخراً. وتشير ممارسات العنف البدني والنفسي والجنسي التي يمارسها الأزواج إلى نمط يتسم بالاستمرار في ممارسة العنف على يد الزوج، فكانت الغالبية العظمى من النساء اللائي تعرضن للعنف خلال الإثني عشر شهرا السابقة على إجراء المسح قد تعرضن له أكثر من مرة، سواء لمرات قليلة أو لمرات عديدة.