قال رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، إن وضع حد للحروب الأوروبية كان السبب الأساسي وراء إنشاء الاتحاد، منوهة إلى أن «القارة تشهد أكبر حشد للقوات على أراضيها منذ أحلك أيام الحرب الباردة»، وذلك في إشارة إلى الأزمة الروسية الأوكرانية. وأشارت في كلمة، نشرها الموقع الرسمي للمفوضية، صباح الأربعاء، أن «الشعب الأوكراني يحاول بشجاعة المضي قدمًا في حياته»، قائلة إن «البعض يجهز وثائقهم الهامة وملابسهم الأساسية حال اضطروا لمغادرة المنازل وآخرين يخزنون علب الطعام استعدادًا للأسوأ». وأرجعت ما يحدث في أوكرانيا إلى «السياسة المتعمدة» من القيادة الروسية، متابعة: «أوكرانيا دولة ذات سيادة إنها تتخذ قراراتها بشأن مستقبلها، لكن الكرملين لا يحب هذا ولذا فهو يهدد بالحرب، وعلى الرغم من بوادر الأمل التي رأيناها بالأمس، فهذا شيء لا يمكننا ببساطة قبوله». ونوهت إلى أن أوكرانيا عانت من العدوان الروسي المستمر على مدار السبع سنوات الماضية، لكنها تمكنت من قطع شوط كبير بالرغم من هذا العبء، واتخذت خطوات مهمة لمكافحة الفساد، وإعادة بناء بنيتها التحتية، وخلق وظائف جديدة لشبابها الموهوبين. وتابعت: «يعرف شعب أوكرانيا أن ديمقراطيته لا تزال بها بعض العيوب، لكن أوكرانيا اليوم هي دولة أقوى وأكثر حرية وسيادة مما كانت عليه في عام 2014، وهذا هو بالضبط سبب تهديد الكرملين لها مرة أخرى». وتعجبت من التضاربات التي حدثت في روسيا أمس من إعلان موسكو سحب بعض قواتها من الحدود مع أوكرانيا، وتصويت الدوما الروسي للاعتراف رسميًا بجمهوريتي دونيتسك ولوهانسك كجمهوريات مستقلة، مشددة على أهمية الالتزام باتفاق «مينسك». وناشدت روسيا عدم اختيار «الحرب» لأن طريق التعاون بين الاتحاد وموسكو مازال ممكنًا، منوهة إلى أن رد الاتحاد الأوروبي سيكون «قويًا وموحدًا» إذا اختار الكرملين العنف ضد أوكرانيا. وذكرت أن المفوضية الأوروبية تعمل بشكل وثيق مع جميع الدول الأعضاء لإعداد حزمة قوية وشاملة من العقوبات المحتملة، بتنسيق وثيق مع الولاياتالمتحدة والمملكة المتحدة وكندا، مضيفة: «في حالة حدوث عدوان روسي سيكون رد فعل أوروبا سريعًا وقويًا، نحن لا نتحدث فقط عن تجميد الأصول وحظر سفر الأفراد الروس، بل يمكن أن تكون عقوباتنا شديدة للغاية، والكرملين يعرف ذلك جيدًا». وأكدت أن الاتحاد الأوروبي قادر على الاستغناء عن الغاز الروسي هذا الشتاء بعد تنويع مصادره، لافتة إلى أن الأزمة ساهمت في استخلاص مجموعة من الدروس المستفادة أهمها تنويع مصادر الطاقة في أوروبا والتخلص من الاعتماد على الغاز الروسي، والاستثمار بكثافة في مصادر الطاقة المتجددة.