قدم زعماء الغرب تطمينات إضافية لدعم كييف اليوم الأحد، في أحدث سلسلة من جهود قادة العالم لخفض تصعيد الصراع في خضم مخاوف من أن موسكو ربما تكون بصدد التخطيط لغزو أوكرانيا في المستقبل القريب. ولكن روسيا نفت أن تكون تخطط لغزو أوكرانيا،معتبرة أن التحذيرات من شن غزو ذريعة لزيادة الوجود العسكري للحلف بالقرب من حدودها وفي الوقت نفسه، نصح عدد متزايد من الحكومات رعاياهم بمغادرة أوكرانيا في أقرب وقت ممكن. كان الرئيس الأمريكي جو بايدن من بين مجموعة من الزعماء، الذين قاموا بطمأنة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بشأن مساندتهم. وقال بايدن لزيلينسكي في مكالمة هاتفية مساء اليوم الأحد إن الولاياتالمتحدة تظل ملتزمة بسيادة أوكرانيا ووحدة أراضيها. وعلى الرغم من أن الجهود الدبلوماسية المتواصلة أخفقت في تحقيق انفراجة، عبر الرئيس الألماني الذي أعيد انتخابه حديثا فرانك فالتر شتاينماير عن ثقته في أنه لن يكون هناك غزو ،طالما أن روسياوالولاياتالمتحدة لا تزالان تتباحثان مع بعضهما البعض. غير أنه أقر بأن حشد القوات الروسية لا يمكن فهمه سوى بأنه تهديد، مشيرا إلى تمركز أكثر من 100 ألف جندي بالقرب من الحدود الأوكرانية. وقال شتانماير لشبكة التليفزيون العامة "زد دي إف" إنه يجب ألا يساور كييف أي شك في أن برلين تبذل ما بوسعها. تأتي تصريحاته قبيل زيارتين مزمعتين للمستشار الألماني إلى كييف وموسكو هذا الأسبوع. من ناحية أخرى، كانت إسرائيل أحدث دولة تنصح رعاياها في أوكرانيا بمغادرة البلاد، بعد أن قالت واشنطن يوم الجمعة الماضي إن غزوا قد يقع في الأيام المقبلة. وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي نافتالي بينيت إنه "مثل بقية العالم، نأمل أن ينتهي التوتر من دون تصعيد، ومع ذلك، التزامنا الرئيسي هو رعاية مواطنينا الإسرائيليين". وأبلغ وزير الدفاع الإسرائيلي بيني جانتس الجيش بالاستعداد لإمكانية إجلاء إسرائيليين من أوكرانيا، حسبما قال مكتبه. وفي وقت سابق، علقت الحكومتان الأسترالية والكندية مؤقتا العمل في سفارتيهما بالعاصمة الأوكرانية كييف على غرار ما فعلته الولاياتالمتحدة، وسط تصاعد المخاوف من حدوث غزو روسي. وقالت وزيرة الخارجية الأسترالية ماريز باين في بيان اليوم الأحد: "نظرا للوضع الأمني المتدهور الناتج عن حشد روسيا لقواتها على الحدود الأوكرانية، وجهت الحكومة بمغادرة موظفي السفارة الأسترالية في كييف وعلقت مؤقتا العمل في سفارتنا في كييف". وتابعت باين أن أعمال السفارة سوف تنتقل مؤقتا إلى مدينة /لفيف/ الأوكرانية، الواقعة إلى الغرب أكثر من العاصمة بالقرب من الحدود مع بولندا. وأعلنت كندا خطوة مماثلة يوم السبت، حيث نقلت أعمال السفارة من كييف إلى لفيف. وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية أمس السبت إن تحذيرا مماثلا صدر للمواطنين الأمريكيين بمغادرة أوكرانيا ينطبق أيضا على موظفي منظمة الأمن والتعاون في أوروبا. ولم تذكر منظمة الأمن والتعاون في أوروبا في البداية ما إذا كانت مهمتها في منطقة دونباس شرقي أوكرانيا، حيث تخوض القوات الحكومية الأوكرانية حربا أمام الانفصاليين المدعومين من روسيا، سوف تستمر. وفي أكبر مهمة أمنية على الإطلاق لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا، يشرف المراقبون على تنفيذ وقف إطلاق النار في شرق أوكرانيا، بموجب خطة سلام توقفت إلى حد كبير بسبب تبادل الجانبين للاتهامات بارتكاب انتهاكات. وقالت بعثة المراقبة الخاصة التابعة للمنظمة إنها "سوف تستمر في تنفيذ تفويضها من المنظمة بمراقبين منتشرين في 10 مدن في أنحاء أوكرانيا". غير أنها قالت أيضا إنها "تضع على أولى أولوياتها، سلامة وأمن كل طاقمها وستستمر في تقييم الوضع الأمني باستمرار". من ناحية أخرى، انتقدت وزارة الخارجية الروسية بشدة الدعوات لمراقبي منظمة الأمن والتعاون في أوروبا بالمغادرة. وقالت المتحدثة باسم الوزارة ماريا زاخاروفا مساء اليوم الأحد إن "هذا القرار يتسبب لنا في قلق بالغ".