تكريم نيللى وكريم عبدالعزيز وأى آر رحمن وتيرى فريمو بافتتاح الدورة 43 تنطلق الليلة الدورة 43 لمهرجان القاهرة السينمائى الدولى، بحفل الافتتاح الذى يقام فى المسرح الكبير لدار الأوبرا المصرية، ويشهد تكريم الفنانة الكبيرة نيللى، بجائزة الهرم الذهبى التقديرية، والفنان كريم عبدالعزيز بجائزة فاتن حمامة للتميز، كما يكرم أيضا تيرى فريمو مدير مهرجان كان السينمائى، والملحن والمغنى الهندى أى.آر. رحمن. وفى تعليق لرئيس المهرجان محمد حفظى، عن المكرمين، قال إن نيللى لها رصيد سينمائى كبير، ولها إسهامات فى السينما، ربما يكون الجمهور يعرفها أكثر بالفوازير، ولكن دورنا كمهرجان عندما نرى أن فنانا له عطاء كبير فى السينما لابد أن نسلط الضوء عليه، بعيدا عن شغله فى الدراما أو الفوازير. أما بالنسبة لكريم عبدالعزيز، فالحقيقة أننا عندما ننظر للتكريمات على مدار السنوات الماضية، ستجد أن الدور عليه، ولا يمكن أن نتجاهله بعد كل النجاح الذى حققه فى السينما، فى أفلام لا تشبه بعضها، فهو ممثل جريء واستطاع أن يغير من جلده، ويقدم أفلاما خارج الصندوق، خاصة فى تجربته مع مروان حامد، فهو ممثل مغامر، ولا يسير على نمط واحد، دائما لديه روح التغيير والتجربة. من جانبها قالت الفنانة نيللى عن تكريمها فى كلمة مسجل: «سعادة رائعة، جميلة، أن يتم تكريمى فى مهرجان القاهرة، الذى أعتبره تكريما من بلدى مصر». وتابعت: «أعتبر مصر ضنايا، ولخوفى عليها تعلمت معنى الضنا؛ لأننى لم أنجب، ولذلك أتمنى لكل إنسان يسمعنى الآن أو يقرأ كلماتى، أن يشعر بالسعادة التى أشعر بها، لأنه حينها سيكون طاير فى السماء من السعادة». ونيللى، فنانة مصرية تعد إحدى أبرز نجمات الأعمال الاستعراضية، وهى تنتمى لعائلة فنية عريقة؛ إذ إن شقيقتها الكبرى هى النجمة فيروز، التى اشتهرت فى السينما المصرية بكونها «الطفلة المعجزة»، وقريبتها هى النجمة الشهيرة لبلبة. وبخلاف انتمائها لعائلة فنية، فإنها تمتعت أيضًا بموهبة كبيرة فى الغناء والرقص والتمثيل، مما ضمن لها المشاركة فى ما يزيد عن 118 عملا فنيا، تنوعت ما بين السينما والمسرح والتلفزيون. أما الفوازير، فقد استطاعت من خلالها أن تحقق نجاحا جماهيريا كبيرا يُحسب لها حتى الآن. أما الفنان كريم عبدالعزيز فعلق على تكريمه بجائزة فاتن حمامة للتميز قائلا، إن التكريم ذكره ببداياته التى كان يأمل فيها أن يكون ضمن الفنانين المدعوين لحضور فعاليات المهرجان، الذى يعد أحد أعرق المهرجانات السينمائية بل وأهمها فى منطقة الشرق الأوسط، ليجد نفسه فى هذه الدورة، مكرما وليس مدعوًا فقط. وتوجه «عبدالعزيز»، بالشكر لإدارة المهرجان على هذا التكريم الذى يحمل اسم سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة، واصفا التكريم بأنه بمثابة نقطة فارقة فى مسيرته الفنية التى انطلقت من فيلم «اضحك الصورة تطلع حلوة»، وصولا إلى مسلسل «الاختيار 2» الذى عرض فى رمضان الماضى وفيلم «كيرة والجن» الذى يواصل تصويره حاليا. وكريم عبدالعزيز، الذى ولد يوم 17 أغسطس عام 1975، بمحافظة الجيزة. عاش طفولته فى استوديوهات التصوير بجوار كبار الفنانين، إذ إن والده هو المخرج الكبير محمد عبدالعزيز، وكان هذا سبب مشاركته فى عدد من الأفلام السينمائية التى أخرجها والده، وبعد سنوات من عمله كممثل خلال فترة طفولته، درس الإخراج بمعهد السينما وتخرج عام 1997، ليستأنف مشواره الفنى من جديد، إذ عمل لفترة وجيزة كمساعد مخرج، ومن ثم قرر العودة إلى لتمثيل، وكانت انطلاقته الحقيقية من خلال مسلسل «امرأة من زمن الحب»، كما حظى بفرصة التمثيل بجانب الفنان الراحل أحمد زكى، فى فيلم «اضحك الصورة تطلع حلوة»، ورغم تميزه فى الأعمال الكوميدية والرومانسية، ك «حرامية فى تايلاند»، و«أبو على»، لمع أيضًا فى الأدوار الأكشن، مثل «ولاد العم»، و«خارج عن القانون»، كما حقق فيلمه «الفيل الأزرق 2» الذى أخرجه مروان حامد، إيرادات غير مسبوقة فى تاريخ السينما المصرية، إذ تخطت ال 100 مليون جنيه، ورغم أنه مُقل فى الدراما التلفزيونية، إلا أن أعماله كانت ناجحة أيضًا، أحدثها هو «الاختيار 2» فى موسم رمضان 2021. من المكرمين فى الدورة 43 أيضا، مدير مهرجان كان السينمائى، الفرنسى تيرى فريمو، والذى علق على اختياره للتكريم فى مهرجان القاهرة قائلا: «إنه لمن دواعى سرورى أن أحصل على هذه الجائزة، التى لا أعتبرها جائزة لشخصى، وإنما لكل فرد اجتهد وساهم فى النجاح الكبير الذى حققه مهرجان «كان» السينمائى على مدار تاريخه، خاصة فى هذه الفترة التى تعد من أصعب المراحل التى تمر بها السينما فى كل مكان بالعالم». تابع «فريمو»: «بجانب السعادة الغامرة التى أشعر بها بفضل ذلك التكريم، فأنا سعيد أيضًا لزيارتى مصر للمرة الأولى، والتواجد فى مهرجان كبير يتمتع بمكانة بارزة مثل مهرجان القاهرة السينمائى، الذى يتيح للعديد من السينمائيين حول العالم خلال هذا الحدث الضخم، فرصة الالتقاء وتبادل الخبرات الثرية بشأن الصناعة الفنية». فى نفس السياق، تطرق المخرج الفرنسى للحديث عن مهرجان «كان» وكبرى المهرجانات السينمائية الأخرى، إذ أكد أنه لا يوجد منافسة بين كل منها، لأن كل مهرجان يقوم بمسئوليته فى حدود المساحة المتاحة له، موضحا: «لا يعتبر مهرجان «كان» نفسه من أكبر المهرجانات العالمية، فنحن وأصدقاؤنا من المهرجانات الأخرى حول العالم، نقوم بنفس العمل، لكن كل منا فى منطقته الخاصة ومساحته الفنية والثقافية». هذا ما قاد «فريمو» للحديث أيضًا عن علاقة مهرجان «كان» بالسينما المصرية، حين قال: «مهمة مهرجان «كان» السينمائى هى دعم السينما العالمية، ومن بينها السينما المصرية التى لم ينصفها التاريخ ولم يوضح مدى أهميتها فى العالم العربى، لذا فقد بدأنا فى عرض بعض الأفلام المصرية الشهيرة مؤخرا، كما فعلنا مع بوليوود سابقا، ونبحث أيضًا ما إذا كان هناك عدد من الأفلام القديمة التى يمكن إعادة عرضها وضمها إلى قسم كلاسيكيات كان». أضاف: «مهرجان «كان» فخور باستقباله لفنانين عظماء مثل يسرى نصر الله ويوسف شاهين، فى حين أن الجيل الجديد من صانعى الأفلام المصريين الشباب سواء النساء أو الرجال، مثير للاهتمام وأنا متأكد من أنه يمكننا توقع الكثير منهم فى المستقبل». وتيرى فريمو، ولد فى تولينز عام 1960. بعد سنوات من عمله فى المجال الفنى، شغل منصب المدير الفنى لمعهد Lumière فى ليون منذ عام 1995، وتم اختياره فيما بعد ليكون المدير الإدارى، فيما أصبح «فريمو» مديرا فنيا لمهرجان كان السينمائى عام 2004، ومن ثم مدير فنيا وتنفيذيا لنفس المهرجان عام 2007، قدم كمخرج، فيلمين وثائقيين هما «Lumiere» عام 2016، و «Lumière, l'aventure continue» عام 2020. المكرم الرابع فى مهرجان القاهرة هذا العام هو المؤلف الموسيقى والملحن الهندى أى. آر. رحمن، وهو من مواليد عام 1967، تم اختياره ضمن قائمة أكثر الشخصيات تأثيرا بالعالم ضمن قائمة مجلة Time، وحصل على عدة جوائز عالمية كجائزة جرامى لأفضل أغنية مكتوبة لوسائل الإعلام المرئية، وجائزة الأوسكار لأفضل موسيقى تصويرية، وجائزة البافتا لأفضل موسيقى فيلم. يذكر أن البرنامج الفنى للدورة 43، يضم حوالى 100 فيلم، تمثل أكثر من 60 دولة، واختار المهرجان منها فيلم «المسابقة الرسمية Official Competition»، ليعرض فى الافتتاح، وهو من إخراج: ماريانو كوهن، جاستون دوبرات، من إسبانيا والأرجنتين، وذلك فى عرضه الأول فى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. الفيلم الذى يشارك فى بطولته بينيلوبى كروز، أنطونيو بانديراس، وأوسكار مارتينيز، تدور أحداثه، حول رجل أعمال ملياردير يقرر أن يصنع فيلما ليترك بصمته، بحثا عن الأهمية والمكانة الاجتماعية، وللقيام بذلك وظف الأفضل: فريق ممتاز شكلته المخرجة الشهيرة لولا كويفاس واثنان من الممثلين المشهورين، كلاهما موهوب للغاية ولكن أكثر غرورا. الممثل الهوليوودى فيليكس ريفيرو والممثل المسرحى الراديكالى إيفان توريس. كلاهما أسطورة، ولكنهما ليسا أفضل الأصدقاء. من خلال سلسلة من التحديات الغريبة والمتزايدة التى وضعتها لولا، يتعين على فيليكس وإيفان مواجهة بعضهما البعض، وكذلك مواجهة إرثهما الخاص.