الشتاء لم يعد قارص البرودة.. والمستهلك من الطبقة المتوسطة لا يشترى الملابس الثقيلة إلا إذا شعر بالاحتياح لها على حد قول يحيى زنانيرى نائب رئيس شعبة الملابس بالاتحاد العام للغرف التجارية. ونتيجة لذلك فمحال الملابس شبه خالية من المشتريين فى الموسم الشتوى، كما رصدت «الشروق» فى جولتها بالمحال، «مبيعات المحل من الملابس الجاهزة الشتوية تراجعت خلال هذا العام بنسبة تقترب من 70%، مقارنة بالعام الماضى»، كما قال محمد محمود صاحب محل سيلفر للملابس بالدقى وهو ينتظر قدوم من يشترى معروضاته، «الأسعار مازالت عند نفس مستويات العام الماضى، ولكن المبيعات انخفضت بسبب قصر فترة موسم الشتاء، بالإضافة إلى ارتفاع درجة الحرارة»، وفقا لمحمود. ويتفق سامى عبدالمقصود، عامل بمحل عروس التحرير للملابس، مع الرأى السابق على أن المبيعات تراجعت خلال هذا الموسم بسبب قصر موسم الشتاء، مما دفعه إلى خفض الأسعار بنسبة 10% لتنشيط المبيعات. وقال بائع فى توكيل لإحدى الماركات الشهيرة بجامعة الدول العربية، رفض ذكر اسمه، إن صاحب التوكيل خفض طاقة إنتاج المصانع الموجودة فى 6 أكتوبر بأكثر من 30% بعد أن تراجع الطلب بشكل كبير. غير أن ذلك لم يقابله خفض فى السعر لأن سعر الخامات مازال واحدا، موضحا أن «أسعار البدل تبدأ من 550 جنيها، وتقف عند 1100 ثابتة من العام الماضى، رغم قلة الطلب على الشراء، وأضاف أن «الناس حتى من الطبقات المتوسطة، وهى أبرز شريحة، تستهدفها المحال، تدخر النقود لما هو أهم». على حد تعبيره. ويرصد ماهر شعلان، سكرتير عام مساعد بالشعبة العامة للملابس الجاهزة بالاتحاد العام للغرف التجارية، تغير أذواق المستهلكين فى الفترة الأخيرة نتيجة لارتفاع الحرارة «لم يعد المستهلكون يقبلون على البدل الصوفية الثقيلة، ولكنهم يبحثون على البدل «الديمى سيزون» أى التى يستطيعون ارتداؤها فى الموسمين الصيفى الشتوى، الأمر الذى يوفر لهم فى النقود أيضا». ويقول لويس عطية رئيس شعبة الملابس بغرفة تجارة الإسكندرية إن «مبيعات الجواكت والبلاطى شبه متوقفة بسبب عدم برودة هذا الشتاء». وتجتمع على أسواق الملابس الشتوية مشكلتا دفء الشتاء والركود الذى أصاب أسواق الملابس بصفة عامة بسبب تداعيات الأزمة المالية على مصر، ونتيجة لذلك اقتصرت مبيعات الملابس الشتوية هذا الموسم على 30% من المعروض، بحسب زنانيرى. وبينما تحدد مصانع الملابس المصرية هوامش ربحية للتجار تتراوح بين 30% إلى 35%، وفقا لما قاله زنانيرى، يواجه التجار صعوبة فى تسويق منتجاتهم بالمستويات الحالية للأسعار، الأمر الذى دفع الشعبة إلى الاتجاه لمطالبة وزارة التجارة والصناعة بتبكير موسم الأوكازيونات هذا العام إلى منتصف يناير بدلا من بداية فبراير كما كان معتادا، تبعا لما ذكره زنانيرى «الموضة تتغير من سنة لأخرى، لذا فالتجار حريصون على التخلص من البضائع الموجودة لديهم هذا الموسم بأقل الخسائر الممكنة»، كما أضاف زنانيرى. ولم تسلم مبيعات المنتجات الكهربائية من سخونة الشتاء، حيث يقول مجدى عرفات الذى يعمل بمحل الدار للأجهزة الكهربائية أن مبيعات الأجهزة الخاصة بموسم الشتاء والمتمثلة فى السخانات والدفايات قد انخفضت خلال هذا العام بنسبة تزيد على 90% مقارنة بالعام الماضى، «بينما الأسعار مازالت كما هى». تبعا لعرفات. أما حاتم أمين مدير مبيعات بإحدى الشركات المنتجة للأدوات المنزلية، فيؤكد تراجع الشراء والطلب، لكن ليس بنسبة كبيرة «هناك 600 ألف زيجة كل سنة، حسب البيانات الرسمية، تحرك سوق السلع المنزلية، باعتبارها ضرورة لا يمكن الاستغناء عنها، والشركات تفضل الاحتفاظ بالمنتج بدلا من إتباع سياسية حرق الأسعار»، تبعا لأمين. ويشير أحمد حنفى بائع بإحدى محال الأدوات المنزلية بمنطقة المهندسين إلى أن المحال تثبت أسعارها لأن «الاستيراد تم بسعر معين، فلا يمكن خفضه، حتى لو قل الطلب، هو ما حدث فى العام الماضى، فلم يشعر الناس بالشتاء، مشيرا إلى أن سخانات الغاز تتميز عن الكهرباء، بانخفاض التكلفة على المستهلك مما يجعل الطلب أكثر عليها من الكهرباء التى ترفع الفاتورة الشهرية للكهرباء». ويعتبر أشرف هلال، رئيس شعبة الأدوات الكهربية بغرفة تجارة القاهرة، أن التباطؤ فى مبيعات الدفايات أكثر ظهورا من السخانات نظرا إلى أن السخانات تستخدم صيفا وشتاء. ومن ناحية أخرى، فالعديد من التكييفات تجمع خاصيتى التدفئة والتبريد «المناخ فى مصر أصبح أشبه بالمناخ الخليجى لذا فالرواج الأكبر للسلع الكهربائية يكون فى الصيف فى سلع كالتكييف والمروحة عن السلع الشتوية.