«الناس حزينة ومحدش له نفس يشترى ملابس العيد»، يقول لويس عطية، رئيس شعبة الملابس الجاهزة بغرفة تجارة الإسكندرية، واصفا حال تجارة الملابس هناك بعد الحادث الدموى، ومقدرا انخفاض مبيعات الملابس الجاهزة فى الإسكندرية فى موسم عيد الميلاد الحالى بنحو 40% مقارنة بالمعدلات المعتادة فى هذه الفترة. وعادة يشهد قطاع الملابس الجاهزة رواجا فى الفترة السابقة لعيد الميلاد الموافق السابع من شهر يناير، ويقول عطية إن التجار اعتادوا على الترويج لبضاعتهم بداية من منتصف ديسمبر وحتى عيد الميلاد وهو الرواج الذى افتقده تجار الاسكندرية بعد وقوع الانفجار. ويشير عطية إلى أن منطقة سيدى بشر، التى وقع بها الحادث، تعد من أبرز مناطق الرواج لبيع الملابس بالإسكندرية «الحزن يسيطر على كل سكان سيدى بشر، وكل مناطق الإسكندرية الأخرى». ولم يختلف الوضع كثيرا فى القاهرة، حيث قال يحيى زنانيرى، نائب رئيس شعبة الملابس الجاهزة بالاتحاد العام للغرف التجارية، إن هناك «حالة من الكآبة يلمسها قطاع تجار الملابس فى السوق بعد الحادث»، مشيرا إلى أنه عادة ما تشهد ملابس الأطفال والملابس الحريمى رواجا قويا فى موسم العيد، وبالرغم من أن المبيعات كانت فعلا بدأت فى الانتعاش منذ أواخر ديسمبر الماضى، فإن هذا الانتعاش تراجع بقوة بعد الحادث». ويشير زنانيرى إلى أن سوق الملابس يشهد حالة من التباطؤ فى البيع منذ فترة وكان موسم عيد الميلاد فرصة لتحقيق أرباح لتعويض هذا التباطؤ، ولكن الحادث أضاع عليهم هذه الفرصة. الصائمون يفقدون شهيتهم للحوم بعد الحادث بعد صيام 45 يوما عن جميع المنتجات الحيوانية، عادة ما يتزاحم المسيحيون على محال الجزارة والدواجن فى الأسبوع السابق ليوم عيد الميلاد (7 يناير) لشراء مستلزمات الولائم التى تجمع العائلات معا فى العيد، إلا أن «أحداث الإسكندرية الأليمة جاءت لتسد شهيتهم عن الاحتفال والشراء»، على حد قول ناصر أيوب، جزار فى حى شبرا. فقد انخفضت مبيعات ناصر بنحو الربع منذ يوم السبت الماضى، ثانى يوم الحادث، «فأحداث الإسكندرية ضربت موسم العيد هذه السنة، كون أغلبية الناس فى حالة حزن ولا تريد الاحتفال»، على حد قول جزار شبرا. وليس ناصر الوحيد الذى لمس تراجعا فى مبيعاته، فقد انخفضت أيضا مبيعات محال السبكى فى الدقى، بنفس معدلات ناصر تقريبا، ويوضح حلمى، العامل فى محال السبكى، أن «مبيعات أعياد المسيحيين عادة لا تقل عن معدلات عيد الأضحى، إلا أن حادثة الإسكندرية أشاعت حالة من التوتر والغضب وعدم الرغبة فى الاحتفال، وهو ما انعكس على مشتريات اللحوم». وقد امتد ركود سوق اللحوم إلى الدواجن أيضا، حيث تشير منى، بائعة الدواجن، إلى أن أغلبية زبائنها لم يأتوا هذا العيد إلى محلها لشراء الكميات الكبيرة التى اعتادوا شراءها كل عيد، لدرجة أنها اضطرت إلى الاتصال بالعديد منهم للاطمئنان عليهم، وكانت إجابة أغلبيتهم «إن ما حدش له نفس يشترى أو ياكل حاجة بعد أحداث الإسكندرية». وركود فى مبيعات حلوى عيد الميلاد «يعيش فرع حلوانى العبد فى الإسكندرية حالة ركود فى المبيعات لا تتوافق مع حركة المبيعات المعتادة فى هذا الوقت من العام»، تبعا لما قاله محمد العبد، صاحب سلسلة المحال الشهيرة ل«الشروق». ومن المعتاد أن تشهد محال الحلويات حالة من الرواج فى هذه الفترة من العام مع إقبال المسيحيين على شراء حلوى العيد، إلا أن العبد يشير إلى أن فرع القاهرة لم يشهد تراجعا فى المبيعات مثل فرع الإسكندرية «ما زالت نسبة المبيعات فى القاهرة متوافقة مع نسبة المبيعات فى هذه الفترة من كل عام». وعلى الرغم من تذبذب حركة الشراء فإن هناك زيادة فى أسعار حلوى العيد خلال عيد الميلاد حيث ارتفع سعر كيلو الكحك من 34 إلى 38 جنيها، كما ارتفع كيلو البوتيفور من 40 جنيها فى سبتمبر إلى 45 جنيها. 30 % تراجعًا فى مبيعات كارفور الإسكندرية على غير عادته، بدا «كارفور الإسكندرية» يوم السبت الماضى خاليا من الزوار، وكأنك ذهبت لتتسوق فى وسط الأسبوع لتتفادى زحام الإجازة الأسبوعية، فبينما ألقت الحادثة بسهامها على جميع فروعه، إلا أن نصيب فرعى الإسكندرية كان الأكبر، حيث فقدا ما يقرب من 25 إلى 30% من حجم مبيعاتهما فى الأيام التالية للحادث، بحسب قول هيرفى ماجيديه، الرئيس الإقليمى لكافور مصر، ل«الشروق». «عادة ترتفع المبيعات يوم السبت، كونه أجازة رسمية، وبشكل خاص السبت الأخير قبل أجازة عيد المسيحيين، إلا أن الحادثة أفقدتنا جمهورا كبيرا خاصة فى فرعى الإسكندرية»، تبعا لماجيديه، مضيفا «إذا كان ذلك اقتصر فقط على الإسكندرية فى الأسبوع الماضى، فمما لا شك فيه أنه بعد تداعيات الحادثة التى شاهدناها أمس سيمتد ذلك الأثر لسلاسلنا فى القاهرة أيضا»، إلا أن رئيس كارفور مصر توقع «ألا يدوم هذا التأثير السلبى على شهية المستهلك المصرى طويلا»، مشيرا إلى أن «اليوم وغدا دائما ما تكون أياما قياسية لمبيعاتنا، نحقق فيها أكثر من مرة ونصف حجم مبيعاتنا التقليدى، إلا أنه فى ظل الظروف الحزينة ليس من المتوقع تحقيق هذا الهدف هذا العام»، بحسب قوله، مستبعدا القيام بأى عروض أو تخفيضات فى محاولة منه لفتح شهية المستهلكين. ويعد كارفور، من أكبر سلاسل التجزئة العالمية المستثمرة فى مصر، فهو يمتلك ما يزيد على 10 أفرع له فى مختلف أنحاء الجمهورية، ويخطط لافتتاح عدد آخر من السلاسل الجديدة خلال العام الحالى، ويستحوذ على 16% من إجمالى سوق التجارة الداخلية (متضمنة المحال الكبيرة والصغيرة)، وعلى ما يزيد على 60% من سوق سلاسل التجزئة الكبيرة الموجودة فى مصر (سبينيز وهايبر ماركت). من ناحية أخرى، يستبعد ماجيديه أى تأثير سلبى لهذا الحادث على الاستثمارات الأجنبية فى مصر، وبصفة خاصة تجارة التجزئة، «هذه الحوادث المؤلمة تتكرر من فترة إلى أخرى وفى مناطق مختلفة فى العالم، وهى لا تخص مصر بصفة خاصة، ولذلك فهى لن تغلق شهية المستثمر الأجنبى وتصرفه السوق المصرية، فمناخ الاستثمار فى مصر آمن على المدى الطويل»، كما يرى رئيس كارفور مصر. قلق فى سوق الإعلانات بعد الحادث الإرهابى «حدوث أى أعمال إرهابية مماثلة لموضوع الإسكندرية فى الوقت الحالى سيضرب سوق الإعلانات بشدة» بحسب ما توقعه حازم درع، صاحب وكالة درع للإعلان، مشيرا إلى أنه «حتى الآن لم يحدث أى تعطل فى سوق الإعلانات، أو أى توقف لحملات دعائية. وتعد بداية العام فترة حملات الأوكازيونات أو فترات الترويج للعروض، التى تقوم بها الشركات مع انتهاء فصل الشتاء، كما يوضح درع. وكانت سوق الإعلانات قد بدأ يشهد تعافيا فى عام 2010 بعد التباطؤ، الذى شهده عقب الأزمة المالية لترتفع معدلات الإعلانات بنحو 30% فى 2010 مقارنة ب2009، مما أدى إلى زيادة سعر الإعلان التى تصل مدته إلى نصف دقيقة كان يصل إلى 30 ألف جنيه العام الماضى، ارتفع هذا العام إلى 38 ألف جنيه. شارك في الإعداد: محمد جاد وميريت مجدى ونيفين كامل وصفية منير.