يتساءل الكثير من الأشخاص حول إساءة استخدام العقاقير وكيف أصبحت أكثر شيوعًا بين الشباب والمراهقين، وما السبب وراء لجوء الشباب إلى المخدرات، وهل هناك بعض الضغوطات التي قد تؤدي إلى الإدمان؟ «الشروق» تستعرض في هذا التقرير أسباب تعاطي المخدرات ومخاطرها الصحية طويلة المدى، كما ذكرها خبراء علم النفس. * تعاطي وإدمان المخدرات يستخدم المعهد الوطني لتعاطي المخدرات (NIDA)، وهو معهد أبحاث تابع للحكومة الفيدرالية بالولايات المتحدة، تعاطي المخدرات والإدمان في سياقات مختلفة. وبحسب المعهد، فإن تعاطي المخدرات يشير إلى أي مجال لاستخدام المخدرات غير المشروعة مثل: تعاطي الهيروين، الكوكايين، والتبغ. ومن جانب آخر، كثيرا ما يتم إساءة استخدام العقاقير الطبية لإحداث المتعة، وتخفيف التوتر، وتغيير الواقع أو تجنبه؛ ما يجعله يوصف بأنه إدمان للمخدرات، حيث يشير الإدمان إلى اضطرابات تعاطي المخدرات. ويتسم المدمن بعدم القدرة على التحكم في الدافع لاستخدام المخدرات حتى في حالة وجود عواقب سلبية، وفقًا للمعهد الوطني لتعاطي المخدرات. * سبب تعاطي المخدرات أكد علم النفس أن السبب وراء تناول الأشخاص المخدرات أكثر تعقيدًا مما نفترض، في حين أن البعض يلوم المال والسلطة على أنهما السبب الجذري لذلك، إلا أن هناك العديد من العوامل التي تؤدي إلى الإدمان. يبدأ تعاطي المخدرات في البداية بشكل طوعي، إما أن يميل الشخص إلى تجربة شيء جديد أو أنها محاولة للاستمتاع، ولكن بمرور الوقت يمكن أن تضعف قدرة الشخص على التحكم في نفسه، مما يؤدي به إلى الإدمان. وقد يبدأ السلوك الإدماني بسبب الإجهاد العاطفي، الناجم عن تجربة مؤلمة يصعب للغاية تحديها، وهذا عندما يلجأ الشخص إلى تعاطي المخدرات لإلهاء نفسه عن التوتر والحزن والمشاعر السلبية. ووفقًا ل NIDA، "يتعاطى الناس المخدرات لأسباب عديدة منها: الرغبة في الشعور بالرضا، أو التوقف عن الشعور بالسوء، أو الأداء بشكل أفضل في المدرسة أو العمل، أو لديهم فضول لأن الآخرين يفعلون ذلك ويريدون التكيف، وهو السبب الشائع بين المراهقين". * كيف تعمل الأدوية؟ وفقًا لدراسة نُشرت في المجلة الأوروبية لعلم الأعصاب حول "الآليات العصبية والنفسية الكامنة وراء عادات البحث عن المخدرات القهرية"، فإن الرغبة في تعاطي المخدرات تبدأ كسلوك موجه نحو الهدف، أي أن الشخص يجد المخدرات ويتناولها، ومع الوقت تزداد الرغبة فيها، وهذا شكل من أشكال التعلم النقابي يعني الإرادة لفعل شيء ما بناءً على حافز جديد. ويعتقد المعهد الوطني لتعاطي المخدرات أن "المخدرات تثير أجزاء الدماغ التي تؤدي إلى الشعور بالرضا، ولكن بعد تناول الدواء لفترة من الوقت، تعتاد عليه الأجزاء التي تشعر بالسعادة في الدماغ، وتولد الرغبة في تناول المزيد من المخدرات للحصول على نفس الشعور الجيد. * أنواع مختلفة من الأدوية وتأثيراتها قصيرة المدى بحسب الخبراء، تؤثر الأدوية على النظام العصبي المركزي، مما يؤثر على طريقة التفكير والشعور، ولكن هناك أنواع مختلفة من الأدوية لها تأثيرات مختلفة على دماغ المرء. *المسكنات المسكنات هي الأدوية التي تقلل من النشاط الوظيفي، عند تناولها بكميات صغيرة، قد تجعل الشخص يشعر بالاسترخاء، ولكن تؤدي الكميات الكبيرة من المسكنات إلى الغثيان وفقدان الوعي وفي بعض الحالات قد تؤدي إلى الوفاة. *المهلوسات المهلوسات تشوه إحساس المرء بالواقع، وقد تبدأ في الهلوسة أو رؤية أو سماع أشياء غير موجودة بالفعل، وقد تؤدي مثل هذه الحالات إلى جنون العظمة والذعر والنشوة العاطفية والعقلية والغثيان ومشاكل الجهاز الهضمي. *المنشطات يمكن أن تؤدي المنشطات إلى زيادة معدل ضربات القلب، وارتفاع ضغط الدم، والحمى، وفقدان الشهية أو تغييرها، والإثارة والأرق، خاصة عند تناوله بكميات كبيرة، ويمكن أن يؤدي إلى الذعر والنوبات وتشنجات المعدة والقلق. * المخاطر الصحية على المدى الطويل يمكن أن يشكل الاستخدام المستمر للعقاقير مخاطر كبيرة على المدى الطويل، وذلك بداية من المعاناة من مشاكل / اضطرابات الصحة العقلية مثل جنون العظمة والاكتئاب والقلق والعدوانية والهلوسة إلى تطوير مشاكل صحية مزمنة مرتبطة بأمراض القلب والأوعية الدموية وأمراض الجهاز التنفسي وتلف الكلى، وقد يؤدي تعاطي المخدرات والإدمان في بعض الأحيان إلى الوفاة. ووفقًا للمعهد الوطني لتعاطي المخدرات، "يمكن أن تشمل التأثيرات طويلة المدى أمراض القلب أو الرئة والسرطان والأمراض العقلية وفيروس نقص المناعة البشرية / الإيدز والتهاب الكبد، ويمكن أن يؤدي تعاطي المخدرات على المدى الطويل أيضًا إلى الإدمان. * هل يمكن علاج الإدمان؟ يعد تعاطي المخدرات والإدمان حالة قابلة للعلاج تحتاج إلى وقت وجهد، لكنها عملية طويلة الأجل قد تنطوي على العديد من المحاولات، وقد تركز عملية التعافي على الكثير من العوامل من الأدوار العائلية إلى مهارات العمل لتحسين الصحة العقلية للفرد. وقد يشمل العلاج إزالة السموم تحت إشراف طبي، العلاج السلوكي المعرفي.